الهجوم الدامي الذي نفّذه عسكري أمريكي سابق الذي يحمل اسما عربيا (شمس الدين جبار)، عندما دهس بشاحنته حشداً من المحتفلين بأعياد رأس السنة المسيحية في مدينة نيو أورلينز، فجر الأربعاء الماضي 1/1/ 2025م ، في حادثة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً على الأقل، مع جرح ما الا يقل عن 30من المحتفلين 0
تؤكد الجهات الأمريكية على انه عمل إرهابي يدل على ان من قام به متطرف اسلامي سلفي جاء على خلفية اعتبار المسلمين ان العالم المسيحي هو بلاد كفر وان تنفيذ أي عمل ضدهم هو عمل يصب في مجرى الشريعة الإسلامية وهذا امر مرفوض من قبل الشريعة الإسلامية في كل نواميسها ومكونات نسقها العبادي0
وموجود كثير من الأيات القرآنية تحرمه وتشجبه وتسنكره ومن ذلك قوله سبحانه (لكم دينكم ولي ديني) وهي تدل على وجوب احترام الإنسان لخصوصيات الآخرين الدينية والفلكلورية والثقافية والفكرية والتاريحية وكل ما لهم من عادات وتقاليد ولا يجو الإعتداء عليهم بالمطلق تحت اية ذريعة كانت وقوله سبحانه (لا إكراه في الدين) أي لا يجوز إكراه ولا اجبار الناس او الضغط عليهم من قبل الآخرين على ترك شيء مما يتعبدون به سماويا ولا حتى ماديا ولا التخلي عن عاداتهم الفلكلورية ولا طقوسهم وشعائرهم الدينية 0
فكل انسان يتحمل مسؤولية مخالفته عبادة الحق وهو الله والتحول نحو العبادة الوثنية بدليل قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) أي ان كل انسان يتحمل ذنوبه امام ربه في العبادة او في التعامل مع الناس ولا يتحملها غيره وهذا هو قانون السماء الذي قطع الطريق على كل من يسمح لنفسه بالإعتداء على الناس تحت ذريعة انهم كفار فيحلل قتله لهم او تهديد سلمهم الأهلي ونشر القللاقل والإضطربات في بلدانهم ومناطق سكناهم تحت هذه الذرية البائسة وهي ذريعة التكفير لأن الله يريد لكل المجتمعات الإنسانية الراحة والأمان والإطمئنان 0
فالله تعالى قد قطع الطريق على كل من يحلل ويبيح لنفسه قتل الناس الأبرياء تحت ذريعة الكفراو تحت اية ذريعة اخرى بقوله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) وفي هذه الآية يحرم الله سبحانه قتل النفس بشكل عام وبقانون عام أي كل انسان سواء كان كافرا او مشركا او ملحدا او غير ذلك لا يجوز قتله وفقا للآراء والمواقف الفئوية والشخصية التي تسمتد احكامها ومقارباتها في الحكم على الناس من المواقف الشخصية الضيقة والإجتهادات الذاتية المريضة والفتاوي الظالمة0
ومن هذه الآية ومن قوله تعالى () نرى ان القانون الإلهي في التعامل مع النفس أية نفس هو (حرمة قتلها) تحت حجة انتمائها الديني او العقائدي بمختلف اشكاله او الفكري بشتى الوانه 0
وقد شدد الله على عدم سماحه بالقتل ورفضه له تحت اية ذريعة يسوقها القاتل لتبرير جريمة فقال تعال :- (" من قتل نفسًا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعً) 0
إن الله في كتابه الكريم ونبيه محمد (ص) في سنته الشريفة اكدا بشكل قاطع غلى التعاون بين الناس على البر والتقوى (الخير والمحبة) ونبذ العنف والكراهية (ولاتتعاونوا على إلإثم والعدوان) لذلك اغلظ الله لأهل الشر والكراهية والعدوانية من البشر 0
لذلك فإن الذين يؤولون آيات القرأن وسوره وفقا لأهوائهم الشخصية ويفتون وفق ذلك الهوى الشيطاني بسفك دماء الناس وازهاق ارواحهم وتهديد صفو حياتهم واستقرارهم فقد ذمهم الله وخصص لهم عقوبات قاسية على اهل الحق والدول والحكومات تنفيذها بهم دون رحمة ولا هوادة فقال سبحانه :-
(( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 33/ المائدة ))
|