• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الرأفة والرحمة ما بين مكة وكربلاء .
                          • الكاتب : ساره صالح .

الرأفة والرحمة ما بين مكة وكربلاء

 تضحيات جسام قدمها النبي الاكرم محمد ( صل الله عليه واله ) خلال فترة جهاده المستمر وكفاحه الدائم لنشر رسالة السماء وجعل الدين الاسلامي ظاهراً للمليء، تعرض (صلوات الله عليه) خلالها للكثير من التحديات النفسية والمادية لكن ورغم ذلك فقد صبر وظفر بالفوز العظيم، حينما اظهر الله دينه الحنيف وجعل منه دستوراً لكل مسلم وهذا ما جسده القرأن الكريم بالاية المباركة ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) )).

الحرية الكبيرة التي نتملكها الان في اختيار الاسلام ديناً ومعتقداً لم يحضى بها الكثيرون في ازمان سابقة، حيث ان الاقوام التي امنت بالله ورسالة نبيه محمد في المراحل الاولى للاسلام قد تعرضوا لشتى انواع الاذى والاضطهاد المادي والمعنوي مما اضطروا ورسولنا الكريم الى التخفي والهجرة من مكان الى اخر ليأمنوا على انفسهم من كيد قريش وبطشهم.
بعد ما منّ الله سبحانه على المؤمنين من المهاجرين والانصار بالايمان وبعدما زادت اعداد المسلمين، أمر الرسول الاكرم محمد (رضوان الله عليه ) بفتح مكة وتطهيرها من دنس الكفر والضلال، لتتمثل رحمة نبينا الاكرم محمد ولطفه وعطفه خلال معركة فتح مكة بالقول الاتي ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) عافياً عن سادة قريش بعد ما عانى من اذاهم وتحمل الكثير من الظلم والجور، ولكن رغم هذا فقد تجسد اخلاقه العظيمة التي وصفها القرأن بالقول (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) بأن يعفوا ويصفح عن القوم.
ورثت هذا الاخلاق العظيمة لسبطه ابا عبد الله الحسين (عليه السلام ) حينما ضيق به القوم في صحراء نينوى وقتلوا اصحابه وسبوا عياله نراه يتمثل بأسمى الاخلاقيات المحمدية في مواقف كثيرة يبكي على اعداءه رأفةً بهم وعطفاً عليهم لانهم سيدخلون جنهم بسبب محاربتهم اياه رغم انه يعلم علم اليقن بأن القوم لن ترضى الا بقتله وسبي عياله، لكن اخلاقه المحمدية التي تربى عليها رسمت لنا اجمل الصور الانسانية في اللطف والعطف والرحمة ليكون الحسين (عليه السلام ) خير خلف لخير سلف.
مواقف تربوية اخلاقية كثيرة نستلخصها من حياة ال بيت النبوة (عليهم السلام ) لعلنا نطبقها في حياتنا ونجعل منها منهاجاً يومياً في الخُلق والتعامل مع الاخرين لنكون بذلك خير موالين ومحبين وكما ارادنا الله ورسوله والائمة الطاهرين ان نكون، خير أمة، وان نجعل من اخلاق ال البيت منهاجاً.

الطلاق خطر يفتك بالمجتمعات ويمزق  نسيجها الاجتماعي.

المروءة، الكرم، النخوة، ونصرة المظلوم، حفظ المقدسات والعقائد والدفاع عنها وغيرها الكثير من القيم والثوابت الاجتماعية والاخلاقية التي تزرعها الأسرة في ذهن الطفل الناشىء بين كنفها فهي وكما يعلم الجميع اللبنة الاساسية والنواة الاولى لكل مجتمع، فبصلاحها يصلح الفرد والمجتمع على حد سواء.

اليوم وفي عصر العولمة والتكنولوجيا قد تحرك كل ساكن وباتت المخاطر الفكرية تعطف بنا من كل حدب وصوب متجاوزة لكل دفاعاتنا التي ورثناها عن قناعة والمتمثلة بالقيم والعادات والتقاليد يضاف اليها الثوابت الدينية والتشريعات الاسلامية.
تلك المخاطر باتت تنسل دون ان نعي وصولاً لأسرنا لتنهش من نسيجها وترابطها فاتكةً بها، لتغدوا أسرنا اليوم شتات.
نسب مهولة لاعداد الطلاق التي تسجلها المحاكم العراقية اليوم قد وصلت الى عشرات الالاف، لاسباب لربما تكون غالبيتها ضعيفة الحجج، ولكن قد شجعت عليها امور اساسية قد التغاضي وغُض البصر عنها في بداية الشروع بهذا المشروع المقدس وهي على نوعين:
1)   جوانب معنوية: لعل الجوانب المعنوية كثيرة ومتشعبة يمكن ان نصف اولى تشعباتها بقصور الشباب بفهم مشروع الاسرة وتكوينها واهميتها الكبيرة وعدم الشعور بالمسوليات الكثيرة التي تقع على عاتق الشريكين المتمثلة بخلق بيئة أسرية مثالية تساهم في رفد المجتمع بأفراد صالحين يمتلكون من القيم والثوابت ما يدعو للافتخار،
اضافة الى ذلك غياب الواعز الديني الذي يعتبر المرجع الاول لكل مسلم بما يمليه عليه الدين من تشريعات بهذا الصدد والتي تؤكد بشكل دقيق على على ضرورة تكامل الاسرة وحفظها من التششتت والضياع وهذا ما نراه بوضوع في الكثير من الاحاديث الشريفة ومنها قول سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث قال (إن الله عز وجل يحب البيت الذي فيه العرس ويبغض البيت الذي فيه الطلاق ) وبحديث اخر لرسولنا الكريم محمد (صل الله عليه واله ) حيث قال: (تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش ).
2)   جوانب مادية: الصعوبات الاقتصادية بطبيعة الامر هي واقع واساس جوهري لبناء الاسرة خصوصاً في ظروفنا الحياتية الراهنة، فأن يكون الانسان مقتدراً مادياً هو من اساسيات التكوين الاسري والتي تعود على الحياة الزوجية في المستقبل بالاستقرار والاستمرارية وان الكثير من حالات الطلاق تكون الاسباب الرئيسية لها هي اسباب مادية بحته.
فملخص القول يمكن ان يوصف بأن اتباع التعاليم الدينية والاداب الاجتماعية والمعاشرة الحسنة مع توفير غطاء مادي يضمن حياة كريمة ومستقرة ينتج لنا أسرة ذات اواصر قوية ومترابطة تساهم في بناء مجتمع مثالي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199171
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3