معظم الأديان كانت تطالب مؤمنيها بحرمان النفس من الثروة ومنها الأديان الأسيوية كالبوذية الداعية للرهبنة، وجاء عند المسيحية دعوة اجتاب الحياة الدنيا والدعوة لإهمال شأنها، الاهتمام بالحياة الآخرة، وكانت هذه الدعوة رد فعل للثروة والثراء الفاحش، نشأت عند الكاثوليكيين نموذج صارم من الرهبنة وحصول رد فعل آخر من قبل الكنيسة الاحتجاجية البروتستانتية، لتبدأ نشأة الروح الرأسمالية
برز الإسلام المحمدي رافضا للرهبنة داعيا للحياة، واعتبر المال والثروة رزق من الله سبحانه تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّه) (البقرة 162 ) الثروة في مفهوم الإسلام منحة إلهية وعطايا الله، ودعا رب العزة لإظهار النعم (وأما بنعمة ربك فحدث) يرى السيد منير الخباز أيضا وسيلة، هي قنطرة يتجاوزها الانسان، الثروة في الإسلام ليست غاية، ودعا الإسلام للسعي في طلب الرزق وضرورة العمل، خالف الإسلام المنظور المسيحي، فأكد على طلب الرزق، وعلى عمارة الأرض، وأما في قضية تقديم القرابين، ويرى الأستاذ (خالد بشير) في موضوعه عن اختلاف الأديان في نظرتها للمال والثروات في قضية القرابين التي شملت القربان البشري، وإنهاء عهد القرابين البشرية أثر كبش إسماعيل ع، وعمل الإسلام على تثبيت نسك الاضحية في مناسك الحج في العاشر من ذي الحجة، وإعادة تمثيل الكبش لحادثة اقتداء اسماعيل، تثبيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تقدير (العقيقة) عند قدوم مولود أو امتلاك وسيلة أو شراء منزل جديد وفرض الزكاة، وأوجبها وجعلها من أركان الدين، ودعا للإنفاق في سبيل الله وبذل الصدقات انطلاقا من اعتبار المال بمثابة نعمة ورزق من الله ، كما جاءت في القرآن لتحقيق نسبة (الخمس)من الأموال المكتنزة، وإباحة اليهودية لأتباعها بالتعامل بالربا، أما الإسلام فنص في القرآن على تحريم أشكال عدة من المال، كأكل أموال اليتيم والميسر (القمار) وحرم الربا.
|