ان هناك شخصاً قد حمل للامام الجواد عليه السلام امتعة ثمينة فيها الثياب من القطن والكتان من مكان بعيد، وهذه الامتعة يحتمل فيها انها من اموال تابعة للامام او انها مهداة له من شخص ما.
في الطريق سُرِقت من حاملها، فكأنه اُحرِج من الحضور والامتعة ليست معه، فبعث الى الامام رسالة مكتوبة يخبره بالخبر، فأجابه الامام (عليه السلام) بكتاب ذكر فيه: ان انفسنا واموالنا من مواهب الله الهنيئة وهي ودائع من الله اياها، ففي الوقت الذي تتوفر فيه تكون لنا سرور وغبطة، وعندما يقدر الله تعالى ذهابها او استرداد شيء منها فنصبر ونسلم لتقديره، فان من كرمه سيحسب لنا اجراً وثواباً اخروياً على هذا الصبر والتسليم، مع انه اخذ ملكه لا ملكنا في الحقيقة ولا نستحق عليه اجراً.
ويضيف الامام: ان من اعترض بصورة الجزع وعدم الصبر على ذهاب شيء هو بالاصل لا يملكه واقعاً، لم يحصل على ذلك الاجر والثواب المعد. ويستعيذ الامام من ان يكون كذلك.
وبذلك طمأن الامام ذلك الشخص الذي سرقت منه الثياب.
🔹اذن الامام عليه السلام يعلِّمنا ان الربح حاصل على كل حال للانسان العارف بحقيقة مالديه، فان بقيت عطايا الله تعالى ففيها السرور، وان فُقِدت وصبر الفاقد، ففيها الثواب الاخروي، وهذا الامر لا يتأتى الا لمن عقل وآمن انه عبد لله تعالى لا يملك من امره شيئا الا ما خوله الله به، وما عليه الا اداء واجبه المكلف به والتسليم لارادة مالكه.
🔹وهذا نص الحادثة كما ينقلها الثقة الجليل ابن شعبة الحراني (رحمه الله) في كتابه (تحف العقول):
"روي أنه حُمِلَ له حَملُ بز له قيمة كثيرة، فَسُلَّ في الطريق، فكتب إليه الذي حمله يُعرِّفهُ الخبر، فوقَّعَ بخطه: إن أنفسنا وأموالنا من مواهب الله الهنيئة و عواريه المستودعة يُمتِّعُ بما مَتَّع منها في سرور وغبطة ويأخذ ما أخد منها في أجر وحُسبَة. فمن غَلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك."
مبارك لكم الولادة الميمونة لتاسع الانوار من الائمة الابرار من عترة المختار
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على محمد وآله ابدا.
|