• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التنظيم وإستثمار الوقت .
                          • الكاتب : محمد قاسم الطائي .

التنظيم وإستثمار الوقت

ثمة كلــمة للمرجع الديني المعاصر الشيخ مكارم الشيرازي (حفظه الله تعالى) حول التنظيم وتجربة إستثمار الوقت والفرص، قال عن نفسه : « كنت أتحرّك في حياتي وفقاً للنظم (التنظيم ) لا في مجال الدرس والبحث والتحقيق فحسب، بل حتى في مجال الأكل والنوم والاستيقاظ، وسائر الأمور الأخرى، وقد أدى هذا النظم الى أن استفيد من أوقاتي بأفضل ما يكون، ولو لم يكن هناك تنظيم في حياتي، لم أكن موفقاً لإنجاز أعمال مهمة، ومن غير الممكن أن أنتج هذه التأليفات المهمة بدون برنامج منظم » [سر النجاح والموفقية ص٧٦].

ومن دون شك أن كل الذين حققوا إنجازات في حياتهم، وقدموا أعمال عظيمة ساهمت في خدمة البشرية كانت موصوفة بُبعــد تنظيمي ولو بشكل محدود نسبي .

وما أحسن ما ورد عن مولانا إلإمام الكاظم (عليه السلام) حيث وضع برنامجاً شاملاً ومتكاملاً لساعات تقسيم الوقت، المراد من الساعة المقطع الزمني وليس المقياس بالدقيقة.

قال (عليه السلام):( اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرمٍ)

يتضح من خلال حديث الإمام أمور:

الأول: ساعة البرنامج العبادي (ساعة لمناجاة الله) الذي يشمل مطلق العبادات كالصلاة والصيام وقراءة القرآن وذكر الله تعالى والاستغفار والدعاء ونحو ذلك .

الثاني : ساعة العمل التي وصفها الإمام (بساعة لأمر المعاش) يشمل مطلق العمل المشروع كالدراسة وتعلم المهنة، والكدح لأجل العيال، والقيام بواجب وظيفة ما ونحو ذلك.

الثالث: ساعة العلاقات الاجتماعية (ساعة معاشرة الإخوان الثقات..) التي تشمل مطلق التواصل الاجتماعي كمواصلة الأرحام والأقارب والجيران والأخوان والأصدقاء الثقات أو قد يكون زيارة مريض، أو حضور في تشييع جنازة أو حضور مجلس عزاء أو خطوبة زواج وغيرها من

المسائل والحقوق الاجتماعية.

الرابع: ساعة المباحات واللذات الغير محرمة كالسفر والمطالعة والنوم والرياضة ومتابعة البرامج النافعة، ومشاهدة الأخبار وغير ذلك.

مسألة التنظيم مسألة مرتكزة بشكل أساسي على طابع عقلاني حسن، بمعنى أن أمانة مراعاته والحفاظ عليه من شؤون وظائف العقل وأوامره وإدراكاته الرشيدة، الغريب إنّنا نحزن ونغتم على أشياء في حياتنا ليست بذلك المستوى والقيمة، ولا نحزن على رصيد العمر الثمين، وهو يتلف ويذهب ضائعاً مهدوراً على أشياء ضحلة وسطحية، العمر رصيد الإنسان في كل خطواته وتحركاته وانفعالاته وطاقاته، العمر أثمن ما يملكه الإنسان في هذه الحياة القصيرة، ينتقص العمر يوماً بعــد يوم، ويقترب خطوة بعــد خطوة الى الفضاء اللامتناهي عالم الآخرة الأبدي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2