• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصدتك راجيا يا خير باب .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

قصدتك راجيا يا خير باب

في سيدي الإمام علي (ع)

قصدتُكَ راجياً يا خيرَ بابِ

يقيناً سوف أحظى بالثواب

 

قصدتُكَ نائياً والقلبُ باكٍ

على ما ضاعَ منْ شرخِ الشبابِ

 

أكادُ أذوبُ منْ فرطِ احتراقي

وأصرخُ والصّدى رجعُ الجوابِ

 

مشوقا تائقا والكبدُ حرّى

تلظّى وسْطَ نيرانِ اغترابي

 

فما فارقتُ أرضكَ باختياري

وما كانَ التغرّبُ في حسابي

 

وشبّتْ من مكامنِها لهيبا

ليَ الذّكرى بأيّامٍ عذابِ

 

على أعتابِ صحنِكَ كنتُ أجثو

أشمُّ الطيبَ منْ نفحِ القبابِ

 

أكبُّ مقبِّلا مثواكَ حبّا

وقدْ ضمّخْتُ خدّي بالملابِ

 

سلامُ اللهِ والصلواتُ غيثٌ

على تلكَ المراقدِ والقبابِ

 

سلامٌ ملؤهُ الاشواقُ يُزجى

منَ المنفى إليكَ أبا تُرابِ

 

سلامٌ لا يكلُّ به لسانٌ

بعثتُ به على متنِ السحابِ

 

عليٌّ والائمةُ من بنيهِ

شموسٌ لنْ تميلَ الى الغيابِ

 

شموسُ الحقِّ تُشرقُ كلَّ حينٍ

وتسطعُ رغمَ أسدافِ الضّبابِ

 

وكم رامَ الطغاةُ لها احتجابا

فبانَ النورُ من خلفِ الحجابِ

 

فنورُ شعاعِها يأبى انطفاءً

محصّنةٌ بآياتِ الكتابِ

 

وخابَ الشانئونَ وما تمنّوا

لنورِ اللهِ يُسترُ بالنّقابِ

 

وما الدُّنيا لكُمْ إلاّ قشورٌ

وأنتُمْ وسْطها لُبُّ اللبابِ

 

فأنتُمْ خيرُ خلقِ اللهِ طُرّا

وأكرمُ من مشى فوقَ التُرابِ

 

ومن رامَ الهدايةَ من سواكم

فقد طلبَ الرّواءَ من السّرابِ

 

بحُبِّكَ لمْ نعشْ إلاّ كراماً

وفي الأُخرى نحيدُ عنِ العذابِ

 

مثالٌ كنتَ في الدُّنيا فريداً

فأنتَ مكمّلٌ قبلَ النصابِ

 

وأنّكَ أنتَ مُعجزةُ البرايا

ولستُ مُغاليا في ذا الخطابِ

 

فيا بابَ المعارفِ للبرايا

يظلُّ مشرّعاً ضافي الرّحابِ

 

فمنْ ذا قالَ غيرُكَ اسألوني

ليحتارَنَّ عنْ ردِّ الجواب ؟!!!

 

وفي الآدابِ أنتَ بلا مثيلٍ

خضمٌّ زاخرٌ طامي العُبابِ

 

وأقضى الناسِ علماً واعتدالاً

ورأيُكَ بينهمْ فصلُ الخطابِ

 

تحلُّ المعضلاتِ لهم نصوحا

إذا اعتاصتْ على فَهمِ الصحابِ

 

وكرّمكَ الإلهُ على كثيرٍ

فلمْ تسجدْ لآلهةٍ كِذابِ

 

لقدْ صدّقتَ دينَ اللهِ طوعاً

فأوّلُ مؤمنٍ بينَ الشبابِ

 

وأوّلُ من يصولُ على الاعادي

فيُغمِدُ سيفَهُ غُلبَ الرّقابِ

 

وكُنتَ إذا برزتَ الى نزالٍ

تركتَ الجمعَ يعثرُ بالثيابِ

 

تفرُّ كتائبُ الابطالِ ذُعرا

كما فرّ البُغاثُ من العُقابِ

 

تقدُّ بسيفِكَ الابدانَ قدّا

وتنظمُها بهِ مثلَ السّخابِ

 

وأنَّ الخيلَ تسبحُ في دماءٍ

وأنّ السيفَ يُثلمُ بالضّرابِ

 

فلا سيفٌ كسيفِكَ ذي فقارٍ

على الاعداء يهوي كالشّهابِ

 

فتقريهِ العظامَ منَ الاضاحي

وتسقيهِ النجيعَ منَ الشّرابِ

 

وأوّلُ منْ يؤوبُ وفي يديهِ

لواءَ النصرِ يخفقُ بالروابي

 

وأثبتُ في مهاوي الموتِ رجلا

إذا الشجعانُ لاذتْ بالشّعابِ

 

وكُنتَ على المدى للحقّ نهجا

تسيرُ به الأُباةُ بلا ارتيابِ

 

ونهجُكَ ظلّ للاحرارِ درباً

وانْ لاقوا به جمَّ الصعابِ

 

وعونا للاراملِ واليتامى

تقيهمْ جاهدا نهشَ الذئابِ

 

عجبتُ لأمةٍ أمضتْ قرونا

لبابِ العلمِ تُمعِنُ بالسّباب

 

فكانَ وشاتموهُ على نقيضٍ

كبدرِ التّمِّ نيلَ من الكلابِ

 

فيا جداهُ صفحاً واعتذاراً

قبولكَ مدحتي أقصى رغابي

 

ففيكَ الشعرُ أنسجُهُ وشاحا

أحبّ إليَّ من رشفِ الرضابِ

 

إذا ما الشعرُ قصّرَ في مقالي

جعلتُ مع القريضِ لكَ انتسابي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199298
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3