• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 6) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 6)

جاء في كتاب الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي للمؤلف محمد حسين علي الصغير: وأراد عليّ عليه‌ السلام إرجاع عائشة إلى دارها معزّزة مكرّمة، فأرسل إليها عبد الله بن عباس وقال له: أئتِ هذه المرأة لترجع لبيتها الذي أمرها الله أن تقرّ فيه،فجاءها ابن عباس واستأذن عليها فأبت أن تأذن له، ودخل عليها بلا إذن، فهو مأمور من قبل الإمام، ولا بد من تنفيذ أمره وجوباً دون تردد، ومدّ يده إلى وسادة وجلس عليها، فقالت له عائشة: لقد أخطأت السنة مرتين، دخلت بيتي بدون إذني، وجلست على متاعي بدون أمري، فقال لها: نحن علمنّاك السنة يا عائشة، والله ما هو بيتك الذي أمرك الله أن تقري فيه. ثم قال: إن أمير المؤمنين يأمرك أن ترحلي إلى بلدك الذي خرجت منه،فقالت بكراهية واستفزاز: رحم الله أمير المؤمنين ذلك عمر بن الخطاب، فقال ابن عباس: نعم وهذا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب أيضاً،، قالت: أبيتُ أبيتُ. قال: ما كان إباؤك إلا فواق ناقة بكية ثم صرتِ لا تحلّين ولا تمّرين، ولا تأمرين ولا تنهين، قال ابن عباس: فبكت حتى علا نحيبها، ثم قالت: أرجع، فإن أبغض البلدان إلى بلدٌ أنتم فيه، فقال لها ابن عباس: والله ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين أماً، وجعلنا أباك لهم صديقاً،فقالت: أتمنّ علي يا ابن عباس برسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فقال لها: نعم، نمن عليك بمن لو كان منك بمنزلته منا لمننت به علينا. وانتهى الحديث. ولما رجع ابن عباس إلى أمير المؤمنين وأخبره بما كان من أمر عائشة وأمره، تلا أمير المؤمنين قوله تعالى "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ" (ال عمران 34). ثم أمر أمير المؤمنين بتجهيز عائشة جهازاً حسناً، وبعث معها رجالاً ونساءً، وتوجه بها الركب نحو المدينة بعدَّة واعزاز ووصلت المدينة فلما استقربها المقام، جاء الناس للسلام عليها، فكانت تصل الدموع بالدموع، والأسى بالأسى، وتبكي بكاءً مراً حتى تبل خمارها، فلا هي التي حققت أهدافها بتنحية علي من الخلافة، ولا هي التي حفظت رجالها من القتل والخزي، وكانت تقول: ليتني مت قبل يوم الجمل بعشرين عاما.ً

جاء في موقع سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله: قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاض مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء 29). روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس (في قوله: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ" (النساء 29) قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيكم ان الله يقول: "تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ" (ال عمران 61) وكان ابناؤنا الحسن والحسين، وكان نساؤنا فاطمة، وانفسنا النبي وعلي عليهما السّلام). قال السيد هاشم البحراني: رواه ابن المغازلي يرفعه إلى ابن عباس مثله.

أن الليل اية من آياته كما قال الله تعالى "أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (ال عمران 113). عن نوف البكالي قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي (يا نوف إنّ داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنّها ساعة لايدعو فيها عبدٌ إلاّ استُجيب له).

إن مشاورة الامام علي عليه السلام اخيه عقيل باختياره لزوجة لا يعني أن عقيل أعلم من علي عليه السلام حيث المشاورة مطلوبة كما جاء في قوله تعالى "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" (آل عمران 159). ومن الحمد ان تذكر اشخاص لهم فضائل ومصداقهم الامام علي عليه السلام كما يقول الامام الصادق عليه السلام ذكرنا هو ذكر الله وبالعكس عند ذكر اعداء اهل البيت ومدحهم يعني ذكر الشيطان"وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" (الزمر 45). وذكر علي عليه السلام هو ذكر محمد صلى الله عليه واله وسلم وذكر محمد هو ذكر الله تعالى "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الاحزاب 35) و"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ" (ال عمران 191).

عن المجلسي وقال له المأمون (اي الامام الرضا عليه السلام) يوماً: أخبرني عن أكبر فضيلة لأمير المؤمنين يدلّ عليها القرآن، فأجابه الرضا عليه السلام قائلاً: فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلالُه: "مَنْ حاجَّكَ فيهِ" (ال عمران 61)، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسنَ والحسين عليهما السلام فكانا ابنَيه، ودعا فاطمةَ عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءَ ه، ودعا أميرَ المؤمنين عليه السلام فكان نفسَه بحكْم الله عزّ وجلّ، فثبت أنّه ليس أحدٌ من خلْق الله تعالى أجلّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عزّ وجلّ. يقول الشيخ جلال الدين الصغير: بالصورة التي تعبر عنها آية المباهلة في وضع نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في صف واحد"فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ" (ال عمران 61).

جاء في كتاب من عنده علم الكتاب للشيخ جلال الدين الصغير: وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: من"عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43) إنما هو علي، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ. وروي عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قوله: عند أبي أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه علم الكتاب الأول والآخر. ونقل عن سليم بن قيس، عن قيس بن سعد بن عبادة أن قال: "وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43) علي. قال: معاوية بن أبي سفيان: هو عبد الله بن سلام قال قيس ابن سعد: أنزل الله: "إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد 7) وأنزل: "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" (هود 17) فالهادي من الآية الأولى، والشاهد من الآية الثانية علي، لأنه نصبه صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فسكت معاوية ولم يستطع أن يردها. ثم قال نقلا عن بعض المحققين: إن الله تبارك وتعالى بعث خاتم أنبيائه وأشرف رسله وأكرم خلقه بمنه وتحننه وفضله العظيم، بسابق علمه ولطفه بعد أخذه العهد والميثاق على أنبيائه وعباده بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ" (ال عمران 81) ولما فتح الله أبواب السعادة الكبرى والهداية العظمى برسالة حبيبه على العرب وقريش وخصوصا على بني هاشم بقوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214) ورهطك المخلصين، اقتضى العقل أن يكون العالم بجميع أسرار كتاب الله، لا بد أن يكون رجلا من بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه أقرب له من سائر قريش، وأن يكون إسلامه أولا ليكون واقفا على أسرار الرسالة وبدء الوحي، وأن يكون جميع الأوقات عنده بحسن المتابعة ليكون خبيرا عن جميع أعماله وأقواله، وأن يكون من طفوليته منزها من أعمال الجاهلية ليكون متخلقا بأخلاقه ومؤدبا بآدابه ونظيرا بالرشيد من أولاده فلم يوجد هذه الشروط لأحد إلا في علي عليه السلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2