ونحن في ساعات ركوع الكيااان مرغمًا أمام إرادة أهل غزة برجالها المجاهدين، وشيوخها الصامدين، وأهلها المفجوعين .. ونحن على أعتاب ندم عصابات الكيااان وأسياده وهم يموتون بغيظهم .. ونحن على أعتاب انتصار الشهادة والشهيد والعقيدة أقول بفخرٍ: إنَّ السر الذي يكمن في العقيدة لا يمكن للإنسان أنْ يعرف حقيقته، بل لا يمكن للذين ينظرون إلى الدنيا بعيون مملوءة حبًّا بها بعيدًا عن الدين أنْ يفقهوا هذه المعاني، فضلًا عن التصديق بوعد الله تعالى (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، أو بشارته لعباده (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)، أو الترغيب بالآخرة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وغيرها من الوعود الإلهية بالنصر الإلهي ..
فعقيدة المسلمين الصادقين راسخة بالوعد الإلهي، والدعوة إلى مواجهة أعداء الدين المستكبرين، أمثال هذا الكيااان الصهيو@ني الذي ارتكب أبشع الجرائم في فلسطين، وخصوصًا ما ظهر منه علانية وأمام العالم كله بعد طوفان الأقصى الذي قصم ظهره، ودمَّر آماله، وبدد أحلامه وأوهامه. وأبرز حقيقته المادية والمعنوية، وحقيقة العالم الغربي، والعالم العربي والإسلامي، وبواطنهم وقوتهم وضعفهم، وتماسكهم وتشتتهم، ودعاواهم وادعاءاتهم، فبرز رجال العقيدة المضحِّون من أجل مقدساتهم، المؤمنون بوعد الله تعالى بأداء تكليفهم للمواجهة، وإذكاء روح العقيدة.
فلم ترهبهم جيوش الكيااان ودباباته وطائراته وسفنه ومخابراته وأقماره وقواعده وقبَّته العنكبوتية!!
ولم ترهبهم جيوش الإعلام الموجَّه والمأجور والمتطوع كرامة للصه*يونية!!
ولم ترهبهم هدم المنازل وقوافل الشهداء، وقطع الماء والطعام والهواء!!
ولم يرهبهم للأسف كل الأسف خذلان الإخوة في العروبة التي كانوا يلهثون وراءها دومًا، حيث لم يستطيعوا أنْ يقدموا لهم قطرة ماء، فضلًا عن رصاصة أو طائرة بلا طيار!!
فصنعوا النصر والتاريخ والمجد بعقيدتهم ودماء شهدائهم، وبأس رجالهم.
فالحق يؤخذ من الكيااان ولا يُعطى لأحد أو يُهدى .. والسلام
✍🏻يوم وقف العدوان من الكيان والنصر لفلسطين
الأحد ١٨ رجب ١٤٤٦هج
١٩ كانون الثاني ٢٠٢٥م
|