محافظتان خصصت لهما مبلغين متساويين مقدارهما 50 مليون دولار لبناء عدد من المدارس بنفس الحجم والخرائط، احدى المحافظات انجزت ضعف عدد المدارس المحافظة الاخرى وكان الاشراف الفني الحكومي واحد. كل مدرسة كلفتها 1 مليون دولار. كم مدرسة انجزت في كل محافظة وكم خسارة المحافظة المتلكئة؟
الجواب: مدارس المحافظة الملتزمة بالمبلغ = 50 / 1 = 50 مدرسة. وعدد المدارس في المحافظة المتلكئة = 50 / 2 = 25 مدرسة. خسارة الدولة في المحافظة المتلكئة = 50 - 25 = 25 مليون دولار.
وجد بعد تحقيق مفوضية النزاهة أن موظفين في دائرة التربية عددهم 5 استلموا مبالغ متساوية من قبل الشركة المنفذة للمدارس في المحافظة المتلكئة مجموعها 5 مليون دولار. كم حصل كل موظف مبلغ من الشركة وكم حصلت الشركة من هذه الرشوة؟ الجواب: كل موظف سارق حصل = 5 / 5 = 1 مليون دولار. المبلغ التي حصلت عليه الشركة من المبلغ المسروق = 25 - 5 = 20 مليون دولار.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الفساد "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ" (ص 28) هذه هي الحجة الثانية على المعاد وتقريرها أن للإنسان كسائر الأنواع كمالا بالضرورة وكمال الإنسان هو خروجه في جانبي العلم والعمل من القوة إلى الفعل بأن يعتقد الاعتقادات الحقة ويعمل الأعمال الصالحة اللتين يهديه إليهما فطرته الصحيحة وهما الإيمان بالحق والعمل الصالح اللذين بهما يصلح المجتمع الإنساني الذي في الأرض. فالذين آمنوا وعملوا الصالحات وهم المتقون هم الكاملون من الإنسان والمفسدون في الأرض بفساد اعتقادهم وعملهم وهم الفجار هم الناقصون الخاسرون في إنسانيتهم حقيقة، ومقتضى هذا الكمال والنقص أن يكون بإزاء الكمال حياة سعيدة وعيش طيب وبإزاء خلافه خلاف ذلك. ومن المعلوم أن هذه الحياة الدنيا التي يشتركان فيها هي تحت سيطرة الأسباب والعوامل المادية ونسبتها إلى الكامل والناقص والمؤمن والكافر على السواء فمن أجاد العمل ووافقته الأسباب المادية فاز بطيب العيش ومن كان على خلاف ذلك لزمه الشقاء وضنك المعيشة. فلو كانت الحياة مقصورة على هذه الحياة الدنيوية التي نسبتها إلى الفريقين على السواء ولم تكن هناك حياة تختص بكل منهما وتناسب حاله كان ذلك منافيا للعناية الإلهية بإيصال كل ذي حق حقه وإعطاء المقتضيات ما تقتضيه. وإن شئت فقل: تسوية بين الفريقين وإلغاء ما يقتضيه صلاح هذا وفساد ذلك خلاف عدله تعالى. والآية كما ترى لا تنفي استواء حال المؤمن والكافر وإنما قررت المقابلة بين من آمن وعمل صالحا وبين من لم يكن كذلك سواء كان غير مؤمن أو مؤمنا غير صالح ولذا أتت بالمقابلة ثانيا بين المتقين والفجار.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن الفساد "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ" (ص 28) الفرق بين الصالح والمفسد وبين التقي والفاجر تماما كالفرق بين الطيب والخبيث وبين الأعمى والبصير. وتقدم مثله في الآية 100 من سورة المائدة ج 3 ص 131 والآية 50 من سورة الأنعام ص 193 من المجلد المذكور. وفي (أحكام القرآن) للقاضي أبي بكر المعروف بابن العربي: ان هذه الآية نزلت في بني هاشم، وان الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمتقين هم علي بن أبي طالب وأخوه جعفر وعبيدة بن الحرث والطفيل بن الحارث وزيد بن حارثة وأم أيمن وغيرهم، وان المفسدين والفجار هم من بني عبد شمس.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: من هو المفسد في الأرض؟ الفساد يقابله الإصلاح، و يطلق على كلّ عمل تخريبي، و يقول الراغب في مفرداته: (الفساد خروج الشيء عن الاعتدال قليلا كان او كثيرا، و يضادّه الصلاح، و يستعمل ذلك في النفس و البدن و الأشياء الخارجة عن الاستقامة) و على ذلك فكلّ عمل فيه نقص، و كلّ افراط و تفريط في المسائل الفردية و الاجتماعية هو مصداق للفساد. و في كثير من موارد القرآن الكريم ذكر الفساد في مقابل الإصلاح"الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ" (الشعراء 152)، و قوله تعالى: "وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ" (البقرة 220)، و قوله تعالى: "وَأَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" (الاعراف 142). كما ذكر الايمان و العمل الصالح في مقابل الفساد، و حيث يقول جلّ و علا"أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ" (ص 28) و من جانب آخر ذكر الفساد، مع كلمة "في الأرض" في كثير من آيات القرآن الكريم نحو عشرين آية و نيّف، و هي توضّح الجوانب الاجتماعية للمسألة. و من جانب ثالث ذكر الفساد و الإفساد مع ذنوب اخرى، و يحتمل ان يكون مصداقا لها، و بعض هذه الذنوب كبيرة و بعضها الآخر أصغر فمثلا قوله تعالى: "إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسادا" (المائدة 23)، و قوله تعالى "وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ" (البقرة 205)، و قوله تعالى: "الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" (البقرة 27) و قوله تعالى: "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً"
جاء في موقع مداد حول حديث القرآن عن الفساد والمفسدين للشيخ سعد بن زيد ال محمود: ولا يمكن أن يستوي أهل الإصلاح وأهل الإفساد في الدنيا ولا في الآخرة. قال تعالى: "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار" (ص 28). أبداً لا يستون: "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" (الرعد 25). وفي تلك الدار، دار البوار، فإن العذاب يضاعف للمفسدين جزاء ما تعدى فسادهم في أنفسهم إلى إفسادهم لغيرهم: "الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون" (النحل 118). وهل بعد ذلك من خسران؟ أبداً، "الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون" (البقرة 27).
|