• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في ذكرى الحفرة الصدامية كيف هزم صدام وهو مسلح في كلية الحقوق ؟ .
                          • الكاتب : كامل المالكي .

في ذكرى الحفرة الصدامية كيف هزم صدام وهو مسلح في كلية الحقوق ؟

 لم أكن قريبا من صدام لا في العلاقة المكانية ولا الفكرية أو العقائدية لكني تعرفت على شخصيته عن طريق الصدفة ايام حكم عبد الرحمن عارف في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي حينما كنا طلابا في كلية الاداب المجاورة لكليتي التجارة والحقوق في منطقة الصليخ خلف مبنى المجمع العلمي العراقي القريب من جامع النداء الحالي حيث يعتصم طلاب جامعة بغداد في اضرابات للمطالبة بحقوقهم المهنية خاصة بعد الاعتداء الفاشي الذي تعرض له طلاب وطالبات كلية التربية عام 1967  على ايدي قوات الانضباط العسكري التابعة للنظام العارفي وبمساعدة بعض العناصر البعثية / جناح احمد حسن البكر ومن طلاب كلية التربية انفسهم !! , ومن بين مظاهر الاعتصام كان الطلاب يرفعون لافتات وشعارات تندد بالسلطة وتطالب بالحقوق المهنية لهم كالاقسام الداخلية وغيرها ’ وكنت المسؤول عن كتابة تلك الشعارات على مستوى كلية الاداب في حينه  ,  واتذكر بان وحدة وطنية عارمة تجسدت من خلال الموقف الطلابي ضد السلطة كما تم عزل البعث اليمين أي مجموعة احمد حسن البكر لمواقفها الذيلية مع السلطة ليس حبا بها بل بغضا بالحركة الوطنية بكافة اشكالها ومعتقداتها خاصة الطلاب اليساريين والشيوعيين والديمقراطيين   ومنهم البعث اليسار الموالي لسوريا الذي كان هو الاخر ضمن الخط الوطني المناوىء للسلطة العارفية  ,هذا على المستوى الطلابي في الاقل . وحينما كنا نسيطر سيطرة كاملة على مبنى كلية الاداب بحيث لايدخل اليها أي غريب في ذلك الوضع المتأزم خاصة رجال الامن المتنكرين , سمعنا أصوات اطلاقات نارية في كلية الحقوق والتجارة المتقابلتين مع كلية الاداب فتحركت مع عدد من  الطلاب اذكر منهم , بيفن من أهالي الجنوب وزميل جبار وجواد  من بغداد وآخرون من محافظات اخرى لا اتذكرهم وقبل ان نصل الى مكان الحادث كنت التقيت أحد طلاب  قسم الصحافة في كلية الاداب وكان من القوميين وهو الزميل (غسان )  ويبدو انه كان حاضرا قبلنا وعاد بعد اطلاق الرصاص و فسألته على الفور عن مصدر وسبب هذه الاطلاقات فقال بالحرف االواحد ( هذا صدام ) فتساءلت ومن يكون صدام هذا الذي يطلق النار في الحرم الجامعي  خاصة واني لم اسمع باسمه من قبل ؟ فأجابني بقوله انه من جماعة البكر ,  فعرفت على الفور طبيعة الموقف ولكني الححت على الزميل غسان وتساءلت ترى ما الهدف من استخدام النار وهل اصيب أحد ؟ فأجابني بأن ثمة حوار نشأ بينه وبين هذا الصدام حين طالبه غسان بالكف مع بعض مرافقيه من تمزيق الشعارات الطلابية باعتبارها شعارات مهنية فاجابه بانه يفعل ذلك لانكم ويقصد القوميين تحالفتم مع الشيوعيين ونحن واياهم ( كسر عظم ) , حينما كنت احادث غسان وصل زملائي الاخرون الى موقع الحادث الذي كان نجمه صدام ,تبعتهم وهنا تعرفت عليه لاول مرة وكان يرتدي ملابس توحي بانه احد افراد الامن , أو هكذا بدا لي ، وكان ذو سمرة باصفرار,و يشوبه بعض النحول , انبرى  الطلاب يطالبونه بالكف عن تصرفاته وكان مازال يحمل مسدسه بيده الا أنه كان يلتفت يمنة ويسرة وكانت علامات الخوف بادية عليه امام حشد الطلاب العزل ولما لم يتوقف قام الطالب الشجاع بيفن برفع أحد الكراسي الخشبية وضربه به ضربة افزعته كثيرا وحاولت ان اسحب بيفن والآخرين لكن الدهشة اصابتني حين انسحب صدام بمسدسه وهو يطالب شخص  مازلت اذكر اسمه الذي تلفظ به قائلا ( حكمت خلصني من جماعتك ) وحكمت أحد طلاب كلية الحقوق الذي يعرفه صدام ويعرف الخط السياسي الذي هو عليه كما يعرف ان هذا الاقدام والشجاعة لايقوم بها الا المناضلون التقدميون في تلك الحقبة , ثم انه اراد ان يوحي بان خلافه ينحصرمع القوميين في محاولة للخلاص من المأزق الذي وقع به , ثم مالبثنا ان انسحبنا الى مبنى الاداب ونحن ننعت ذلك المسلح النكرة بالجبن والخور , ولو كنا نعلم بانه سيكون يوما جلاد العراق لكان لنا شأن آخر معه . ومرت الايام ونسيت ذلك المسلح  ,وبعد اطاحة البعث بالنظام العارفي في انقلاب 17 تموز 1968 بدأ قادة الانقلاب يستعرضون انفسهم عبر وسائل الاعلام التي يتحكمون بها , وصادف ان ظهر رجل في احدى برامج التلفزيون وهو يتكلم بلهجة تقترب كثيرا من البدوية ويرتدي بدلة انيقة جلب انتباهي خاصة وانه راح يروج لافكاره الجديدة وبتلك اللهجة الملفتة للانتباه , ورحت اسأل نفسي عن هذا المسؤول الجديد واذا بالمتحدث قد انهى حديثه ليظهر المذيع فيعلمني وليته لم يفعل بأن المتحدث هو نفسه الشقاوة المهزوم في كلية الحقوق . . انه الرفيق صدام حسين .. ومنذ تلك اللحظة قرأت على العراق السلام. 
لم يكن صدام عسكريا ولم يتتلمذ على قواعد الضبط العسكري كما لم يقد أي معارك عسكرية كبيرة تؤهله لحمل تلك الرتبة العسكرية  ( مهيب ركن ) أو النياشين ولذلك فهو لم يكن يمتلك شجاعة العسكري قدر امتلاكه لاساليب الغدر والبطش بالذين  يختلف معهم وتلك صفة لايتصف بها الشجعان , لذلك ونحن نتحدث عن ذكرى الحفرة المهينة التي تم اخراجها منه في مثل هذه الايام  فأن هذا الشخص الذي وصف باوصاف البطولة لم يكن منها في شىء وليس حادثة الحقوق أواخراجه من تلك الحفرة تمثلان الادلة الوحيدة على خوره وجبنه وخوفه من خياله كما يقول الموروث الشعبي بل ان سيرة حياته الحافلة بالبطش والغدر بالخصوم وغير الخصوم تؤكد مدى خوفه منهم لانه وبحسب اعتقاده يشكلون خطرا على حياته لذلك وضع صدام امكانات كبيرة ومتعددة لحماية نفسه من أقرب الناس اليه بما فيهم اعضاء حكومته الذين ادا ما استدعاهم يوضعون في حافلة واحدة تسير بهم وقتا طويلا قد يستغرق ساعات احيانا للاجتماع به في مكان لايعرفونه ولايعلمون كيف ومن أي طريق وصلوا اليه , وكان لايتردد لحظة من قتل خصومه بيده لمجرد انهم يختلفون معه في الرأي حول قضية بعينها أو يقترحون مقترحات لاتدخل في مزاجه فيضعهم على الفور في خانة الاعداء الخطرين مثلما فعل مع من عالجه من اصابته وآواه بعد حادثة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959 وأعني الدكتور رياض ابراهيم وزير الصحة الاسبق , كما ان ماعرف بمؤامرة ناظم كزار لم تكن الامن صنعه وهذا ما اتفق عليه قياديون كبار في حزب البعث كانوا على مقربة منه ’فهو اراد ان يتخلص من حماد شهاب وعسكريين آخرين وبنفس الوقت يقضي على ما تبقى من اقرانه الشقاوات كناظم كزار ومحمد فاضل لان العسكريين ومنهم ايضا مصطفى نصرت وحردان التكريتي وغيرهم يجيدون لغة الانقلابات العسكرية واصدار احكام الاعدام الصورية التي يتخيل انها ستناله يوما على ايديهم ان هو لم يسارع الى تصفيتهم كما ان تصفية معظم اعضاء القيادة في عام 1979 ومنهم محمد عايش الذي كان يخاف منه ويصفه بالنقطة السوداء  وعدنان حسين وغيرهم ليكون في مأمن من الاطاحة به حزبيا وبالتالي تعرضه لمخاطر لاحقة .
الذي اريد ان اصل اليه من ان لجوء صدام الى طمر نفسه وهو حي يرزق في حفرة لاتصلح للاحياء ليس من صفات القادة والشجعان انما هي امر بديهي  لرجل صنعت منه ماكنة الدعاية الصدامية بطلا من خلال الضخ المستمرللبطولات والالقاب المزيفة  والشعارات والاناشيد وغيرها من اساليب الدعاية التي تدغدغ المشاعر ,و ان قطاعات من ابناء الشعب وخصوصا المقربين كانت تأثرت بهذه الدعاية , بل كان نصيب الشارع العربي من هذا التأثر بقدر اكبر ’ وان الموجة الهمجية من الانتحاريين الذين تزج بهم القاعدة وغيرها انماهي من نتاج تلك الدعاية وتأثيرها عليهم وعلى مدى تقبلهم للعمل مع القاعدة , رغم ان السقوط المهين للنظام السابق وظهور صدام بحالته المزرية هذه وكشف الجرائم والمقابر الجماعية وغيرها اثر الى حد ما على الشارع العربي لكنه مازال مترددا من تأييد الحالة العراقية ومازالت قوى التطرف تؤثر فيه بشكل أو بآخر مايستدعي فضح الاساليب التي تلجأ اليها الدكتاتوريات في تمجيد الحاكم الفرد وجعله بطلا خارقا لايقهر وذلك من خلال نشر ثقافة تنويرية  في هذا المجال لاتستهدف المواطن العراقي انما تتعدى ذلك الى الشارع العربي الذي مازال يشكل حاضنة للارهاب الذي يسعى لقتل الشعب العراقي الابي , لان السلاح وحده رغم اهميته ومعه الخطط التعبوية الاخرى غير قادر على  دحر الارهاب الذي يحاول اعاقة النهضة العراقية الجديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية .فهل ستفعلها وزارة الثقافة العراقية في عهدها الجديد لاسيما ادا عرفنا بأن الثقافة العراقية في اطارها غير الرسمي لاتمتلك الامكانات المادية التي تساعدها للنهوض بمشروع ثقافي مهم كهذا فضلا عما بدأت تعانيه من تعويق واتهامات في محاولة لتحييد دورها وادخالها في معارك جانبية هي في غنى عنها وبصفة خاصة اتحادها الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الذي يشكل اعضاؤه بمختلف مشاربهم بما يحملونه من حس وطني عال  الخط الاول للعمل والابداع في هذا المجال وبامكان وزارة الثقافة ان تخلق شراكة حقيقية مع الاتحاد في هذا الميدان الثقافي والتعبوي المهم . 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : السيد القزاز ، في 2013/06/12 .

انا مش هقلك الا انك شكلك شيعى *********** وعلى فكرة انا مصرى ومش عراقى لكن انت من الروافض ***********وماذا ننتظر منهم بهذا الشكل والشماتة وصدام لم يوجد بحفرة يا ***********. صدام حسين وضعوة الامريكان لكى يظهر للعالم على انة ذليل ولكن *********** فلا يجوز لانسان ان يتكلم على عرضة بهذا الشكل وصدام عرضك يا ***********

تم تحرير الكلمات النابية وتفعيل التعليق حتى يرى القراء الكرام ما وصل اليه حال البعض من سوء خلق وادب في كل مكان

محرر التعليقات





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18