ابو القاسم محمد الأكبر بن امير المؤمنين المعروف بابن الحنفية جمع له رسول الله
بين إسمه وكنيته وحرم جمعهما على سائر أمته حيث قال :(سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي). لكنه (ص) أصدر الرخصة لعلي بذلك فقال: يولد لعلي (ع) مولود من غير ابنتي فاطمة فقد أنحلته أسمى و كنيتي اجتمعت لمحمد بن الحنفية محاسن كثيرة هي الشجاعة وقوة والفصاحة والزهد والعلم بجميع فنونه ، وكان المنظور إليه بعد الإمام زين العابدين «علیه السلام» عند حكّام
ذاك العصر ،لذلك آذوه وجرعوه المر الزعاف
كما اعتقدتْ فئة من الناس يعرفون بالكيسانية فيه الإمامة ولم يعرفوا رمز إشهاره لنفسه إنه قد وقى بنفسه نفس أبن أخيه الإمام زين العابدين «علیه السلام» فتصدر للفتيا وانتصب لمراجعة الشيعة فكان واسطة بين الأمة والإمام وباباً لهم اليه يرجعون لعلمه .
الملوك بني اميه منصرفة أنظارها عن ولد علي «عليه السلام» إلا ذريةالحسين «عليه السلام»، لأنهم استيقنوا أن الإمامة في ولده فمن تصدر منهم
للرياسة أو تصدى للفتيا ومراجعة الأمة قتل أو زج في السجن المطبق فلم يبال محمد بن الحنفية أن يصيبه البلاء إذا أحرز سلامة الامام زين العابدين «عليه السلام»
فأبن الحنفية يدري أن الشيعة ستراسل علي بن الحسين لعدم استغنائهم عن إمام معصوم يبين لهم ما يحتاجون إليه فيما يتجدد من الوقائع والأحكام فإذا نصب أمره واستراب به الجبابرة وظنوا أنه ظهر للدعاية إلى نفسه وطلب الإمامة فنصبوا له وكادوه وصمموا على قتله وبقتله ينقطع نسل رسول الله (ص) من أبنه الحسين «علیه السلام» فنصب محمد نفسه لهم ليكون مرجعاً عاماً في ظاهر الأمر، والإمام زين العابدين «علیه السلام» هو المرجع الحقيقي في واقع الأمر وحيث أنه كان المتصدي لهذا الامر والمتصدر له ظاهراً ظن من لا علم له ولا تحقيق عنده أنه كان يريد الإمامة لنفسه،
لم يكن محمد بن الحنفية الا سفير بين الشيعة والإمام، وما قيل أنه ادعى الإمامة صراحة ونازع متشدداً حتى حاكمه الإمام إلى الحجر الأسود فنقول : لم يكن ذلك
التنازع المدعى في المقام حقيقياً بل هو صوري حيث أن محمد بن الحنفية لا يستطيع إقناع الكيسانية بأن الإمام غيره وهو أبن أخيه لاعتقادهم أنه العم وأفضل ولد علي بعد الحسن والحسين «عليهما السلام» هو العم الأكبر سناً عند الكيسانية مع أعتقادهم فيه أنه المهدي فهم غير قابلين منه الاعتراف المجرد بإمامة أبن أخيه زين العابدين «عليه السلام» دون البرهان القاطع فتوصل لإقناعهم من باب إظهار المعجزة فنازع صورة إمامهم حتى
أتفقا على تحكيم الحجر الأسود فشهد لعلي بن الحسين (عليهما السلام) بالإمامة فأهتدى بسبب ذلك كثير من علماء الكيسانية ودانوا بإمامة اما ادعاء من ادعى في محمد الإمامة لا يقدح فيه كما لايقدح في المسيح ادعاء من ادعى الربوبيه له
|