• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة  انطباعية في مجموعة سطور /  منتهى محسن .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة  انطباعية في مجموعة سطور /  منتهى محسن


 هل القانون  يؤسس أدبا ، أم الادب فوق القانون ؟ وعلى أي مفهوم  يرتكز وهناك مئات المفهومات المتنوعة ؟ سنقف عند مسألة مهمة ونحن نقرأ  مجموعة سطور  للكاتبة( منتهى محسن )، عند مساعي الخلق الادبي المرتكزة على الخيال الخلاق  ، وكل كاتب   له مفاهيمه  الخاص في التعامل  مع الواقع عن طريق الواقع أم عن طريق الخيال ،  أو لنقل  مفهوم الكاتبة نجدها تصب اهتمامها على تدوين الافكار ونهنهة الوجدان ونشرالبوح من أجل  1) رضا الله 2)محاولة بناء الانسان 3)  الأثر النافع ، وتوقف فلسفتها في الكتابة  .عند. الصدق / الرسالة / وعدم مهادنة الباطل ، هذه رؤية الكاتبة المعبرة عن المضمون  الخلاق، ونجد ان  نضوج  الوعي  في مقدمة  الدكتورمهدي صالح سلطان، تبني في مقدمة  قراءة المفاهيم  بعلمية  ، نريد في هذه القراءة المتواضعة ان نستثمر تلك المقدمة في تقريب  مضمون القراءة  ،  تأمل الدكتور في المشاعر  الفياضة  واعتبر التجربة  الشعورية تستحق  التأمل  ، رغم وجود  المباشرة والخطابية القول لجناب الدكتور  ليصل  بنا الى  ان المباشرة والخطابية وهي من الاساليب الغير موفقة لكونها  تضيع علينا  حلاوة التأويل  والدلالة  ومع  هذا ، اعتبرالتجربة  تستند  على قابلية ممتازة ، وخيال واسع ،1)   الاخلاص  لقضية الكتابة ،2) الهوية الانسانية ، 3)  المودة ـــ الطيبة ـــ  التمكن  ، نقف عند  مفردة التمكن لقراءة المعنى ، فهو يشير  الى ان  النصوص المعروضة تحمل عوالم وافاق معروفة ومعلومة  لكنها  تقدمها  بنكهة  جديدة  أي بمعنى  ان بؤر الاشتغال  عند الكاتبة ( منتهى محسن ) تتسع لقضايا المعالجة الابداعية ضمن المساحة العقلية  الواعية ، وهذا الوعي  يجعل الكتابة قصدية بعيدا عن العفوية ، لكن الدكتور ركز على ما تحتويه من دلالات ابداعية  ، مثل رسم آخر  والرسم  الآخر  المعروف  هو تجديد  اسلوبي  وسمه بالجذاب ،  فرزتين  للوصف  الاسلوبي 
اولا )  منحها الطابع العام  الطيبة والتفاؤل  والوقار والتمسك بالثوابت  والتوجه السديد  واتباع   الشرع المقدس  ، أي بمعنى  الفيض السلوكي   الاخلاقي  على النصوص   التي شاءت الكاتبة ان تعنونها تحت يافطة القصص وهي في الحقيقة نصوص ، 
 والفرزة الثنية ، وصف اسلوبها بالمحاكاة  لمعاناة تاريخية  ، فهل  الكاتبة  تعاملت مع  التأريخ كمؤرخة ام انها تعاملت معه كأديبة؟ ، رسم تلك اللحظات  للتحول الى جوهر  سلوكي ،  تشد النفوس الى الاضرحة  المقدسة  ، وفي خاتمة المقدمة  يرى ان  النصوص عبارة عن خطرات ،النصوص المعروضة للكاتبة ( منتهى محسن )في مجموعتها النصية ( سطور )  تجعلنا نقف متأملين في الأثر  النفسي الذي  يقودها الى عالم الكتابة  ، هو المعيار الايماني  والهوية والانتماء لمدرسة اهل البيت عليهم السلام  ، هذا الوعي ينفتح على بعض السمات الاسلوبية  التي  تعبر  من خلالها  عن حيثيات الواقع  سوى ان يكون واقع تاريخي أو معاش باسلوب مغاير  معتمدة اولا  على (  السرد الوصفي )  فما ان ندخل  الى عتبة  النص الاول  نقرأ في نص ( خيوط الصباح ) ( يوم جديد  .. الشمس  في طريقها  المعتاد  وهي  تنسج اشعتها  الذهبية  في كل مكان  فينقضي بذلك ليل  بهيم ، وتحل في الافق تباشير  الصباح  ،) نلاحظ القوة الوصفية المأثرة على اجواء السرد وخاصة عندما تصل الى شعرية السرد الوصفي ،
( الضياع  أتخذ شكل وشاح  ارتداه كل من هب ودب  حتى صرح  كبير  الضائعين مخاطبا  أذنابه ( ان الدين الاسلامي  مرهون بجهادكم  ) وكان كل الدين  منه براء ، انطلاقا من ميزة الوصف  نقف عند ظاهرة كشف الواقع بوصفه نتاج وأرضية تفسير ، ، اولا نذهب  صوب الخطاب المباشر
( آه يا وطن  الجراح تكالبت عليك السهام  ومزقتك  الطعنات  وأرجعتك  الازمات ،  
 ثانيا )  الوصف الشعري  الجمالي  ( صارت قضيتنا جمرة  مستعرة  نحملها  بتوقد قلوبنا)
، ميزتها انها تريد  لاتريد ان يكون سردها خبر بل تسعى لخلق التصورات الذهنية عند المتلقي فلو تأملنا في  نصها  ( بيت  من قصب ) نجدها  متمكنة من سردها ،تمنح المتلقي التصور من خلال الصور ــــ الافكار ــــ  التوقع ــــ الجرأة  ـــ المخاطرة ــــ السكاكين  هذه الصور تحفزنا لندرك ما يدور في مخيلتها من قلق  ورثته عبر المخزون الاجتماعي  وتجربة جديدة  معبرة عن واقع منتظر  ، زيارة ملجأ للايتام  لتصل بنا الكاتبة   الى براءة  الطفولة  بمعناها الشمولي واذا  بالاطفال الملائكيين 
( قبل  أن اغادر  تعلق طفل صغير   لم يتجاوز الرابعة من العمر  بي ، أمسك  بطرف عباءتي ويقول لي بعد ما ترقرقت  ه عيناه  بالدموع  :ـ  ماما ... ماما  لا تتركيني ) 
 تتجلى النصوص عادة لبنية الموقف الانساني ، نص يكشف  عن العلائق الاجتماعية ومأسآة  فقدانها  ( المعلمة ــ أم )  ، الطفل يرفض النقود  ويريد اما 
:ـ ماما  لا اريد  نقودا ، اريدك معي أمي ارجوك  ،
من الطبيعي جدا تسمية تلك النصوص بنصوص  الموقف  لتحقيق فعالية   التصور الفكري  ، البنية الوصفية  قادرة على تفعيل المفاهيم بخصوبة الفكرة   وتعمل على  صناعة التصورات  عبر الاستفهام  ، والادب  برمته   جواب  استقرائي  لسؤال  يكون  مكون  اساسي من مكونات الخطاب ، و النتاج  الاجتماعي  الذي  افرز لنا  مشاكل كبيرة  ، يحتاج  الى  المعطى الداخلي  في بناء  وتكوين  التطور الفكري  ، ( أهكذا تستباح  الطفولة في وضح  النهار في بلدي الحر الأبي ؟)
 (أهكذا  سرق الأمان  من عيون الصغار  ، ويرمون في الشارع  كلقمة  سائغة ــ  أذلك  من أجل  الجوع  والعوز ؟
أم بفعل  التدني بالأخلاق والسلوك  ؟ )  مسعى يكشف عن هموم المجتمع العراقي  ،  بواسطة الاستفهام الصاعق ( وكيف ترضى ضمائر أو تغفو عيون  والبراعم  تفترش الطرقات  ضنكا  وحرمانا ، ؟ )لهذه الاسباب  النفسية  تتنحى  الكاتبة عن النسغ الدلالي ،وتذهب  الى المباشرة  والخطاب المباشر  حتى لو خفض  لها الشعرية   ، يوسع مساحة الاشتغال   الشمولي عبر التناص  القرآني مثل اشتغالها  على رمز النبي يوسف عليه السلام  مخاطبة  اياه ( يا يوسف  مهلا فرؤياك الصادقة  ستتحقق حتما ،) ليتحول  يوسف عليه السلام الى قناع   العراق ــ يوسف  
( لم يمنحك  الخزائن بل كبلك بالسراق )  وسعت لتبني حراكا  ابداعيا عبر الرمز الثانوي  ،ذهبت الى الباب  لتصل منه الى الزهراء عليها السلام   واعتمدت ايضا  على اسلوبية الحوار  لتحقق  عبره الدلالات الرمزية مثل الحوارات  المبتكرة بين الاصنام  للتواصل مع بشائر الفتح ،  الحواريات احدى السمات الفاعلة  المكونة  للتصورات مبدعة انت يا منتهى محسن ،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199674
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2