• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العباس(ع) أيقونة الوفاء والصدق .
                          • الكاتب : زاهر حسين العبدالله .

العباس(ع) أيقونة الوفاء والصدق

 💡مقدمة: 
حينما نقلب صفحات العظماء نتساءل لماذا سجلوا في قائمة العظماء؟ سيكون الجواب 
امتلكوا من الإيمان والتقوى والورع التفاني غير المحدود في تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى حتى لو قدم روحه في سبيل ذلك فعاش أبو الفضل العباس أمام كوكبة درية ذرية بعضها من بعض خصها الله بفضله وأعلاها بكرمه واصطفاها وطهرها برحمته فلا بد أن يحصل لهذه الفضائل من ظلال على من يعيشون في كنفهم عليهم السلام ومن أبرزهم زينب الكبرى عليها السلام وأبو الفضل العباس أرواحنا فداه. سنقف هذه الأمسية معكم حول 
١-كلمات عظيمة وردت من المعصومين (ع) في حق أبي الفضل العباس عليه السلام 
٢-دروس نستلهمها من حياة أبي الفضل العباس أرواحنا فداه 
 
١-كلمات عظيمة وردت من المعصومين (ع) في حق أبي الفضل العباس عليه السلام 
سؤال: لماذا هذه المكانة العظيمة لأبي الفضل العباس عليه السلام؟
الجواب: لأن المعصومين عليهم السلام أعطوه أوسمة خاصة تدعونا للتأمل والتفكر فيها وسنقف لتوضيحها
الرواية الأولى: 
تتحدث عن العناية الخاصة التي أولاها أمير المؤمنين عليه السلام في تربية ابنه العباس عليه السلام فمنذوا اليوم الأول بدأت بوادر تلك التربية العظيمة حينما قلب كفيه ودموعه سافحة على خديه فسألته أم البنين عليها السلام هل في يدي ولدي سوء 
فقد روى المقرم أن أم البنين رأت أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض الأيام أجلسَ أبا الفضل (عليه السلام) على فخذه وشمر عن ساعديه وقبلها وبكى فأدهشها الحال؛ لأنها لم تكن تعهد صبياً بتلك الشمائل العلوية ينظر إليه أبوه ويبكي من دون سبب ظاهر ولما أوقفها أمير المؤمنين (عليه السلام) على غامض القضاء وما يجري على يده من القطع في نصرة الحسين (عليه السلام) بكت وأعولت وشاركها من في الدار في الزفرة والحسرة غير أن سيد الأوصياء (عليه السلام) بشرها بمكانة ولدها العزيز عند الله جل شأنه وما حباه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب (رضوان الله عليه) فقامت تحمل بشرى الأبد والسعادة الخالدة (١)
من هنا بدأ يزرع بذور العلم المعرفة في قلب ولده وكذلك أخويه الحسنيين عليهما السلام. 
 فالوعي المعرفي هو الأساس في التعامل مع المتغيرات التي تؤسس لقضية ما، من هنا فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله في ولده العباس (أن العباس بن علي زق العلم زقاً)(٢)
الرواية الأولى :
يقول فيه صادق آل محمَّد (صلَّى الله عليهم): (اَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أميرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اأفْضَلَ الْجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الْفُراتِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ)(٣)
 فكلام مولانا الصادق عليه السلام (اَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ ..)
الإمام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى يشهد في حق عمه العباس أنه مثال في التسليم المطلق بقضاء الله وقدره والتصديق المتناهي في سيده الإمام الحسين عليه السلام والوفاء اللامحدود في سبيل خدمة أخيه عليه السلام ..
الرواية الثانية 
عن الصادق عليه السلام (أشهد، وأشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، الناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء، وأوفى جزاء أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب لدعوته، وأطاع ولاة أمره) (٤)
هنا شهادة المعصوم في نهاية عمه العباس المشرقة في الجنان نتيجة جهاده الصادق ونصرته الخاصة ونال شرف دعاء المعصوم عليه السلام . 
الرواية الثالثة : 
وقد أثنى الإمام صاحب العصر والزمان بقية الله في الأرض قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) بكلمة رائعة في حق عمه العباس (عليه السلام) جاء فيها: (السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه....)(٥)
نلاحظ أن المعصومين عليهم السلام أولوا عمهم العباس عناية خاصة في المدح والثناء هذه تحمل دلالة عميقة في عظمة وصلابة ونفاذ بصيرة عمهم العباس عليه السلام حيث نال شرف اهتمام المعصومين عليهم السلام .
الرواية الرابعة:
بعد أن علمنا مكانة أبي الفضل العباس عليه السلام ماذا سيكون حاله يوم القيامة وما هي الدرجة التي سينالها يوم القيامة فأصبح في مقام أعلى الشهداء باستثناء المعصومين عليهم السلام يغبطه جميع الشهداء كما ورد في الرواية 
عن مولانا زين العابدين عليه السلام
قال: رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السلام، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة)
٢-دروس نستلهمها من حياة أبي الفضل العباس أرواحنا فداه 
فقد ورد في الرواية : 
عن الصادق عليه السلام : 
[ كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان. جاهد مع أخيه الحسين عليه السلام وأبلى بلاءا حسنا ومضى شهيدا. ](٦)
أـ أن اتباع المعصوم في أمره ونهيه هو الإيمان الحقيقي 
ب. إن التضحية من أجل إقامة الدين من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى .
ج. نتعلم آداب الاحترام والتبجيل بين الأخ وأخيه والأخ وأخته. 
ه. أقصى الغايات التي ينبغي أن يسعى إليها هو أن يتبع من هو حجة الله في أرضه فيتبعه بتسليم مطلق بنفس راضية مرضية حتى لو كان على حساب هلاك نفسه 
المصادر:
(1)   قمر بني هاشم، عبد الرزاق المقرم، ص28، نقلا عن كتاب قمر بني هاشم الفارسي، ص21.
(2)   ثمرات الأعواد .ج1 ص105
(3)   بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٨ - الصفحة ٢١٧
(4)   شهداء أهل البيت (عليهم السلام ) قمر بني هاشم، الحاج حسين الشاكري:34 .
(5)   قمر بني هاشم، عبد الرزاق المقرم، ص28، نقلا عن كتاب قمر بني هاشم الفارسي، ص21.
(6)   العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - الصفحة ٣٤٩
(٧) أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٧ - الصفحة ٤٣٠.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199860
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7