• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي)٦٩ .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي)٦٩

 يتميز الاستقرار النفسي بالإحساس بالهدوء والوعي والقدرة على التعامل مع الاجهاد والتحديات،

علماء النفس بحثوا في بواعث هذا الاستقرار وتوصلوا الى اهمية تطوير مهارات اليقظة والرياضة والبحث عن الدعم الاجتماعي والتأقلم وقالوا انها رحلة تتطلب الصبر والجهد والالتزام بينما الامام السجاد عليه السلام لخص اهم حالة من حالات الاستقرار النفسي وهي الشعور بان الله تعالى معك يردع الظلمة ويعلم الانسان الصبر فيشعر بالطمأنينة يقول الله سبحانه وتعالى( الا بذكر الله تطمئن القلوب )الرعد/٢٨
وذكر الله عند سماحة السيد احمد الصافي لا تنحصر في قضية الحمد والثناء لله تعالى بالأذكار المعروفة، المطلوب ان يتذكر الله تبارك وتعالى في كل مكان حتى تتحقق النتيجة المتوقعة والمترتبة على الذكر الدائم لله سبحانه وهي حالة الاطمئنان وهناك من اهل الاختصاص من يربط الاستقرار النفسي بالطموح ، ويعتمد هذا الطموح على الوعي الانساني والعلم وعلى اليقين وهذه الامور ترتبط براحة الضمير،
كل عمل حسن له ثواب وكل ذنب عليه استحقاق ،فمن يذنب في حق الله تعالى الله سبحانه وتعالى صاحب الحق ليعفو عنه لان رحمته تسبق الغضب، وحتى العفو حالات كأن يكتب مذنبا مع ايقاف التنفيذ يتنازل برحمته ولطفه وتارة يمحو الله تعالى هذا الذنب
وقضية الوعي الانساني هي قضية تدعم هذا الاستقرار عندما يفهم الانسان حيثياته ، الروايات تؤكد ان الانسان اذا اذنب امهله الله سبع ساعات مجانا للتوبة والاستغفار ولا يسجل عليه الذنب اذا استغفر ، الرحمة صفة من صفات الله سبحانه التي وصف بها نفسه والرحمة التي يصدق على انعم الله واحسانه على خلقه كما انه يصدق على الناس في علاقتهم المبنية على طابع العطف والحنان والمحبة والتي تسقى من قيم الرحمة الالهية و قيم التراحم بين افراد الناس وجماعتهم وكما ان الله سبحانه وسعت رحمته كل شيء وهذا جزء مهم من الاستقرار النفسي عبر الامام عليه السلام عن كيفية طلب العبد المغفرة بتعبير المذهل( اللهم الى مغفرتك وفدت) البحث في العمق الدلالي لهذه الجملة يصل بنا الى اشياء جميلة الانسان يدعو اللهم اغفر لي يعني ان الانسان يشعر بحالة من حالات الاحتياج الى الله تعالى وكلنا نحتاج الى ان الله سبحانه وتعالى حالة الوفود الى المغفرة فيها نوع من العناية، الوفد يحتوي على اشخاص مناسبين، ووقت مناسب ،وطريقة المحادثة تكون طريقة انتقائية ، وعند الامام حسب تعبير سماحة السيد احمد الصافي يعني التهيؤ والاستعداد واعداد النفس بقبول هذه المغفرة ، يتقرب الى عمق المعنى في هذا الاعداد، الانسان قد يقصد التوبة لكن لا يغفر له والانسان يدعو بالمغفرة لكن لا يغفر له لأنه يأكل المال الحرام وكلامه لقلقة لسان وليسع نابعا من القلب ،فهناك موانع للاستجابة والانسان عندما يأتي بهذا الايفاد يعني فيها نوع من العناية
الاساليب التي استعملها الامام علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام حققت وظائف نفسية وفكرية جعلتنا نتأمل ونفكر في نيلها فهو عليه السلام يقول والى تجاوزك اشتقت ما المقصود من التجاوز ،بما اننا تحدثنا في الاستقرار النفسي والاستقرار عند الانسان اذا شعر انه اذنب بحق انسان يعمل ليسترضيه ويرضيه الله يتجاوز له عن ذنبه،
تنتاب نفسية المذنب القلق وعدم الاستقرار الى حين يرضى ويتقبل عذره ، التمعن في الموضوع يعرفنا بقيمة الفرح الذي يدخل الى نفس الانسان في حالة يتجاوز الله تعالى عن الذنوب، السؤال عن الوسيلة التعبيرية التي نطلب بها العفو والتجاوز لابد ان تكون معبرة ومؤثرة، الامام السجاد عليه السلام يعبر عن استقباله للتجاوز بالاشتياق يقرا لنا سماحة السيد احمد الصافي هذه العبارة في بمفهوم خاص هو ينبهنا الى ورود اشتقت جاءت بعبارة، الفعل الماضي ليجعل من حالة الاشتياق متحققة فعلا وهذه الحالة من التذلل لله تعالى مستحبة والنتيجة رضا الله عنا ،
يشكل النص السجادي المبارك اثرا خالدا من تلك الاثار التي تسخر بالقيم الالهية نتوجه بها الى النبي والائمة المعصومين عليهم السلام لنحصل على النجاح ان يتجاوز الله عنا بالعمل الصالح
ولما كان الدين قوام الحياة الروحية وله الاثر الكبير في تهذيب النفس وارتقاء العقول  نجد اثاره حاضرة في كل زمان ومكان واستثمار وشائج الدين الممتدة عبر مجاورتنا لسيد الشهداء وزيارة مرقد الحسين عليه السلام والابتعاد قدر الامكان عن تشخيص مولاي السجاد حين يقول ما اجفاكم، تفيض هذه النصوص المباركة لروح الايمان المعبرة عن اصالة التجربة التي عاشها الامام السجاد عليه السلام يصور لنا تجليات المعتقد وصناعة الاجيال من خلال الوثوق بالله سبحانه وتعالى وبفضلك وثقت كل قطرة من قطرات النص تمتلك الايحاء والدلالة وايحائيته تمنح النص فاعلية يحلل لنا سماحة السيد احمد الصافي ان مفردة بفضل تجسد ان الله تعالى يتفضل بلا ان يلزمه احد لان الله سبحانه كتب على نفسه الرحمة فهذا الفضل من الله تعالى،  والله تعالى يدخر فضله للمسيء من عبادة الامام عليه السلام يقرب لنا الفكرة الانسان محتاج الى المغفرة ويسال هل يمتلك الانسان العمل الذي يؤهله الى ان يقبل الله تعالى منهم ،كل تعبير صادر عن الايمان المطلق يذهب الى رؤى وافكار تعبرعن كل ما هو تابع من روافد الخير وقد كشفت تلك الرؤى عن عمقها ومهما بعد زمانيا تبقى هي معتقد كل جيل يقول الامام عليه السلام وليس عندي ما يوجد لي مغفرتك ،بما ان الانسان لا يمتلك ما يوجب المغفرة لابد من انتظار العقوبة والتعامل بالمقاييس العملية هناك اشياء خارج هذا المقدار مثل التوبة قد يوفق الانسان لها عمل بعض الاعمال الصالحة لكن يبقى هذا الاعتراف بنفسه يدل على حقيقه الانسان،
السؤال المهم الذي يطرح في الكثير من المقالات والخطب ويثار من قبل البعض ممن يشككون بعصمة الائمة عليهم السلام العصمة تمنح الامام امكانية توجيه للحياة بقوة للانتماء الى الله سبحانه وقضية طلب العفو مع وجود العصمة شكلت عند البعض ما يمكن ان ينظر اليه على انه درس يعلمه للناس فيما يعتقد البعض ان الامام عليه السلام يطلب العفو لنفسه والقضية تكمن في معنى الذنب عند الامام عليه السلام ،بمعنى الانشغال في بعض الامور وهذا الانشغال عن ذكر الله  يعتبره افساد لأنه يفسد عليه الورد والدعاء بطلب العفو بالأقرار بالقصور لا يخل بالعصمة ولله الحمد




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200913
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13