• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (سبي آل البيت عليهم السلام) .
                          • الكاتب : وفاء الطويل .

(سبي آل البيت عليهم السلام)

 وسار الركب الزينبي تحت وطأة السبي مثقل بالشجون... آهات... وأحزان، تتقدمها الرؤوس على العواسل، والعليل مقيد، انحنى ظهره من هول الفاجعة...

طَوِيلَةٌ هَـٰذِهِ البَيدَاءُ وَالطُّرُقُ
وَحَالِكُ الظُّلْمِ لَا يَبْدُو لَهُ شَفَقُ

هُنَا.. ومِنْ أَلْفِ عَامٍ صَوتُ قَافِلَةٍ
مَرَّتْ ومِنْهَا يَفُورُ القَلْبُ يَحْتَرِقُ

مَرَّتْ وزَينَبُ فَوقَ النُّوقِ حَاسِرَةً
وأَلْفُ أَلْفٍ مِنَ الآهَاتِ تَنْبَثِقُ

مَرَّتْ وسَبْعُونَ رَأْسًا قَبْلَهَا عَبَرُوا
وصَرْخَةُ اليُتْمِ نَحْوَ العَرْشِ تَنْطَلِقُ

مَرَّتْ وكَافِلُهَا الأَعْدَا فَإِنْ هَمَسَتْ
رَأَيتَ سَيلًا مِنَ الأَسْوَاطِ تَنْدَفِقُ
 
ورَاهِبُ الآلِ فِي الأَصْفَادِ أَرْهَقَهُ
ثِقْلُ الحَدِيدِ فَهَلْ يَبْقَى لَهُ رَمَقُ

*** 
(وصول السبايا الى الكوفة)
نسفوا فطرة الله، نكصوا عن دينه.. انتهكوا حرمة نبيه..
آمنوا بالجبت وساروا خلفة عمي القلوب
ما بين عام وعام وإذا بنات رسول الله أسارى بالمجالس..

سَارُوا وَسَارَ خَيَالِ السِّبْطِ يَحْرُسُهُمْ
رَأْسٌ تَأَرْجَحَ عَالٍ وَالفُؤَادُ ظَمِي

يَا لِلشَّقَاءِ أَيَا كُوفَانُ هَا وَصَلُوا
يَشْكَونَ للهِ أَمْرًا غَيرَ مُنْكَتِمِ

لِمَ الدُّمُوعُ؟! أَتَبْكِي بَعْدَ غَدْرَتِهِمْ؟!
لَنْ تَحْصُدِي اليَومَ غَيْرَ الذُّلِ وَالنَّدَمِ

مَفْضُوحَةُ الجُرْمِ يَا كُوفُانُ قَاتِلَةُ الـ
أَطْهَارِ حِينَ أَتَوا أَغْرَقْتِهِمْ بِدَمِ

***
( دفن شهداء الطف في كربلاء)
تنهد وهو يتأمل تلك الأجساد الشامخة التي تبعثُ الحياة رغم الموت..
شد على منسأته 
وخط لحدا ممردا بالياقوت، معبدا تحج له الأمم..
اتجه جانب النهر حيث استقر القمر.. خاطبه مستعبرًا..
أنرت دروب السالكين بقناديل الوفاء..
جال بنظره في البيداء، حيث عفرت الفراقد، لحدها وعاد

وَبَكَتْ جَلَامِيدُ الصُّخُورِ بَكَى الحَدِيد
مُذْ عُدْتَ مُنْكَسِرًا مِنَ السَّفَرِ البَعِيد

مُذْ عُدْتَ لِلأَعْضَا تُلَمْلِمُهَا وَفِي
قِطَعِ البَوَارِي تَجْمَعُ العِقْدَ الفَرِيد

دَامٍ وَقِرْصُ الشَّمْسِ يَصْهَرُهُ فَذَا الـ
ـمُلْقَى عَلَى الرَّمْضَاءِ.. مُفْتَرِشَ الصَّعِيد

وَالطَّفْلُ وَالأَنْصَارُ صَرْعَى حَوْلَهُ
وَالجِسْمُ مَرْضُوضٌ وَمَقْطُوعُ الوَرِيد
  
لَا الرَّأْسُ يُخْبِرُ عَنْ هَوِيَّتِهِ وَلَا
جَسَدٌ فَيُعْرَفُ مِنْهُ أَسْرَارَ الشَّهِيد

فَجَمَعْتَهُ وَالقَلْبُ مُنْفَطِرٌ وَمِنْ
دَمْعِ العُيُونِ غَسَلْتَ وَالِدَكَ الوَحِيد

وَرَجَعْتَ لِلْكُوفَانِ لِلأَصْفَادِ لِلـْ
ـوَجَعِ المُكَبَّلِ فِي السَّلاسِلِ وَالقُيُود

*** 
( السبايا إلى الشام)
ولنسأل السيدة زينب عليها السلام عن الشام وطريق الشام

أَ بَعْدَ الطَّفِّ هَلْ تَغْفُو عُيُونِي؟!
وَهَلْ تُمْحَى الرَّزِيَّةُ مِنْ جُفُونِي؟!

أُقَاسِي الْآهَ مِنْ بَأْسِ الْمَآسِي
وَتَلْتَهِمُ الْمَصَائِبُ مِنْ غُصُونِي

فَمَهْمَا ضَجَّ بِالْأَشْجَانِ دَهْرِي
عَنِ الشَّامَاتِ لَا لَا تَسْأَلُونِي

وَكَالصَّبْرِ الْمُجَنْدَلِ فِي فُؤَادِي
تَلَظَّتْ فِي خَرَابَتِهَا شُجُونِي

وَبَعْضٌ مِنْ مَصَائِبِهَا الْعَوَاتِي
يَدَوَّنُ بِالسِّيَاطِ عَلَى مُتُونِي
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200948
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14