الاشخاص الذين في حياتهم اسرار فاما ان تكون بمنتهى الخسة ولا يريدون اطلاع الراي العام عليها ، او بمنتهى الاخلاق الحسنة لا يريدون اطلاع الري العام عليها وذلك لزهدهم وتواضعهم .
ومن هنا عندما تقرا في كتب التاريخ عن حقبة الاحتلال الانكليزي للعراق مثلا كتاب المس بيل رماد الشرق المستباح للكاتب حسن السعيد ذكر فيه " اتيحت الفرصة للدكتور وميض نظمي للاطلاع لاول مرة على اوراق ورسائل بالغة الاهمية للمس بيل وهي محتفظة بها في غرفة خاصة بجامعة نيوكاسل ان قسما من هذه الرسائل قد نشر بالانكليزية في جزاين ولكن هذا النشر كان انتقائيا وناقصا فلقد حذفت مقاطع وجمل مهمة وهذه تغير المعنى ، كما اطلع الباحث على رسائل وتقارير مهمة للمس بيل غير منشورة محتفظ بها في اضابير خاصة (ص 10 ـ 11)
وهنا لنضع هذه المعلومة في معيار ما بدانا به المقال فهل بريطانيا ذات سمعة حسنة تعمل الخير للغير وتابى نشر فضائلها ؟ ام انها موطن الشر والتامر والبلاء في كل ارض تحشر انفها فيها ولا تريد زيادة قباحة صورتها في العالم العربي ؟
وحقيقة عندما اقرا هكذا معلومات تاريخية انا لا استغرب ولا حتى ياخذني الفضول لمعرفتها، الى اي درجة وصلت الخسة البريطانية ونحن نرى اليوم ما يحدث في العالم العربي خصوصا والاسلامي عموما على يد احد حكومتها بل لقباحتها توبخ وزير خارجيتها لانه القى كلمة في مجلس العموم انتقد الكيان الصهيوني في جرائمه ضد شعب غزة ، فهل ما اخفوه اسوء من هذا ؟
ولنفرض انهم لا يخفوه بل اطلع عليه العالم وماذا يعني ؟ هل سيترتب على ذلك محاكمة وقضاء وجزاء ؟ فان كان كذلك فلماذا لا يحاسب اليوم من يصدر بحقه مذكرة اعتقال لانه ارهابي ومجرم وامام مراى ومسمع العالم ؟
الباحثون عن حياة المس بيل السرية لا اجد فيها اي فائدة فالصفة انها تعمل للتاج البريطاني على حساب شعوب المنطقة بل انها سخرت منذ ان كانت طالبة في جامعة اكسفورد لان تكون ضمن جهاز المخابرات البريطانية .
وذكر في نفس الكتاب انها " ان المس بيل لم تكتب مذكراتها اسوة بمعاصريها وهناك من يجزم انها اجبرت على عدم كتابة مذكراتها من قبل المخابرات البريطانية لما تحمل من وثائق سرية بالغة الخطورة كما من المؤكد انها اجبرت على عدم الزواج حسب ما ذكر غالب الحبكي في مقال له " المسز بيل الهيكل السري للمخابرات البريطانية في الشرق الاوسط / شبكة مصر 2022م (ص14) .
عجبا وان كتبتها فيتم حجبها كما حجبت بعض رسائلها السرية حتى الان ، لكن المهم هنا هذا التراث الذي يثبت تاريخ بريطانيا لماذا لا يتحدث عنه التنويريون وهم يغوصون في ثنايا كتب التاريخ الاسلامي ايام الخلافة الاموية والعباسية ؟
اليوم وما يجري في المنطقة سيظهر بعد عشرات السنين صفحات سيئة اخرى لامريكا وبريطانيا والمانيا والكيان الصهيوني والحكام العملاء العرب ، وماذا سنفعل ؟ لا شيء سوى تثبيت ذلك للاجيال لمعرفة الخونة والارهابيين عبر التاريخ .
الانسان المستقيم لا يخشى التاريخ والانسان السيء اليوم ايضا لا يخشى التاريخ لان العالم عبارة عن مجتمع هزيل لا قدرة له على تصحيح الامور والنهوض بالصالح ودحر الطالح وها هي القوى الاستكبارية ( محور الشر ) في مجلس الامن وهو يشاهد الابادة والمجازر يوميا ولا يفعل شيئا.
|