• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إعلان حالة الطوارئ ـ بندر رئيساً للمخابرات .
                          • الكاتب : محمد كاظم الموسوي .

إعلان حالة الطوارئ ـ بندر رئيساً للمخابرات

 ليس من باب الصدف ولامن باب الترف الوظيفي أن يعين بندر بن سلطان رئيساً للمخابرات العامة في دولة هي الأشد تطرفاً والأكثر دعماً للمجاميع الإرهابية المنحرفة فكراً وعقيدة وسلوكاً, خصوصاً وأن هذا التعيين قد تزامن مع بوادر فشل مشروع آل سعود في الإطاحة بالنظام السوري والذي يعد حلقة من حلقات المخطط الصهيوني لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط, والتي تقرر أن يكون الممول والمنفذ لها هم حكام الخليج وبالأخص آل سعود وآل ثاني.
 
فبندر بن سلطان يعد من الامراء المتنفذين في المملكة, وله دور مهم في رسم سياستها الخارجية, ويعتبر رجل  الـ (CIA) في السعودية, وقد تمتع بثقة الولايات المتحدة الأمريكية حيث شغل فيها منصب سفير بلاده طيلة العشرين سنة الماضية, ويعتبر المسؤول الأول عن ترتيب الملفات العسكرية والأمنية للمقاتلين الأفغان في فترة الثمانينات, وهو المسؤول عن إدارة العديد من الملفات الأمنية المعقدة, والعقل المدبر والمسؤول الأول عن عمليات تصفية واغتيال العديد من رجال المقاومة وكان آخرهم عماد مغنية, وهو صاحب فكرة إرسال القوات السعودية ـ درع الجزيرة ـ إلى البحرين, والمعروف عنه مواقفه المتشددة من ايران وسوريا ولبنان.
 
فالرجل معروف بتطرفه وخبثه, وبمعالجته الطويلة للملفات الأمنية المعقدة, وخبرته وممارسته الطويلة في مجال المخابرات الدولية, فهو يتمتع بمنصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي منذ سنة 2005 ولحد الآن, وبعد توليه رئاسة المخابرات العامة ـ ذات التمويل الهائل في دولة كالسعودية ـ فقد أصبح لبندر نفوذ أمني مخابراتي أشد من السابق, خصوصاً وأنه على علاقة وثيقة وطويلة الأمد مع جميع التنظيمات المسلحة الأفغانية, فقد كان له دور بارز في بناءها عسكريا وأمنياً في حقبة الثمانينات, وهم الآن يمثلون أغلب مقاتلي القاعدة, ومعنى هذا أن لديه الطاقات البشرية المدربة والمعدة مسبقاً لتنفيذ مشاريعه المخابراتية والعدائية في المنطقة, ولعل هذا من أهم الأسباب الداعية والمحوجة إلى تعيينه في منصبه الجديد.
 
وقد كشفت إحدى الصحف اليهودية ـ هاآرتز ـ تحليلاً آخر لتعيين بندر على رئاسة المخابرات في هذه الفترة بالذات, حيث كشفت عن نوايا سعودية في التحضير للمرحلة التالية من بعد سقوط النظام السوري, وإنفرادها في ترتيب قواعد الحكم الجديد في سوريا, ومعالجة آثار سقوط نظام الأسد على المنطقة جميعاً وخصوصاً ايران ولبنان.
 
ولعل كلا التحليلين صحيح ووارد في سلم الوظائف المناطة ببندر في منصبه وعمله الجديد, إلا أنه وتبعاً للحديث الشريف القائل (ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه) , فقد صرح الرجل في أول أيامه في منصبه الجديد بما أضمره في صدره من العداء للعراق وللنظام السياسي في العراق, فقد تعهد في أول لقاء له بعد توليه رئاسة المخابرات بأن يجعل من العراق وسوريا ولبنان ملاذاً آمناً لمجرمي القاعدة, وأنه سيعمل على بناء نظام جديد موال للسعودية في سوريا, وأنه سيقوم بإضعاف الحكومة العراقية الحالية ومن داخل الحكومة نفسها, وذلك من خلال بعض الشخصيات العراقية المنضوية في الحكومة والموالية للنظام السعودي.
 
فقد كشف بندر من خلال هذا اللقاء عن أهم التكاليف المناطة به, وعن الأولويات في عمله الجديد, فما أضمره في قلبه قد ظهر على فلتات لسانه, وقد قال تعالى (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر), فقد  نبه تعالى في هذه الآية الكريمة على واحدة من طرق التعرف على بواطن الأعداء وما يضمرونه في نفوسهم, وأن ما يبدو ويظهر ما هو إلا شرارة واحدة تحكي عن نار الحقد الكامن في صدور هؤلاء, وقد أظهر بندر في لقاءه هذا غيض قليل من فيض الحقد الوهابي السلفي للعراق ولشعب العراق.
 
ولنسأل أجهزتنا الأمنية وعلى رأسها جهاز مخابراتنا الموقر عن ردود أفعالهم تلقاء هذا التعيين وهذه التصريحات والتهديدات الخطيرة والصادرة من رجل خبرته الأزمات الأمنية وسجلت له ميادين الإجرام والدمار الشيء الكثير, وسجله حافل بالخبرة والمهنية في صياغة وحبك المؤامرات وإشعال فتيل الأزمات.
 
ينبغي على مؤسساتنا الأمنية أخذ جانب الحيطة والحذر والتعامل مع هذا الملف بجدية وحرفية عالية, وعليها مراجعة سجله الإجرامي, وتحليل أقواله وتصريحاته الصادرة منه خلال السنوات المهنية من عمله, وعرض نتائج التحليل على خبراء نفسيين لمعرفة الدوافع والأهداف ومكامن الخلل في كلامه ومحاولة اصطياد ما يمكن الاستفادة منه في الإجراءات الوقائية, ينبغي عليها مراجعة كل ما يتعلق بهذا المجرم من لقاءات وصور وتقارير ومحاولة معرفة علاقاته الاجتماعية والمهنية ومحاولة الربط بينها وبين عمله الجديد, وغير ذلك مما يمكن أن يؤمن العراق وطناً وشعباً من غدر وفتك هذا المجرم. وعليها أيضاً أن تبذل قصارى جهدها في فضح العملاء والخونة من الذي يتكئ عليهم بندر ويعول عليهم في تمرير مخططاته الإجرامية.

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : بنت السعوديه ، في 2012/08/01 .

يااخ محمد مشروع الاطاحه بنظام في سوريا لم يفشل وسيسقط بشار الاسد عاجلا ام اجلا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20149
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29