• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المدير العام ..... بين عهدين .
                          • الكاتب : شاكر محمود تركي .

المدير العام ..... بين عهدين

 في البداية وقبل قراءة مضمون المقال، لست من ازلام أو محبي النظام السابق، وأيضا\" لست من مؤيدي التصرفات الصبيانية التي كان يتبعها رأس النظام السابق في طريقة تعامله مع أبناء الشعب أو تصرفاته الغير منطقية مع جيرانه، والتي جرت العراق الى ويلات عديدة مازالت شواخصها بارزة للعيان حتى هذه اللحظة، بل أكاد أجزم حتى الفوضى والانفلات السياسي والامني والاجتماعي والاقتصادي ، وقبله ماجرى من أحتلال أمريكي كانت كلها بسبب أخطاء النظام السابق. لكني على الرغم من ذلك أحسد النظام السابق على طريقة أختياره للمدراء العامون العاملون في دوائر الدولة المختلفة، فأغلبهم كان يعمل بنزاهة ونظافة يد وتفاني ( خوفا\" من الطغيان السابق ، أو تملقا\" للوصول الى مراتب أعلى ). وكانت طريقة أختيار المدير تجري وفق سياقات علمية دقيقة، حيث غالبا\" مانرى الشخص المناسب في المكان المناسب، بل كان هناك تنافس بين المدراء فيما بينهم بالعمل وتقديم الافضل،حتى ترتفع أسهم هذا المدير أو ذاك.

وأيضا\" كان المدراء العامون مرصودون ومراقبون من عدة جهات على الرغم من عدم وجود دوائر المفتش العام أو النزاهة في تلك الفترة، الا أنه وللحقيقة أغلب المدراء العامون وخصوصا\" العاملون في الدوائر الخدمية كانوا يقدمون الوقت والجهد وطريقة التعامل الحسنة مع موظفيهم، وكانوا دائما\" مايلتقون المواطنون، ويقومون بتذليل الصعاب وتسهيل الامور والاجراءات لتخفيف الاعباء عن المواطن، بدون واسطة أو ماشابه ذلك. وأيضا\" توزيع المناصب أنذاك لم يكن وفق التوازن السياسي أو المحاصصة الطائفية وهي شعارات ظهرت علينا بعد عام 2003. أقول كل هذا الكلام وأنا لم أكن في يوم من الايام مدير عام ولا حتى أحلم بهذا المنصب (الكرسي) ولم أجعله هدفي، وانما عن معايشة حقيقية وواقع ملموس عشته في تلك الايام الصعبة.
وبعد الاحتلال الامريكي للعراق ظهرت نوعية جديدة من المدراء، أغلبهم (أن لم يكن مجملهم) لايفكرون بمصلحة الوطن أو المواطن، بل جل أهتمامهم هو مدى فائدتهم الشخصية، ثم فائدة أفراد المكتب الخاص بالسيد المدير العام ، وأيضا\" سواق السيد المدير العام وافراد حمايته، بل ذهب الامر الى الرجل الذي يعمل ويقدم الشاي للمدير العام، مع العلم أن هولاء من أقارب ومعارف السيد المدير العام. وأضحت الدوائر الحكومية جمهوريات صغيرة يتصرف بها كل مدير على هواه، من دون ضمير حي (أنساني أو ديني ) ومن دون رقيب شريف ونزية يراقبه بأمانة. أن الفشل الحقيقي الذي يرافق عمل الدولة في الوقت الحاضر هو عنوان (المدير العام ) فمتى ماكان هذا الشخص نزيها\" وغيورا\" وملما\" بعمل دائرته، ويعرف كل صغيرة وكبيرة فيها، بل كل شاردة وواردة فيها، مع تشخيصه للاسباب والعلل التي تعوق عمل دائرته، كانت تلك الدائرة ناجحة في أعمالها التي تتخصص بها, وليس عليه أن يجلس خلف مكتبه في غرفة واسعة مغلقة ، لايعرف احدا\" من دائرته سوى شخص أو شخصين، لايرى أو يراه احد كأنه ولي منزل.
هذا هو المدير العام الجديد بعد عام 2003 شخص مكتبي، يتعامل مع الورق فقط، لايرى الاشخاص ويستمع اليهم ، ولا يحب أن يراهم بل أنني أعرف مدير عام شخصيا\"(في أحدى دوائر الدولة لوزارة خدمية يتحدث عنها الناس جميعا\")البريد يدخل عليه ولايخرج ابدا\"، وان خرج فأنه يخرج بعد فوات الاوان، بل حتى عندما تريد مقابلته لتطرح عليه مشكلة ما فأنه يرفض أجراء المقابلة من دون أي عذر أو سبب.
كل هذا يحدث ويقولون الحكومة فاشلة، طبعا الحكومة ودوائرها ستفشل لان أساس النجاح في عمل الحكومة هم المدراء العامون الم يقولوا سابقا\"( ان الكتيبة العسكرية بأمرها).
أنها دعوة خالصة لجميع وزارات الدولة بمتابعة أمور المدراء العامون لان بعضهم قد أستفحل وأصبح غولا\" كبير حتى يعتبر نفسه أكبر من الدولة.
لذا أتمنى تشكيل لجنة وطنية عليا توكل لها مهمة اختيار المدراء العامون بعيدا\" عن مصالح الاحزاب والكتل السياسية وتكون أختياراتها وفق الخبرة والاختصاص والسمعة المعروفة بنظافة اليد والنزاهة.
وأيضا\" يجب سن القوانيين من أجل تحديد فترة بقاء المدير في منصبه على أن لاتتعدى الاربعة سنوات في دائرة واحدة، لان بعضهم وخصوصا\" المسنودون منهم من جهات حكومية أعلى وأحزاب مسيطرة، قد أصبحوا دكتاتوريون في دوائرهم بمعنى الكلمة لايرحمون البلاد ولا العباد. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20233
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19