عاهد الحزن مشاعره كل صباح , عند نافذة أفكاره , رغم سكون ذلك الحزن  طيلة الايام في جميع مسارات الحياة اليومية , يبدأ يومه بالتعاطف مع امه وكلماتها عندما تقول له : اذهب الى السوق الى العمل فنحن بحاجة الى الكثير من الاشياء , ولكن يتهافت اختياره , اين يختفى هذا اليوم ؟

يذهب الى السوق ,حاملا ً الاكياس البلاستيكية ( العلاليك ) ليقوم ببيعها على  المارة في السوق, فهذه حال الصبيان من الايتام  الذين يعملون بهذا العمل , فهم لايملكون معيل لعائلتهم او قريب ولديه محل في السوق للعمل فيه, فيضطرون الى العمل هذا , ومع اصرار والدته , لم تكن مشاعره مهجورة الى ابعد الحدود فهو يتأمل من هو حوله فيتخطى كل اسباب الشقاء والتعب بين هذا المكان او ذاك , و ثمة أسرار تصرخ خلف حجاب الخجل فيختفي خلفة عند مشاهدة رفاقه من هم في مدرسته , وهو من الطلاب المواظبين على الدراسة ,يكتم دقائقة ويختفي لبرهة ثم يعود بأخرى عندما يتعرف على  اي طالب من مدرسته , لم تأخذ أمه شعور مايحملها ابنها ,ومن مدامع ويسكبها على ثوب ترصد مشاعره فيه ,فالام كل ما تسعى له ان يستغل العطلة الصيفية بالعمل كما هم صبيان الحي والحصول على بضع دنانير لاتسد رمق هذه العائلة  ,ولكن لايفي عزمه ما ايقض بحسبانه من معاناة تشده الى سنوات قادمة , ويتأمل عسى ان تبسط له خطوات اجمل .