• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مازلنا رهن العبودية ياحسين .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

مازلنا رهن العبودية ياحسين

نعم ياسيدي ياأبى عبد الله مازلنا رهن العبودية ننوء باثقالها وتبعاتها رغم ثورتكم العظيمة ورغم صيحتكم المدوّية التي مازالت تتردد في ذاكرة التاريخ \"هيهات منّا الذله\" ومازلت اسياف يزيد واتباعه تُمعن فينا قتلاً وتشريداً في كل بقاع الارض. ومازادنا ميراثكم الكبير من تضحيات التي ملئنا بها الافاق ضرباً وتطبيراً ....مازادنا كل هذا الا خضوعاً  وخنوعاً ورغبة تتلصص بين جنبات اجدادنا وآبائنا ورثناها كابرعن كابر .. سيدي ابى الاحرار مازلنا جهّالاً ساذجين لانفقه لغتكم لغة الاحرار* ولم نتعلم منكم ان نكون مظلومين وننتصر... لاننا لانتقن الا ان نكون مظلومين ولا ننتصر... خائفين مذعورين... ساكتين كالشياطين عن حقنا الضائع ولانطالب به رغم ادعائنا بالولاء لكم واتباع خطاكم..... 
 
وتلك مقابر أهلنا واحبتنا الجماعية اصبحت وبال علينا وعيباً يخدش الحياء الوطني لواشرنا اليها ولو بطرفِ خجل.... ولم نتقن فن تبنيها كمظلومية مفجعة وعيب فاضح على جبين الانسانية.... اختزلوها ياسيدي بكلمات يسيرة لاتغني ولاتشبع من جوع ...نعم لقد استصغروا قدرنا واستخفوا بدمائنا..... ونحن ارتضينا بذلك كرغبة عبد ذليل برضى فاجر مستهتر لايرعوي عن انتهاك الحرمات ولايتورع عن نحر الصغار والكبار بدم بارد.
 
 وهاهم ايتامنا ياسيدي مازالوا لايجدون قوت يومهم لاننا اعرضنا عن وجوه آبائهم  الشهداء بمصافحة قاتليهم وقاهريهم من البعثيين واولاد الشوارع اللقطاء ونخشى حتى المطالبة بحقوقهم خشية اتهامنا بالعنصرية والتعصب الأعمى .......وهاهي أراملنا تموت حسرة ولوعة من العوز والحيف ونحن منشغلين بامورنا الثانوية منكفئين على خوفنا وتوجّسنا من الاخر...حتى لانصبح طائفين وعنصرين ومتخلفين او شروكَية مجوس ... لذا يجب علينا الصمت ولابديل لنا عنه...
 
 وهاهي عجائزنا الثكالى طفقت تلتحق بابنائها دون ان تعرف ان لها في رقبة العراق ديناً وثمن دماء ابنائها ولم تجد منّا عزاء يليق بتضحياتها.... منهنَّ من ماتت دون ان تحضى في مرضها بسرير واحد في مستشفيات العراق ... ومنهنَّ من تصارع المرض ومامن دواء.. ومنهنَّ من تعاني الفقر والحرمان في بلد النفط والخيرات... والقائمة تطول.....  لاننا ياسيدي وبلا فخر تلبسّنا بايديولوجيات جديدة ومفاهيم مصطنعة وبراقة تجبرنا على شتم قتلانا بدل الترحم عليهم كي لايزعل الاخرون... وربما سنضطر مستقبلا لقراءة الفاتحة على ارواح اعدائكم من آل امية  وانصارهم وابنائهم وكلابهم الوالغة بدمائنا حفاظاً على وحدة المسلمين.
  
فنحن ياسيدي متمدنون الان حد التخمة ولنا لغة جديدة اسمها التسامح مع المجرمين والعفو عن الارهابين ورفع الاجتثاث عن  البعثيين وانصارهم  وقبولهم بيننا كشرط اساسي للتعايش السلمي وكأفضل اسوء الحلول المتاحة والا استمرار الموت والفناء ...... ( المقابر الجماعية للخونة ...) هذا ماقاله العاني اللعين من قبل وهاهو عائد الى السلطة ببضع كلمات اعتذار لم تكلفه شئ سوى قطرة حياء كانت قد سقطت منه عمداً منذ ايام سيده المقبور !!!  
وافكارنا اصبحت متطورة وتقدمية ياسيدي واصبحنا نطالب ان يكون انصار وايتام البعث وابناء الفسق والرذيلة شركاء لنا في دماء ضحايانا.. لان طريق  الرياض اصبح اسهل لنا من الطريق الى كربلاء ومواطن قم وطهران باتت اكثر دفئاً من وادي السلام واصبحت القاهرة اقرب الى نفوسنا من الكاظمية....
 
وتعلمنا والحمد لله استراتيجية العبد المتمدن امام اسيادنا الجدد فنحن نرسل لهم ابنائهم القتلة والذبّاحين مع وفد رفيع المستوى  وعلى نفقة ايتامنا الجياع الى احضان امهاتهم  في الرياض وهم يقتلون ويذبحون ابنائنا بوسائل شتى.. وهاهو محمد عبد الامير العراقي السجين في السعودية ينتظر قطع رأسه ظلماً وعدوانا........ فهل هناك في العالم ياسيدي من هم اذلّ منّا واكثر خضوعاً لاعدائه؟ وهل ينطبق علينا صفات اتباعكم وعشاقكم؟
 
هذه الايام تمر علينا ذكراكم وفاجعتكم في كربلاء ويالها من ذكرى أليمه وعظيمة قد اوقدت مشاعل النور والاباء في طريق المظلومين ورسمت لهم سبيل الخلاص.... لكننا للاسف لانفهم منها الان الا اللطم والتطبير والسيرعلى الاقدام الى مراقدكم  كفريسة سهلة لافاعي الوهابية وذئاب البعث الذين لم يكفهم 40 سنة من القتل والتغييب  في السجون والتذويب في التيزاب والحروب الطاحنة منذ تولي رأس الشر والحقد وهدية الشيطان الى الشعب العراقي كما قال كبيرهم الذي علمهم السحر ...
 
نعم سيدي لم يكفهم كل هذه السنين العجاف عادوا ليكملوا مسلسل القتل والابادة الجماعية وماكان عليهم الا استبدال ملابسهم الزيتونية بربطة عنق حمراء وبدلة مدنية انيقة ..... ليكونوا بعد ذلك بقدرة المصالحة  الوطنية المباركة شرفاء أطهار يؤمنون بالله والشعب والوطن وتصبح سرائرهم انقى من سرائر الاطفال ولايغدرون مطلقاً ولايتآمرون ضد الشعب ولايدبرون امراً في الليل ولا في عمان ولا في كفر سوسة ولا في صنعاء.
 
ونحن لا نجيد ياسيدي ازاء ذلك الا التضرع والحوقلة .. وانا لله وانا اليه راجعون..... لان خيولنا اصابها التهاب المفاصل والعجز التام عن النزال لانها مشدودة منذ زمن طويل برباط آهاتنا وخوفنا وحسرتنا .....ولاطاقة لها بصولات جديدة فهي مازالت  تحلم بالعلف والماء منذ ثورة العشرين..... وسيوفنا صدأت لانها لاتُشهر الا مرة واحدة في السنة لا لشي الا لنضرب  بها جباهنا ورؤوسنا في العاشر من محرم. كنّا طوال السنين الماضية ندّعي زوراً وبهتاناً تبني خطاكم ومبادئكم لان ارواحنا الخاوية كانت اثقل بكثير من سير الاحرار الى مضاجعهم ونفوسنا الشريرة العاجزة اضعف من ان تلبي نداء الحرية.
 
نعم يا سيدي لقد كانت نهضتكم الخالدة في سبيل المحرومين والكادحين بركاناً عظيماً زلزلت عروش الطغاة  واحرقت استارهم وكشفت زيفهم وضلالهم واعلنت فجراً جديداً ليس للمتجبرين والظالمين فيه مكانا... وبذلك جردتنا من كل شئ  ولم تترك لنا سبيل نلوذ به او نعلل به صمتنا وخوفنا ... مازالنا نقول \"لبيك ياحسين  .... لبيك ياحسين \" 
لكننا نقولها جزافاً وترتيلاً اجوف لايرتقي لمصاف ماقدمتموه انتم في ارض كربلاء وماسعيتم لاجله في ترسيخ شرائع الانسانية ودعائمها الرصينه.فهل لنا ياحسين بقبسِ يسير من نوركم الساطع نبدد به ظلام نفوسنا وطريقنا.
 
* لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً   الاماع علي ع
 
 
عباس العزاوي
19.12.2010 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2040
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3