• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سعود سايكس ..حمد بيكو .
                          • الكاتب : حسن الخفاجي .

سعود سايكس ..حمد بيكو

 في سبعينيات القرن الماضي أصيب جارنا هادي الحداد بقصر في رجله اليمنى بعد حادث سير ,  بعد تشخيص حالته اقتصر علاجه على لبس حذاء مرتفع يلبسه في القدم اليمنى التي تعاني القصر , بعد ان  تحسن وضعه الاقتصادي سافر للعلاج في الخارج  في إحدى الدول التعبانه.  اجروا له عملية جراحية  على ان يتحسن بعدها, عاد إلى بغداد  منتشيا ورمى (قنادره) القديمة على أمل ان يلبس أحذية اعتيادية
بعد أشهر اكتشف: ان العملية الجراحية التي أجريت له كانت عملية نصب واحتيال  أكثر منها عملية جراحية , وبدأ يبحث عن (قنادره) القديمة أو عن (قندرجي) – صانع أحذية - بارع كي يعمل له حذاء  يشبه حذائه القديم !.
بعد موت الرجل المريض (الدولة العثمانية) , تقاسم ثروتها ورثة غير شرعيين , من هؤلاء عرفنا: الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والانكليزي مارك سايكس .اتفق هؤلاء اللصوص على تقسيم تركة "الدولة العلية" بموافقة روسيا القيصرية .منذ ذلك التاريخ للان وأغلب الشعوب العربية تلعن سايكس وبيكو لكنهم وحكامهم يتقاتلون مع من يحاول التطاول على الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو .لقد قامت العديد من الحروب والمناوشات العسكرية بين الدول العربية المتجاورة  بسبب حدود يلعنون واضعها , قطر والبحرين ذهبتا إلى محكمة العدل الدولية لفض نزاع حدودي بينها. علاقات اغلب الدول العربية المتجاورة متأزمة بسبب الحدود , كل هذا جرى ويجري وهم يلعنون سايكس بيكو , الأغرب أن بعضهم لا يعرفون لا سايكس
ولا بيكو!.
في اتفاقية سايكس بيكو  وما تلاها من اتفاقات , قسمت المنطقة إلى دول , واقتطعت الاسكندرونة من سوريا وألحقت بتركيا , وفلسطين أعطيت إلى اليهود .
ترى كم ستكون حصة تركيا من مشاركتها الفاعلة في تنفيذ المخطط الجديد؟ .
هل ستكون الموصل وأجزاء أخرى من شمال العراق وأجزاء من سورية من حصة تركيا ؟  لتحقق تركيا أمانيها القديمة بضم الموصل إليها لقاء أتعابها , بعدما يحيّد أكراد العراق والمنطقة , بعد أن تعود بعض القادة الأكراد على الخروج من كل الموالد السابقة بلا حمص!.
ما هي حصة الآخرين أصحاب المصلحة في التقسيم ؟ .
لكن التساؤل الأكبر ما الذي ستربحه السعودية وقطر ؟ .
هدف سعود وحمد هو: احتفاظهم بسلطانهم وهيمنتهم على شعوبهم وشعوب المنطقة وخيراتها بدافع طائفي , لكنهم واهمون لأنهم لم ولن يكونوا بمعزل عن لهيب نار أوقدوها .
إذا نجح سعود وحمد  في تنفيذ ما أوكل لهم في المخطط الجديد ,  سيكون مصير كل الشعوب العربية مثل مصير جارنا هادي الحداد,في البحث عن القنادر القديمة التي رموها في ثوراتهم , حيث يقيم  بن على وحرمه ليلى الحلاقة في السعودية , وكرم علي عبد الله صالح بعد كل المجازر التي ارتكبها بحق الشعب اليمني بقرار سعودي , وقتل القذافي بقرار قطري سعودي , ومازال الجيش السعودي الذي غزى البحرين يسهم بحماية ال خليفة من السقوط ويقمع وينكل بالشعب البحريني ,  مازال السعوديون يعملون على إطلاق سراح مبارك !.
سيكون خيار الشعوب الآخر: هو البحث عن بديل له مواصفات القنادر القديمة , أو يوكلون مهمة تصنيع قنادر جديدة  إلى (قندرجي) قدير وخبير بصناعة القنادر حسب الطلب بمواصفات تلائم إعاقتهم !!.
على سعود وحمد ومن على شاكلتهم ان يعوا حقيقية: ان الضباع والغربان لا مكان لهم على الفريسة إذا أحاطها الأسود أو النمور, ان كانوا يمنون النفس بنصيب أو سهم  من الفريسة .
ان نجح  سعود وحمد في تنفيذ المخطط المرسوم  لهم بتقسيم المنطقة مجددا إلى دويلات صغيرة , لا احد حينها يقر بدور سعود وحمد في تنفيذ هذا المخطط الشرير, ولا احد سيقول مستقبلا عن:  اتفاقية تسمى سعود سايكس ..حمد بيكو , قسمت بموجبها الدول العربية إلى كانتونات مذهبية وقومية وطائفية , وكان أداتهم في التنفيذ لحى تكفريه ومجاميع إجرامية , انتشت بأفيون الإعلام  وأموال السحت , وجموع من الرعاع والغربان ينعقون مع كل ناعق , وصفهم المثل العراقي وصفا دقيقا حين قال:(على حس الطبل خفن يا رجليه) .
لا أنكر أبدا حق الشعوب بالتخلص من الحكام الطغاة , شرط ان تقود نضال هذه الشعوب مجاميع وطنية واعية تعمل بمنهج وطني صرف , بعيدا عن لحى طلبان أفغانستان وتنظيم القاعدة .على الثوار أصحاب المشاريع الوطنية النأي بأنفسهم بعيدا عن  ثورات تقودها دول قمعية متخلفة , تنشر سمومها عبر قنوات فضائية اختصت برفع لواء الفرقة والتناحر.
 
لقد مزقت حروب الطوائف والمذاهب قلب كل وطني وجعلت الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري الملقب بالشاعر القروي يصل لعتبة الكفر حين كتب قبل عقود
"فقد مزقت هذه المذاهب شملنا     وقد حطمتنا بين ناب ومنسم
سلام على كفر يوحّد بيننا           وأهلا وسهلا بعده بجهنم "
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20648
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28