• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى دولة رئيس الوزراء ـ السفياني في الطريق إلى بغداد .
                          • الكاتب : محمد كاظم الموسوي .

إلى دولة رئيس الوزراء ـ السفياني في الطريق إلى بغداد

التصريحات والدعوات ـ لإنشاء جيش العراق الحر ـ والتي صدرت مؤخراً من أفراد يحملون الهوية الطائفية, ويعدون من رموز الفكر السلفي ومن دعاة الفتنة والتكفير ـ والتي تناقلتها بعض وسائل الإعلام ومواقع الشبكة العنكبوتية ونشرت على مواقع وفضائيات هذه الجماعات الضالة والتي تبغي من وراء ذلك إدخال العراق في دهاليز الفتنة الطائفية, وإعادة صفحات الماضي الدموي الذي شهدته مدن العراق بسبب فتاويهم التكفيرية وفكرهم السلفي المتطرف المستقدم من خارج العراق ـ هي بحاجة إلى وقفة جادة وصادقة, وبحاجة إلى معالجة مهنية وسريعة وحازمة من القيادة العراقية سواء السياسية أو الأمنية, فالموقف لايحتمل الانتظار, ولا المجاملات, ولا عقد ندوات لسجالات سياسية وأمنية, فقد عرفنا قدرة وخبرة قياداتنا الأمنية من كثرة الخروقات ومن استهداف المؤسسات الأمنية وعدم قدرتها على حماية وتحصين نفسها فضلاً عن الغير, فالعراق عنواناً وأرضاً وشعباً وتراثاً وقيماً وفكراً مهدد ومستهدف من قبل هذه الجماعات التكفيرية.
 
إن صدور هذه التصريحات ـ من رموز الفتنة والتكفير, وممن ابتلي بهم الإسلام قبل العراق, وممن اعدوا وصنعوا سلفاً في أروقة وشعب جهاز المخابرات العراقية السابق, من أمثال طه حامد الدليمي وحارث الضاري وعبد الله الدليمي وأحمد الجبوري وكاظم الربيعي وأمثال هذه الشاكلة من المطلوبين قضائياً وممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء العراق ـ ما هي إلا حلقة من حلقات المؤامرة الكبرى التي تستهدف شعب العراق وشخص النظام السياسي في العراق تحديداً.
 
ولم تكن هذه التصريحات وليدة الساعة, بل قد مهد لها بتصريحات أكثر خطورة, وأشد تطرفاً, تصريحات اتسمت بطابع الطائفية البغيض, بالتباكي والاستجداء تارة, وبالانتقام تارة أخرى, محللة بذلك كل الوسائل الدموية وكل ما حرم الله  من أجل ملك مزعوم.
 
فقد صرح بعض هؤلاء وبلا خجل ولا حياء (بأن ما يجري في سوريا هو الفرصة الأخيرة لسنة العراق) وأنه يجب (إعلان الهوية السنية للمعركة) ويجب (إعداد قيادات نهضة على منهج سني وبرنامج عملي سني تحت راية سنية) وأن (الثورة السورية تشكل عصب القضية السنية اليوم وينبغي لسنة العراق الإعداد لها من الداخل) (وأن معركتنا اليوم مع الشيعة) ويجب (تشكيل جيش العراق الحر وأنه امتداد للجيش السوري الحر وأن العمل بدأ بشكل فعلي في محافظتي الموصل والأنبار).
 
وهذه التصريحات ليست بحاجة إلى فرز للمفردات وتحليلها, فالعنوان والمحتوى طائفي بامتياز, فهناك معركة قادمة قد أعد لها ـ ولو تنظيرياً وفكرياً ـ ببرامج وقيادات وإعلام ومنهج طائفي سلفي متطرف, يلغي وجود الآخر ابتداء, ويضفي صفة الشرعية على كل الوسائل من أجل أهدافه غير المشروعة, ويعتبر هؤلاء المتطرفون السلفيون بأن هذه المعركة تمثل الفرصة الأخيرة لهم وأنها ـ بالنسبة لهم ـ معركة حياة أو موت, وأن بناء نواة الجيش الحر قد بدأت فعلاً في بعض محافظات العراق.
 
ولعل ما يحصل من خروقات أمنية في بعض المحافظات وخصوصاً الموصل وديالى يؤيد بعض هذه التصريحات.
 
ومن الغريب بعد كل هذه التصريحات والدلائل والشواهد والخروقات على أرض الواقع والتحذيرات التي أطلقها المتابعون والكتاب والصحفيون والمعنيون بالشأن الأمني والسياسي, نلاحظ أن قياداتنا الأمنية ـ وخصوصاً لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ـ غير مهتمة بما يجري من الأحداث, وكأنها غير معنية بهذه التطورات الخطيرة, فهم على ما عهدناهم من اللامبالاة وعدم الاهتمام والانشغال بأمور أخرى لا تعنيهم.
 
ولا ندري على ماذا يعتمد هؤلاء القادة الأمنيون في تراخيهم وعدم اهتمامهم وعدم تقديرهم للموقف, فسوريا مع قوة جيشها, وقوة انسجام المؤسسة العسكرية فيها, وتماسك القيادة السياسية, وقوة ويقظة جهاز مخابراتها مع خبرته الطويلة وتغلغله في الأوساط الشعبية, ومع ما تملك من رصيد وخيارات لانهاء الأزمة وللقضاء على المؤامرة السلفية, فإنها مع ذلك قد أخذت على حين غفلة, واكتوت بنار الجهل والطائفية والتطرف, ونالت من الضرر المادي والمعنوي الشيء الكثير, مع أننا لا نملك شيئاً من عناصر القوة التي تملكها سوريا .
 
والحق أننا لا نراهن على المؤسسة الأمنية بقدر ما نراهن على يقظة أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته, في القضاء على هذه الحملة المسعورة لأعداء العراق, وذلك برد هذه الدعاوى الباطلة والأفكار المنحرفة والمتطرفة, وأن لا يسمحوا لهؤلاء الدخلاء بنفث سمومهم, وأن يتذكروا ما ناله أبناء العراق من القتل والدمار ومن التعرض للأعراض على يد مجرمي القاعدة ومشايخ السلفية.
 
ونقول لهؤلاء إن من حاربكم في زمن الفتنة الأولى التي أشعلتم نارها هم أبناء مذهبكم وليس الشيعة, وإن من أكذب احدوثتكم وأظهر زيف مقالتكم هم أبناء طائفتكم وليس الشيعة, وإن من طاردكم ورمى بكم وراء حدود هذا الوطن الأبي هم أبناء عشائركم وأبناء عمومتكم وليس الشيعة.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20676
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3