• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أيها السياسيون نستصرخ فيكم حريتنا ووطننا .
                          • الكاتب : احمد جبار غرب .

أيها السياسيون نستصرخ فيكم حريتنا ووطننا

لو كانت  في وطننا مشكلة واحدة تؤرق تفكيرنا وتقض مضاجعنا لتيسر حلها  بتكاتف الحكماء والعقلاء  وجهود كل الخيرين من الذين لا يروق لهم هذا الوضع المتشح بالسواد والمتفحم بالدماء التي تسفك كل يوم وهم كثيرون ويعملون بصمت ومصابون بالإحباط كونهم بعيدين عن اقتراح الحلول وإيجاد التسويات وبعيدين عن أذان الآخرين التي لا تسمع إلا الهمس الطائفي والحزبي والأثني والذي يكرس دائماً كحقيقة مطلقة لا تشوبها شائبةً  لكننا  في الحقيقة نعاني من مشاكل كثيرة تتوالد وتتناسخ في واقع بائس شكل بطريق الخطأ وسوء التدبير في استسراع الفرص المتاحة نتجت عن سلبياتها مشاكل كثيرة ومتعددة ومجموع كل تلك المشاكل والأزمات هو مايجعلنا في حزن دائم وانكسار مذل ونتحين الفرص للهروب باتجاه الشمس والنور حيثما يكون ليس بوسعنا العيش في سماء مكفهرة تحت شمل التناقضات الصارخة التي تكدر من صفونا في إيجاد وطن جميل يانع الثمرات و رائع القطاف بعد ان أغلقت كل المنافذ وكل الاتجاهات لا نستطيع ان نتكيف مع واقع غير منضبط  يعيش الفوضى السياسية ويتأرجح على الفساد ويحاول ان يزج بقيم عقيمة ليس لها مدى في وعينا وتفكيرنا الذي جبلنا عليه , وها نحن نترحم على الأيام الخوالي  في السنوات الذهبية القليلة التي عشناها من زمن غمس بالدم في كل العقود والقرون ..اللعنة على المصالح الأنانية  التي تحاول إخضاع كل ماهو جميل لدائرة نفوذها وبدا يتحول كل شيء في حياتنا إلى مجموعة من المصالح التي تتحكم في كل مرافق حياتنا في عالم السياسة حيث تمارس الصفقات والمبادلات من اجل الفائدة  يخضع السياسيون لهذا المنطق الكريه إذ لا هدف سوى كسب المنافع والامتيازات و التربع على الواجهة وإصدار الأوامر مع قليل من خلطة القناع التي يجيدها هؤلاء كلام معسول وأمثال تضرب خارج سياقها مع ذكاء شيطاني اكتسبوه من زمن الغش والتنكيل والإحباط وأصبح هذه هي هويتهم  ...مشاكلنا كثيرة لا تحصى ولا تعدَّ وأولها غياب الإرادة الحقيقية في إيجاد الحلول والاتكاء والتقوقع تحت مظلة المكون الوهمي نحن لا نريد ان نمسك قرص الشمس كما يحاول الآخرون في سباقهم الكوني اليومي المستمر بل نبحث عن الدفء والطمأنينة التي تبعث فينا السكون والتأمل ولكي تكون عقولنا في وضع يتاح لها التفكير لمديات أرحب وأوسع ..ماذا نفعل عندما نتكلم عن الفساد ونحنُ فاسدون حد النخاع وابعد من ذلك!؟ ونتكلم عن الطائفية والمحاصصة وكل منـا يـحـمـل في خـرجـه (بعبعاً) طائفياً جعلناه  سيداً ومحوراً لكل حلولنا الساحرة ونتكلم عن سوء الخدمات التي تشل من  نشاطنا وإحساسنا بالحياة ..ففي جوا قائض وساخن حد الشواء تنعدم الكهرباء والمياه بينما كلفت المشاريع التي أنشئت من اجل سد العجز في هذه البنى مليارات الدولارات لا نعرف أين ذهبتْ أو نعرف لكن تنقصنا الحجة وهم اذكى منْ الشيطانْ في إخفاء مكرهُم  في حين يغرف الفساد والمفسدون من نعيم الصفقاتْ والعقود الوهمية غير عابهين بما نحن فيه من الم ومعاناة .اقسم ان مجرد ذكر اسم (العراقي ) يحتاج منا تمثال من الذهب النقي لطول صبره ومعاناته التي لا تنتهي  ومع هذا وذاك يمارس الارهاب غيلته ويأخذ منا كل يوم مأخذا في أولاد أعزاء وشيوخ إجلاء ونساء فاضلات وهو ما تمارسه القاعدة وصنائعها من حثالات العبثيين البعثيين الذين كانوا يوما كافرين بكل عراقي حر شريف وهم نتاج الفكر الرث والتطرف القومي المقيت عادو من جديد بعد ان استغلوا الأجواء المضطربة سياسياً وخدمياً ليكيلوا ضرباتهم البشعة في خاصرتنا وكعادتهم في الانتهازية والإجرام.أم نتكلم عن التعليم وما يراد له من برمجة مؤد لجة باتجاهات تسحبنا إلى الماضي السحيق مفجرة تشوهات نحاول الخلاص من اتونها دون النظر إلى ماوصل إليه العالم المتمدن من رقي ومعرفة  ونظل نجتر إلى ذات المواقف وتلك السحنات دون طائل  أم نتكلم عن السياسيون الذين يمطرونا عبر تصريحاتهم في القنوات التلفزيونية أو الصحافة المحلية بشتى تلاوين التصريحات التي تقطر وطنية وإخلاصاً في الاستماتة للدفاع عن ألوان هذا الشعب المبدع  والخلاق صاحب الملاحم الأسطورية لكننا نكتشف في أخر المطاف ان كل ماقيل عبارة عن أضغاث أحلام وهراء لا طائلْ من وراءه ومن يتحدث عن الوطنية أو يلبس لبوسها ويرفع الشعارات الطنانة في كل المحافل  لم يكن سوى إرهابي ذميم يمول ويسند عمليات القتل والتفجير ضد الأبرياء من عامة الشعب  لدوافع سياسية وطائفية شنيعة أونسمع تصريحات لسياسي مرموق غايتها  ملأ خزائن حزبه وطبقته بالأموال المنهوبة والمشرعة قانونا أو يجير القوانين لتلك اللصوصية  وهذا الأتي من الجبل العراقي العملاق الذي لايجيد العزف إلا على نغمة الانفصال والدولة المرتقبة عبر ممارسات وسلوكيات مكشوفة الأهداف والرؤى و عبر ميكيافلية واضحة مستغلاً اي ظرف طارئ لتوجيه قنابله الكلامية التي تخدم أجنداته وتوجهاته الموبوءة بالمخاطر والتي تأزم المواقف وتصعد من بارومتر المواجهات بين الشركاء في الوطن ومع كل هذا الضياع والتفتت نبقى نتشبث بالأمل والسعي للخلاص  بكل السبل من هذه الأنشودة النشاز المزعجة معتمدين على روحنا الخلاقة وإبداعنا في الخير والحب والفضيلة والجمال ولجم الشرفي مكامنه وزواياه المظلمة بتلك الروح الوثابة سوف نبقى وننتصر لعراقيتنا وإنسانيتنا مهما كانت الظروف والتحديات ومهما كان عسر الزمان قائماً وحالكاً وهذا حال العراقي في كُل المعطيات ينهض من جديد من تحت الرماد كطائر العنقاء




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20816
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29