• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (ملف رمضان الابداعي) الصيام في الحرّ .
                          • الكاتب : عبد الرحمن اللامي .

(ملف رمضان الابداعي) الصيام في الحرّ

 ما مرّ شهر رمضان المبارك في موسم أحرّ من موسمنا هذا، ولكنّنا مقبلون على موسم الصوم القادم مع بداية أشهر الشتاء بإذن الله (تبارك وتعالى)، وهو أمر يخفّف علينا من ثقل هذا الموسم، وهو موسم اختبار لعمق إيماننا، ومدى ارتكاز حبّنا لديننا وطاعتنا لله (عزّ وجلّ).

 
وقد نكون ممّن أنعم الله علينا ببيت له سقف يقينا من الحرّ الهجير، وبجهاز تبريد سواء كان يعمل بالتيّار الوطني أو مولّدة الشارع، ولكنّي على يقين أنّ هناك الكثير ممّن لا يملك فضلةً من قماش كي يبلّها فيضعها على وجهه، ليستتر بها من حرارة الشمس اللاهبة، فضلاً عن السقف وجهاز التبريد، ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، فلنحمد الله (تبارك وتعالى) على هذه الحالة وعلى كلّ حال.
 
أليس من علل الصوم الرئيسة وخزُ ضميرِ أصحاب الثراء والقصور والبذخ، لكي يشعروا بعطش أولئك المساكين وجوعتهم، وشدّة حاجتهم الى اليسير ممّا في أيديهم، وما تخلّفه حالة البؤس هذه في نفوسهم، وأظنّ أنّ وخزة هذا الموسم ستكون مؤلمة جداً عليهم، هذا إذا لبّوا نداء الله (تبارك وتعالى) وصاموا الشهر الكريم.
 
وأبشّركم أيّها الصائمون بسبع بشارات وعد بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) لكلّ صائم إذ يقول: «ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا إلا أوجب الله تعالى له سبع خصال: أولها يذوب الحرام من جسده، والثانية يقرب من رحمة الله، والثالثة يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة والسادسة يعطيه الله براءة من النار، والسابعة يطعمه الله من طيبات الجنة».
 
إنّ حاجة الإنسان للماء تبلغ عموماً الى لتر ونصف في اليوم، أي ما يعادل 6/8 أكواب، ولابدّ أن نؤمّن هذه الكمية بين الإفطار والسحور، وأن نتجنّب الأغذية المحفوظة والمالحة في وجبة السحور كالمخللات والزيتون‏، والحلويات المركزة، والأطعمة الدسمة أو المقلية لأنها تسبب العطش الشديد أثناء النهار وتسبّب سوء الهضم‏، ولابدّ من تأخير وجبة السحور لكي نكمل صيامنا بحيوية ونشاط.
 
ولا ننسى أنّ الصيام ليس عن الأكل والشرب فقط، بل الأهمّ منه صيام الجوارح، فالعين تصوم عن رؤية المنكر، والأذن تصوم عن سماع ما يغضب الله، واللسان يصوم عن قول الغيبة والنميمة، فالسعيد من كان هذا الحرّ مذكراً له بنار جهنم، ويسعى في فكاك نفسه ونجاتها، ويعمل صالحاً يقيه من النار ودركاتها، وإلاّ فحالنا والعياذ بالله كما وصفنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في نهج البلاغة إذ يقول: «كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلاّ العناء...»



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20851
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19