• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دعوات التقريب بين المسلمين سعودية هذه المرة!!! .
                          • الكاتب : عون الربيعي .

دعوات التقريب بين المسلمين سعودية هذه المرة!!!

 طالعتنا وسائل الاعلام على اختلاف مشاربها بنبأ عاجل خلال اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي في السعودية الذي عقد مؤخرا وهذا النبأ مفاده دعوة جديدة للعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز تتضمن العمل على التقريب بين المذهب الاسلامية عبر مؤسسة تعمل على ذلك مقرها السعودية.
وبعيدا عن التحليلات والمهاترات وما قيل وما سوف يقال لابد من التنبه الى ان المسلمين أصحاب دعوة تقوم على الوضوح والصراحة لأنهم يدعون الى الله على بصيرة وهدى بعيدين عن التعصب والتطرف والطائفية والارهاب ، ويقوم جدالهم ودعوتهم على الاقناع بالحكمة والموعظة الحسنة . امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى :( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ), فالاسلام دين الوحدة والدعوات المتكررة ان لم تحمل هذا المعنى و تسير بهذا الاتجاه وتهدف الى نبذ التعصب والبعد عن التشدد فلن تكون ذات جدوى مطلقا فالتعصب داء يسري في النفوس يحمل صاحبها على مخالفة الدليل لذلك فالامر بنظر الكثيرين خصوصا الذين يتعرضون لاعمال الاستهداف والقتل بفتاوى التكفير والشرك بالله التي طالما اتحفتنا بها قنوات السلفيين ومن يسير على نهجهم الوهابي ليست الا دعوات مبطنة هدفها دعائي واعلامي لاغير, والدليل اننا نرى الاف المؤسسات الدينية الشريرة على هذه الشاكلة في السعودية وعدد من دول الخليج والتي بات اكثرها ممولا لاعمال القتل والتصفية تحت هذا المدعى في العراق ومصر وتونس وليبيا واليوم سوريا ولبنان وحتى افغانسان وباكستان ونيجيريا ومالي وعشرات البلدان التي عانت شعوبها ولازالت وتعاني الامرين من جراء هذا الفكر الطارىء الهدام الذي جيء به لضرب الاسلام ورجالاته اينما كانوا والاجندات واضحة لاتحتاج لكثير من الجهد لبيان اهدافها, لكن على فرض ان هذا الدعوة حقيقية وهي تعني صحوة ضمير او احساس بالخطر من تمدد الفكر التكفيري الذي يعتمد الغش والمخاتلة وقلب الحقائق فأن جعلها امرا واقعا يحتاج الى اكثر من برنامج عمل قابل للتطبيق يبدا اولا من المؤسسة الدينية في المملكة وينتهي بكل علماء الامة على اختلاف خلفياتهم المذهبية كما انه يحتاج ايضا الى ايجاد مساحة معقولة للحوار تتبنى حرية العقيدة واليات التعبير عنها وهي تحتاج ايضا الى قبول مبدا التعدد حتى في ارض الحرمين التي اغلقت منذ قرن على افكار ابن تيميه ومحمد عبد الوهاب ومن سار على نهجهم الالغائي المتطرف. اذن الدعوة بحد ذاتها لاتمثل شيئا ان لم ترتكز على اسس ثابتة تدعمها وتحركها على الارض كما انها لا تعني التسليم بان تعميمها سينعكس ايجابا على المجتمعات الاسلامية ان لم تكن هناك نوايا حقيقية صادقة لاقناع معارضيها بالتخلي عن نهج التكفير مع بقاء نبرة التشكيك بمديات نجاحها وتعديها مرحلة الدعوة الاعلامية. وهنا نقول يافخامة الملك وعملا بالقول الماثور (افلح ان صدق ) لان ذلك يعني ان الامة ستثق بكم من جديد بعد ان تجرعت من اوباشكم مرارة تشويه علمائكم للدين الاسلامي المعروف عنه سيادة خطاب التسامح والاخوة والمحبة بين الشعوب المسلمة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20870
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29