• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني .
                          • الكاتب : حامد گعيد الجبوري .

دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني

   قبيل نهاية الدورة النيابية السابقة ، عرضت أحدى الفضائيات السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، وهو يزور أحدى  معتقلات الإرهابيين ، ولاحظت جيدا كيف أستخرج منديله وهو يمسح الدموع من عينيه حزنا لمظلوميتهم ، وليس أدنى شك لدي أن قسما منهم ربما دخلوا لذلك المعتقل لأسباب كيدية ، أو غيرها ، ولا أعرف لماذا تبادر لذهني أن تلك الزيارة لم تكن خالصة لوجه الله ، وربما كانت لأسباب انتخابية ، وسمعت تصريحات أخرى للنائب ظافر العاني من فضائية الجزيرة وهو يشكك بما يسميه هو المقابر الجماعية ، ويرى أنهم من الجيش الإيراني الذي دخل متلصصا أثناء ما سماه الغوغاء ، ومن ثم أبادهم الجيش العراقي ، متناسيا السيد العاني أن الجيش حينها منَح لنفسه إجازة مفتوحة ، ولنفترض جدلا أن هؤلاء ليسوا من الشباب المنتفض أبان آذار عام 1991 م ، وقتلوا من قبل جيشه العراقي ، فلماذا لا تطالب إيران بهم ، أو على الأقل عوائلهم ، أليست لهم عوائل ، والآن حينما سأروي هذه الحقيقة الواقعة المرة ، فهل سيذرف السيد طارق الهاشمي الدمع لها ؟ ، وهل يستطيع السيد ظافر العاني أن ينكرها ؟ ، أو يجد لها مخرجا كعادته حينما تعلّم هذه الدروس ، وهو يترأس  دائرة للمخابرات العراقية حقبة الطاغية المقبور ، وبالتحديد القسم السياسي ، ويدعي أنه غير بعثي ، ليسمعا السيدين ، أو ليقرأ لهم من سينقل لهم ما حدث فعلا في مدينة الحلة الفيحاء .
     المجرم رائد العلواني ، أبن أخ المجرم القاتل الذي هلك أخيرا بسوريا ، بعد أن هُرِّب من معتقله لقاء مبلغ زهيد ، رائد العلواني ألقي عليه القبض سنة 2004 م  بالجرم الموثق من قبل الشهيد البطل قيس المعموري ، حكمت عليه محكمة جنايات بابل بالإعدام ، أرسلت أوراقه لمحكمة التمييز ببغداد وأفرج عنه بقدرة قادر لعدم كفاية الأدلة ، عاد للحلة وهو منتصرا ، وبدأ مع عصابات إرهابية مجرمة ينفذون ما يؤمرون به ، كل شهر يفقد شاب من الحلة ، يستأجر أحد الناس سيارة ما لإيصاله لمنطقة سكنه ، يضع حاجياته الراكب بصندوق السيارة ، والراكب المستأجر للسيارة هو من العصابة المجرمة التي يقودها رائد العلواني ، كل ذلك بالاتفاق مع أفراد عصابته ، بمنطقة معلومة للعصابة ، يطلب الراكب النزول وفتح صندوق السيارة من قبل سائقها ، والمسكين السائق عند توقفه تتحرك العصابة نحوه وتبدأ عملية القتل بشتى الوسائل الحادة ، يوضع المجنى عليه بصندوق سيارته ويذهبون به لدار رائد العلواني ، ومن ثم يرمى على جثته مادة كيمياوية ويدفن بباحة الدار القروي ، ويعتقد البعض ان هذه المادة الكيمياوية تساعد على عدم إنبعاث رائحة من الجثة ، لأن القتلة لا يحفرون عميقا لأن ذلك يتعبهم ، ويروى ولا أجزم بصحته أن طفلا من أولاد رائد العلواني شاهد أبيه وهو يطمر جثة مغدور ، بعد منام هذا الطفل ذي الستة سنين ، ذبحه والده وطمره مع بقية الجثث ،  وقسم آخر توضع بأرجلهم وأيديهم  نوعا ثقيلا من الأصفاد ، ويرمى بشط الحلة قريبا من دار المجرم رائد العلواني ، تؤخذ السيارة لتباع بالأسواق المحلية ، طبعا خارج المحافظة ، وصلت قيادة شرطة بابل لخيوط ابتدائية لهذه الجرائم ، وبدئوا بجمع معلوماتهم ، كل الدلالات تشير لرائد العلواني ، وبقدرة قادر أيضا وصلت لرائد العلواني هذا التحرك من قيادة الشرطة فقرر  الهروب من العراق ، وبفطنة ومتابعة شرطة بابل ألقي القبض عليه وهو يحاول العبور للجانب السوري ، بداية اعترف بقتل 21 مغدورا ودفنهم بساحة داره ، واستطاعت شرطة بابل وبالتنسيق مع الشرطة النهرية من النجف الأشراف إنتشال 6 جثث من شط الحلة .
      السؤال الذي أطرحه لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، وأنا لا أشكك بوطنيته ، هل ستذرف الدمع لهؤلاء المغدورين ولعوائلهم الثكلى سيدي ؟ ، أم ستبكي لذلك القاتل الذي قتلهم سهوا ؟ ، أم هو المظلوم بين هؤلاء غير العراقيين ؟ ، وأتساءل مع السيد ظافر العاني عمن قتل هؤلاء المظلومين ؟ ، أم أن القتلة دخلوا من الجانب الإيراني لتنفيذ هذه الجريمة ؟ ، وربما سيقول ظافر العاني أن عوائل هؤلاء المغدورين المجرمين ! هم قتلو بيد عوائلهم ، لأنهم لا يشرفون تلك العوائل ، لله درك يا عراق ، ولله در العراقيون الصابرون ، وإنا للعراق وللساسة وللموت راجعون .      
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2096
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20