• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : هاشم العقابي حامل لواء الخمارين .
                          • الكاتب : علي حسين النجفي .

هاشم العقابي حامل لواء الخمارين

   بعد انحسار انتفاضة المدى(الثقافية) التي فجرها الشيوعي الكردي فخري كريم زنكنة بمساندة اياد الزاملي والغانية غادة العاملي وبعد ان تفرقت جموع السكارى والخمارين والزناة والعواهر المعتصمين في شارع المتنبي تحت مظلة اتحاد الادبــ...سزية ظل ابو العرگ هاشم العقابي يملأ الفراغ في الساحة مدافعا عن كاس الخمرة التي وصفها الله تعالى بانها رجس من عمل الشيطان وامر عباده باجتنابها لان اثمها اكثر من نفعها لكن العقابي من الصنف الذي إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فهو مصرعلى حمل لواء الخمارين معتبرا قضيتهم مهمته المقدسة التي نذر نفسه لاجلها لكي تبقى الحريات العامة مصونة ولاتتحول بغداد الى قندهار عراقية حسب مايدعون .

وانطلاقا من تبنيه لقضية الخمارين كتب العقابي مؤخرا مقالا في جريدة المدى حول حلقة من برنامج (الشريعة بين السائل والمجيب) عرضتها قناة العراقية   و اعاد نشر المقال موقع الزاملي بتاريخ 27\\12\\2010 تحت عنوان:
سلاما يا عراق : مثقفون أم فقهاء؟
 كتابات - د. هاشم العقاب
وقد  بدا مقاله مرتبك الافكار ضعيف الحجج غريب المنهج كثير المغالطات والاخطاء في المضمون والهيأة كاشفا عن منطق يتناقض بعضه مع البعض الاخر حيث ان  الكاتب يمنع الاخرين ما يبيحه لنفسه فهو ينكر على المثقفين ان يزجوا بانفسهم في حملة منع الخمور لانهم مثقفون وليسوا فقهاء لكنه لايتردد في الكتابة دفاعا عن كاس الخمرة حسب هواه معتبرا اباحتها وفتح الحانات والملاهي قضية المثقفين الراهنة ,فهل ان (المثقفين) لهم ان يتحدثوا فقط دفاعا عن الخمرة  مثلما يفعل هو ولا يحق لهم بيان العكس لانه من شان الفقهاء ؟! هذا ما اراد ان يعنيه العقابي تحديدا في عنوان مقاله ولو انه بعد ذلك حصر مهمة رجال الدين والفقه في الرد على (( اسئلة الناس الشرعية المتعلقة باحكام الصلاة والصوم والحج وشروط النكاح واغتسال الجنابة وهي من الامور  المهمة التي غالبا ما تشغل قطاعا واسعا من الناس.)) ولابد هنا من الاشارة الى ان العقابي لم يذكر قضية الخمر لانها في رايه ليست ضمن مهمات رجل الدين او ربما ليست من الامور المهمة التي تشغل الناس اما اغتسال الجنابة فهو مصطلح جديد ادخله العقابي في قاموس الفقه بدلا من (غسل الجنابة) !!.وحيث ان الكاتب يدافع عن الخمر تحت عنوان \"الحريات اولا\" فانه لايعرف ((سببا وجيها واحدا لزجها في برنامج فقهي )) متجاهلا ان الخمر يدخل في المواضيع الفقهية وان القران اورد ذكره في ثلاث ايات هي:
1. {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219
2. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
3. {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
ويتبين من هذه الايات ان الخمر فيه اثم كبير وانه رجس من عمل الشيطان على المؤمنين اجتنابه وانه من وسائل الشيطان في ايقاع العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة..فاية مساويء اكثر من هذه وقد بينها الله تعالى وامر عباده باجتناب الخمر والانتهاء عنه بنص صريح لايحتمل التاويل لدى اصحاب العقول السليمة والنفوس المؤمنة ..وهل ابقت هذه الايات فسحة لمن يدعي انه (عبد الله) ليدافع عن (بطل العرگ) باسم الحريات العامة ؟! 
ان العقابي يثير الاستغراب والاستفهام بمواقفه المتناقضة فهو من جهة يدافع باصرار عن كاس الخمر ويعتبر (بطل العرگ) رمزا من رموز الحرية والتحضر والثقافة ومن جهة اخرى يصف نفسه في احد مقالاته عبدا لله  و في مقالات اخرى يتغنى بحب الحسين (ع) ونهضته, فكيف يستقيم المنطق هذا والله تعالى نهى عباده عن الخمر وان الحسين(ع)امتنع عن بيعة يزيد لانه شارب للخمر ؟ ومما يدعو للاستغراب والدهشة قول العقابي ((عندما نعت الامام الحسين يزيدا بشارب الخمر، لأن الأخير كان يصلي بالناس وكان يلقب نفسه امير المؤمنين. ونحن والحمد لله لم ندع الامارة على المسلمين ولا نفكر ان نأمهم بالصلاة. ولو وجدت بيننا من ادعا ذلك او فعله فنحن معك عليه يا اخ نوفل)) !! فهذا يعني ان الخمر محرم فقط على من يصلي بالناس اماما او يكون اميرا للمؤمنين اما المثقفون والادباء ودعاة الحرية امثال الدكتور هاشم العقابي فلا جناح عليهم ولاهم يحزنون ماداموا لايصلون بالناس ولايدعون الامارة عليهم وليس بينهم من ((ادعا))* ذلك!! 
وفي فقرة اخرى من المقال كتب العقابي((انا لست شيوعيا، وهذا شرف لا ادعيه، لكن مرة أخرى ان ادعوه ان بسأل من هم اكبر منه سنا على الاقل ليخبروه ان للشيوعيين موكب عزاء حسيني كانوا يقيمونه كل عام بكربلاء، لا مجاملة لأحد، بل لان الحسين ثائر من اجل الحرية وهم من ابنائه لانه ابو الأحرار))..فاذا كانت الشيوعية شرفا في نظر العقابي فما الذي يمنعه عن نيل هذا الشرف ولماذا لايكون شيوعيا ؟! ربما لدى العقابي العذر في ذلك بسبب ماضيه البعثي الذي حال بينه وبين نيل هذا الشرف الرفيع!! اما حكاية موكب العزاء الحسيني (الشيوعي)فهي لاتختلف عن حكايات زيارات (الرئيس المجاهد) لمراقد (اجداده العظام) ورعايته (الكريمة) للعتبات المقدسة ...انها مسرحيات يفهم العراقيون مغزاها جيدا لانهم (مفتحين باللبن) !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كتب العقابي هذه الكلمة خطا بالالف الممدودة والصواب ان تكون بالمقصورة (ادعى) .
 
 
علي حسين النجفي
النجف الاشرف ..في 27\\12\\2010 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2118
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19