لم يكن الاعلام العربي ومن يتعاطف معه من اعلام عراقي بمنأى عما يجري في العراق من تطورات واحداث تتسارع كل يوم بفعل ما يجري في المنطقة العربية من تغييرات وتحولات طالت انظمة واسقطتها وهناك انظمة تنتظر مصيرها وجميع ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بما تنقله وسائل الاعلام ولابد لنا من ان نعرف ان هذه الوسيلة الاعلامية او تلك لها من يمولها ومن يدعمها سياسيا واقتصاديا ويزج فيها الكثير من الاجندات التي تعمل وفقا لما يريد.
لم يتوانى الاعلام العربي وتحديدا في زج انفه بما يدور في الواقع العراقي من مشاكل ويحاول المسك بها من اجل التدخل في الشأن الداخلي وهو ما تريده دول ومافيات الاعلام التي تسيطر على اداراتها دول معروفة تعتمد في الأساس على ما ترصده لهم الصحف المكتوبة من خلال الكثير من الكتّاب العرب الذين نذروا أنفسهم لتأجيج الطائفية والضرب على وترها من المقالات الواضحة التي نقرأها على صفحات تلك الجرائد والمجلات فتقوم القناة الفضائية بتناول هذه المقالة او تلك لتصدرها معلومة دسمة على شاشتها الفضائية كي يطلع من لم يقرأ الصحيفة وهو في النهاية تثوير الشارع العربي وتأجيج روح الطائفية فيه على حكومة العراق ومن يحكمها من الاغلبية المطلقة للشعب العراقي او لنقل الاغلبية البرلمانية وهو الحق الطبيعي الذي لم ولن يستوعبه هؤلاء المتخلفين من العرب فراحوا يطرحون تلك المواضيع الحساسة والمهمة في الواقع العراقي وهي قضايا قانونية بحتة كقضية اعدام المجرمين الارهابيين الذي حُكموا بموجب القوانين الجنائية لارتكابهم جرائم ابادة انسانية بحق الشعب العراقي.
اكثر الكتاب تهجما على العراق هم من السعودية والسبب واضح جدا ان اغلب المجرمين من هذه الدولة دخلوا العراق للقتل والتشريد وترسيخ الجريمة العدوانية والتأجيج الطائفي فهم يتباكون اليوم على تلك الرؤوس التي تتقدم الى مقاصل الاعدام بعد اخضاعهم الى محاكمات مطولة ولم يتذكر اولئك (المثقفين) جدا انهم هم من دعمهم بالكلمة والنصح للجهاد في العراق واوهموا الكثير منهم انهم ذاهبون الى الجنة ليتناولوا وجبة الغذاء مع رسول الله ،،!!! أليست هي تلك العقلية السخيفة التي مارستم فيها توجيهاتكم في صحفكم السوداء وبعد ان تورطوا ابناء مجتمعكم في تلك الجرائم رأينا ذويهم يتباكون عليهم ويشتمون من ورطهم فلماذا تقلبون الحقائق وتعتبرون كل اولئك القتلة الذين يمتلكون نزعة سادية في الجريمة بأنهم كانوا من المقيمين العرب في العراق وانهم يتعرضون ظلما وعدوانا للاتهام الباطل وفق المادة اربعة ارهاب ويضيفون معهم استهداف ابناء السنة في العراق ، فأي تزييف هذا الذي تمارسوه لنقل الحقيقة الضبابية للعالم فاذا كان من يمارس الارهاب في العراق يحتمي بهذا الطرف او ذاك ويقتل العراقيين فكيف إذن تظنون ان تتعامل معه الحكومة العراقية المسؤولة عن هذا الشعب وعن امنه وحماية ممتلكاته وحياته .
نقول لاولئك الصفراويون من الاعلام المزيف ان الحكومة عندما توجهت بعملياتها العسكرية منطلقة من الجنوب العراقي وطاردت المليشيات المسلحة والعصابات الاجرامية وبقيادة المالكي نفسه لم يكن حينها يحسب ان هذا المواطن من مذهب معين دون اخر ثم توجه بعدها بعملياته العسكرية باتجاه المناطق الوسطى من العراق لملاحقة كل بؤر الارهاب ، والعراقي الشريف أيا كانت قوميته او دينه او طائفته فهو عزيز وثمين عند الدولة العراقية وله حقوق وكرامة لا يمكن التجاوز عليها فلن تنفع تلك نيراكم التي تريدون اشعالها لتغطوا على تدخلكم السافر الذي دمرتم به العراق وورطتم ابناء مجتمعاتكم وغيبتموهم عن الحياة وانتم مساؤلون عن ذلك يوم القيامة أمام الله تعالى وامام ذويهم وعندها لن تنفعكم تلك الاموال والاساطيل النفطية التي تتاجرون بها على حساب ارواح البشر من العراق وغيره من البلدان العربية ومهما مارستم من اعلام مزيف فالحقيقة لن يغطيها الغربال عن أشعة الشمس التي ستطلع عليها عما قريب. |