الكثير من الغموض الذي يلف قضية استقالة وزير الاتصالات محمد علاوي فما ان وافق رئيس الوزراء على استقالته حتى غادر اراضي الوطن حيث اراد ان يجعل من العراق دولة عصرية تدخل عالم الانترنيت من اوسع ابوابه كما يقول هو، ولكن مرت السنين وتقادمت المشاريع ولم نلحظ حتى التلفون الارضي يتنفس الصعداء فهو خامد دون حراك وان تحرك فأنت في عالم آخر فقد تكون تتلكم مع شخص في إحدى أزقة بغداد القديمة ثم تجد نفسك تتحدث الى أناس من قارة اخرى وقد تكون واقعة في أقصى المحيط الاطلنطي فينتابك الذهول فأي نقلة الى عالم التكنولوجيا سيدي الوزير اذا كان وضعنا مع المبتكر اكراهام بل في بدايات الطريق ونحن نشاهد بأم العين التقارير التي تتحدث عن وجود الانترنيت في طائرات نقل الركاب وفي ارتفاعات شاهقة وتحت الماء في اغواره العميقة.

لماذا التركيز على شركة نوروزتل دون غيرها أنا أقول لك أيها السيد الوزير لانك لا تقدر ان تقول ذلك وربما تكون انت مقتنعا بأن من دفعك الى هذا الاجراء كان خاطئا لان الدولة التي ارادت ان تسيطر على أسهم شركات الهاتف النقال وتكون نسبتها في تلك الشركات تفوق الخمسين بالمائة هي ذات الدولة التي دفعت بقائمتك العراقية وزعيمها السيد علاوي الى القبول بهذا العقد لان تلك الجهة سوف لن تكون بالواجهة كما كانت في مفاوضاتها مع آسيا سيل للهاتف النقال وإنما ستعمل من خلف الكواليس متسترة بالمال الذي تقدمه لتلك الشركة من اجل الوصول الى الغاية الاهم عندها من كل الاموال هو مسك العصب الامني والمعلوماتي للعراق وكادت ان تنجح لولا الاصرار الذي مارسه مجلس الوزراء لالغاء العقد وحشر كل المخططات التي خطط لها العديد من دعاة الوطنية وردهم الى نحورهم ،، وأود القول هنا القضية ليست في الفساد المالي قدر ما هي تهم أمن البلد وحماية معلوماته فمن كان يصر على اعطاء العقد الى تلك الشركة ليس متهما بالفساد المالي بقدر ما هو متهم بالفساد السياسي وبيع معلومات العراق الى الطرف الذي يكن العداء لهذا البلد .

انها دولة قطر هي من تسعى لتلك المخططات والنيل من العراق عبر خيوط التكنولوجيا الحديثة لاسقاطه امنيا واقتصاديا ، ولا أعتقد ان قطر بحجمها الصغير وعقولها القاصرة هي من فكرت ودفعت بهذا الاتجاه وانما هناك دول تقف خلف ذلك وتريد النيل من العراق وشعبه ،، إذن المعركة واضحة جدا من قبل دولة صغيرة تريد اشغال العراق بتلك الملفات وابعاده عن دوره في الملف السوري ،، وإلا فان التساؤل يطرح نفسه لماذا السيد محمد علاوي لم يعلن استقالته قبل هذا الوقت او تحديدا قبل الغاء عقد شركة نوروز تل ؟؟ واذا كان مهنيا الى تلك الدرجة فلماذا لم يخرج الى التلفزيون ويتكلم بصراحة والحرية مكفولة للجميع وهناك من يدافع عنك عندما تبحث في وطنيتك أمام الناس