• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا تنخدع بكل عمامة .
                          • الكاتب : احمد مصطفى يعقوب .

لا تنخدع بكل عمامة

 مع شديد الأسف أننا على الرغم من التطور العلمي والتقني والإنتفاح في وسائل الإعلام إلا أن كثير منا ما زال يعيش في جاهلية على الرغم من أنه يلبس لباسا عصريا , ومن أنواع التخلف العجيبة والغريبة في مجتمعاتنا تقديس أي عمامة وتقبيل أي رأس تحت هذه العمامة وهذا ما فتح المجال لبعض اللصوص وقطاع الطرق الذين استغلوا هذا الجهل والتعصب الأحمق لدى البعض للعمامة فصارت عنده العمامة هي المعيار لا العلم والخلق والتقوى , ومن الظريف أن مجموعة من الأفغان قدموا الى الكويت قبل عدة سنوات بفيزا من إحدى الشركات التي أخذت حصتها من العمل التسول الذي قاموا به وكانوا مجموعة يلبسون لباس السادة من عباءة وجبة وعمامة سوداء ويذهبون الى مساجد الشيعة في الرميثية والزهراء وسلوى والخ وكان بعض البسطاء يقبلون أيدي هؤلاء ويتمسحون بهم بل ربما يطلبون منهم الدعاء المقبول إن شاء الله ! وبعد انتهاء الصلاة يقومون بنزع هذا اللباس ويلبسون الدشاديش القصيرة ويذهبون إلى مساجد أهل العامة فيتسولون ويدعون أن الشيعة قتلوهم وشردوهم !!! ولاندري الى يومنا هذا ما مذهب هؤلاء ؟ لكن على الأرجح أنه مذهب دينهم دينارهم , وقصة أخرى أن أحد المعممين الذين كانوا يقرؤون في الكويت وتنهال عليه الأموال وتغدق عليه الهدايا وهذه تطلب منه خيرة ويطلب منه فلان تفسير حلم وفلانة تطلب منه أن يتشرف بقبولها زوجة له بزواج منقطع لتسمع صوته الحزين في النعي متى ما أرادت ذلك , ولم يكن هذا المعمم سوى (مطرب - فنان – راعي عود – راعي قعدات طرب وخمر وحشيش ) في الأهواز فإستغل صوته الجميل لينعي لبعض المجالس التي تنخدع بأي عمامة مزيفة والقصص كثيرة جدا وفيها ما فيها من فضائح ومصائب تجعل الناسك كافرا من هولها , وهذا الأمر سببه ابتعاد الناس عن أهل البيت عليهم السلام ورواياتهم فالروايات الشريفة تفضح الذين يستأكلون بآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم , ففي الكافي الشريف باب بعنوان المستأكل بعلمه والمباهي به جاء فيه : عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة , وأيضا : عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على دينكم، فإن كل محب لشئ يحوط ما أحب ، وقال (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى داود (عليه السلام): لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن اولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم , وأيضا : عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله: وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم . وفي البحار باب كامل في التحذير من علماء السوء كما أن التاريخ يعلمنا أن كثير من العلماء انحرفوا فالعلم ليس معيارا قال تعالى : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا 

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ , الاعراف 175 , وفي تاريخ الأئمة عليهم السلام قصص كثيرة عن بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام الذين انحرفوا بعد أن كانوا من الاتقياء فصاروا واقفة أو غلاة والخ , فإذا كان بلعم بن باعورا قد انحرف والغلاة والواقفة كفروا وتزندقوا فكيف لا نتوقع انحراف من هم أقل من هؤلاء علما خصوصا مع مغريات الحياة ولذة السياسة وبريق المال والشهرة ؟ فلا تنخدع بكل عمامة بل افحص وتأكد حتى لا تنخدع كما خدعت وخدع كثير من الناس بعمائم مزيفة استغلت حب الناس لأهل العلم , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء

بقلم

أحمد مصطفى يعقوب

الكويت في 12 سبتمبر 2012

مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com/

 

تويتر @bomariam111

 

البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21799
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3