• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عاشوراء وجامعة الملك سعود .
                          • الكاتب : سلمان عبد الاعلى .

عاشوراء وجامعة الملك سعود

          في ذكرى عاشوراء لهذا العام، جاءني اتصال هاتفي من أحد طلاب جامعة الملك سعود بالرياض، يخبرني فيه أن هناك مسابقة ثقافية تجرى –حينها- في الجامعة وقد رصدت لها جوائز قيمة، وكانت بعنوان: "بدع عاشوراء".
          إن هذا التصعيد ليس جديداً من قبل المتعصبين ضد عاشوراء، فهم لا يدعون فرصة تمر من أمامهم إلا ويعلنوها حرباً مفتوحة ضد الشيعة والتشيع، ولكن ما يثير الاستغراب والتعجب ليس في تصرف هؤلاء الحمقى، بل في تصرف إدارة الجامعة إزاءهم، إذ كيف تقبل بإجراء هذه المسابقة في أحضان الجامعة، وهي معلنةً بصراحة بأنها ضد فئة من المسلمين، بل فئة من المواطنين، بل ضد فئة من طلاب الجامعة نفسها.
          فلا غرابة من ناحية زمان وتوقيت إجراء مثل هذه المسابقة، ولا من عقلية الأشخاص المتحمسين لها، فنحن معتادون على هؤلاء، بل الغرابة تكمن في مكان وجودها، "أي الجامعة"، فلقد تساءلت في نفسي، كيف تسمح إدارة الجامعة أن تقام مثل هذه المسابقة داخل أسوارها؟ فالجامعة صرح علمي من المفترض أن لا تنشغل عن مهمتها الأصلية بالدخول في الصراعات والفتن المذهبية.
          أنا متيقن بأن الكثير من قيادات الجامعة (إدارييها وأعضاء هيئة التدريس فيها)، هم ضد هذا الأمر، لأنهم ضد فكر القائمين على المسابقة، بل ضد أي فكر يسهم في تغذية الصراعات الطائفية من أي نوع كانت، ولكنهم للأسف عاجزون ولا يجرءون على الوقوف في وجهها، لأنهم يخشون المواجهة والصدام مع هذه العقول المقفلة، لما قد يترتب على ذلك من تبعات لا يطيقون تحملها أو لا يرون ضرورة لها.  
          ولكنني أرى أن هذا المبرر غير كافي، لأن هذه الأصوات النشاز لا بد من مكافحتها وإدانتها، لما قد يترتب على رواج أفكارها من آثار خطيرة ومدمرة، فهم لا يهدفون لهداية الناس على طريقتهم فحسب، فبالإمكان إتباع غير هذه الأساليب في ذلك، ولكنهم يهدفون لتوظيف أتباعهم وتعبئتهم وزجهم في صراعات مذهبية كانوا قد أشعلوها مسبقاً. فإذا لم تكن للجامعة الشجاعة في رعاية الأنشطة التي تسهم في فك الاحتقانات الطائفية، فإن عليها على الأقل أن تنأى بنفسها ولا تساهم بما يزيدها.   
          في الحقيقة إنني أتساءل: ما هي الرسالة التي أراد أن يوصلها هؤلاء من هذه المسابقة؟ فما هي أهدافهم وغاية آمالهم منها؟! آمنا بأنهم يرون بأن ما يقوم به الشيعة هو بدع، وعرف الطلاب ذلك، فماذا بعد؟! فلأي شيء يريدون توظيفهم؟!
          والأمر الآخر، إذا كان ما يقوم به الشيعة في ذكرى عاشوراء بدعة، لأنها لم ترد عن النبي (ص) كما يعتقدون؟ فهل ما يقومون به من مسابقات وأنشطة تتزامن سنوياً مع هذه الذكرى جاء بها نص شرعي، فكيف يقومون بها يا ترى وهم وينوون القربة والتعبد لله سبحانه وتعالى بذلك؟ لأنهم بهذا يقومون ببدع أخرى على حسب منهجهم وطريقة تفكيرهم؟ فهل يصح يا ترى أن تقاوم البدعة ببدعة أخرى؟! 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2188
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19