• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل سيكون الرئيس طلباني صمام أمان المرحلة ؟. .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

هل سيكون الرئيس طلباني صمام أمان المرحلة ؟.

 لا يمكن نكران الدور الكبير الذي لعبه فخامة الرئيس طلباني في استقرار العملية السياسية ، ولا يمكن نكران حياديته في التعامل مع الأحداث التي مرت بها تلك العملية، وهو ما جعله  يستحق لقب (صمام الأمان) بجدارة .

 

ومع كل تمنياتنا بالشفاء العاجل لفخامته والدعاء له بالعودة لوطنه وأبناء شعبه سالماً ليكمل مشواره الوطني في تعضيد العملية السياسية بالروح الديمقراطية التي بنيت عليها .

 

خاصة وإن عودته هذه المرة ستضعه أمام مسؤوليات جسام يكون للسيد الطالباني فيها البصمة الذهبية ، فهناك العديد من القضايا التي تنتظره حيث سيكون لكلمته القول الفصل فيها .

 

كما إن المؤتمر الوطني المزمع اقامته قد انتهت كافة الاستعدادات له بانتظار إشارة الرئيس للبدء فيه ، وترتيب العملية السياسية بصيغة تتلائم مع طموحات الشعب أولا وتنهي حالة الخوف والتشكيك وانعدام الثقة بين الفرقاء ثانياً ،خاصة وان هذه العملية تعيش اسعد أيامها على ما يبدو.

 

ولربما سيكون هنالك عامل مساعد لمهمة الرئيس طالباني تتمثل بورقة الإصلاح التي تقدم بها التحالف الوطني والتي قد يستعين بها الرئيس كخارطة طريق لفك التشابك الحاصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وغلق العديد من الملفات العالقة .

أو لربما يقدم الرئيس ورقة عمل أعدها خلال مكوثه في مشفاه بألمانيا بعد أن التقى بالعديد من الأطراف المعنية بالعملية السياسية، وتدارس معهم الأوضاع السياسية في البلد على ضوء الأحداث التي تجري في محيطه العربي وبالأخص القضية السورية .

وقد يحاول الرئيس التعشيق مابين ورقته وورقة الإصلاحات ليخرج بورقة عمل موحدة تتناول كافة المواضيع الشائكة مع وضع الحلول لها بانتظار موافقة الشركاء عليها في مؤتمر يعقد لهذا الغرض .

 

وقد يضطر الرئيس لأخذ فسحة اكبر من الزمن لمعالجة بعض القضايا الحساسة ليتم التوافق عليها ومعالجتها بصورة أكثر نضوجاً وايجابية ، إلا انه في كل الأحوال سوف يسعى إلى بذل كل ما يستطيع من اجل إنهاء كافة الملفات ، رغم إدراكه بان هدا الأمر قد يكون صعبا للغاية .

 

أذن أصبح الواقع هنا يفرض على الرئيس أن يبذل جهوداً استثنائية للنجاح بالمهمة الشاقة التي سيقوم بها خاصة بعد أن وضعت جميع الكتل ثقتها به والاحتكام لرأيه انطلاقا من القناعة التامة بوطنيته وحياديته في التعامل مع الجميع .

 

ولأجل أن تكون مهمة الرئيس ناجحة  كان لابد أن يرافقها بعض المنشطات التي تعزز فرص هذا النجاح، وأولها :أن يتخلى الجميع عن كافة الشروط المسبقة ، وثانيها : أن يضع الجميع مصلحة الوطن والشعب قبل أي مصلحة ، وثالثها: أن يتسم الجميع بروح التسامي والترفع عن الصغائر وعدم تقليب صفحات الماضي والنظر للحاضر والمستقبل بنظرة قائمة على اعتماد مبدأ البناء والأعمار .

 

وهنا أيضا يجب على الشركاء البدء بمرحلة جديدة فيما بينهم تقوم على أساس الثقة المتبادلة ، وعدم كيل الاتهام والتشهير والتقسيط من خلال وسائل الإعلام ، أو المطالبة بأكثر من الاستحقاق المشروع ، ولعل هذا ما يدركه الرئيس جلال الطالباني .

 

 وهناك أمر أخر يجب أن يتحسسه الجميع لكونه يعنيهم دون استثناء هو الظروف الاستثنائية التي تحيط بوطننا العزيز خاصة ما يجري في سوريا، وما يخطط له أعداء الوطن من عرب وأتراك وصهاينة  لتفتيت وحدة أبنائه .

 وهذا الأمر الخطير يعني إن الجميع أصبح في مركب واحد ، ويتوهم من يظن انه سينجى لو حدث مكروه لهذا البلد لان أعدائنا لا دين لهم ولا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم .

وهكذا حال يفرض على الجميع أن يتركوا النغمات المبتذلة والمستهلكة مثل الطائفية - التهميش - المظلومية – الانفرادية – الدكتاتورية وغيرها من النغمات النشاز التي أصدعت رؤوسنا .

 

نحن نعلم وغيرنا يعلم إن الجميع شركاء في هذا البلد ولكن ما نحتاجه هو الولاء للوطن لا غير، والذي للأسف لا نجده عند البعض من الذين أعمت المطامع والمناصب والامتيازات بصائرهم وبصيرتهم مع تمنياتنا لهم بالعودة إلى رشدهم بأسرع وقت .

 

وهنا سيكون على مام جلال أن يتعامل بأعلى درجات الوطنية لرأب حالة التصدع في جدار الولاء للوطن  ، والتعامل بقوة مع أي حالة تثبت عدم  احتوائها لمبدأ الولاء الوطني ليكون فعلا صمام الأمان ليس للمرحلة الحالية فحسب بل للحاضر والمستقبل .

 

إن ثقتنا بفخامة الرئيس بان يؤدي دوره المعول عليه بأحسن وجه لكبيرة، وهذه الثقة لم تبنى على الأمنيات بل بنيت على مواقف سابقة للرئيس كان فيها الرقم المهم والصعب في معادلة كفتي الميزان .

 

نعم نحن نعلم إن مهمة الرئيس القادمة صعبة وشاقة وحساسة ، كما نعلم إن صحته تتطلب منه أن لا يبذل جهدا كبيرا تحاشياً لانتكاسها (لا سامح الله ) ، إلا إننا ننظر إليه على أساس كونه رجل الاعتدال والقرارات الحاسمة في المواقف الصعبة .

وبهذا نجد إن الرئيس الطالباني سيكون صمام الأمان الدائم للعراق  ،وأحد الرجال الذين يسعون لتقويم العملية السياسية بعيدا عن الطائفية والولاءات المتعددة ، ويسعى لنجاح التجربة الديمقراطية في العراق بكل إخلاص .

   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21927
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18