• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مواطن من فئة نادرة .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

مواطن من فئة نادرة

ارضية الانتماء  وتحديد الهويه  في الوطن  تجعل الكل منسجم  وينصف الجميع  والشك بوطنية البعض بالاخر  ناتج من طبيعة الانتماء  بعد  الانهيار في الخلافه وخضوع العراق للمعاهدات الدوليه  التي جعلت المواطن بشكل (أ ) من الدرجه الاولى  او (ب) من الدرجه الثانيه  فالجنسيه كانت تمنح للتابعيه العثمانيه للساكن في ارض العراق 6\8\1924  و(ب) لمن اعتاد السكن في العراق هو ووالده منذ 23\8\1921 وعلى هذا الاساس تم اسقاط الجنسيه من مئات الالاف  وسببت مشاحنات وصراعات ثوارثت الى هذا اليوم  وولدت فهم مختلف بين الجميع فمنهم من يرى الشيعه صفويين  واخر يرى السنه امويين او وهابين  ومن يرى الكرد  انفصاليون  وغير عراقيين  لكن الكل شارك في المعاناة وقتل وشرد وهجر  وتعرض للاباده الجماعيه . وهذه المعايير جعلت الستراتيجيات تشوبها الضبابيه  وتزداد من سرعة الاندفاع الخاطيء  وان نجاح بناء الدوله متوقف على طبيعة التفكير  وتحليل البيئه الداخليه والخارجيه  وان صناع القرار والمستشارون والاكاديميون والخبراء  انزلقوا الى نفس المنزلق  وصار التحرك  على اساس عقلية الساسه  والاندفاع خلف مسارات خاطئه  غير محسوبة العراقب   سبب انحراف العمليه السياسيه  والتخبط  والشلل وعدم الوضوح  واصبحت منطلقاتهم  حسب المكون الاجتماعي  الذي ينتمون  له  فالشيعه لا زالوا   يشعرون  عقدة المظلوميه  والتهميش والاقصاء  والحرمان وانكار  سافر  لحقهم  في الحكم  والمجتمع وحتى حمل الجنسيه العراقيه احياناً  في ظل غياب الدوله المدنيه  التي تحتوي الجميع  وصولاً الى 9|4\2003   لكن بعض الساسه لا يزال يعيش هذه  العقده  فتصرف كمعارض  وليس رجل دوله  حسب المفاهيم الديمقراطيه   الناجمه عن المنافسه السياسيه  وفق الانتخابات الحره  وبناء مفهوم الاغلبيه  وهم اغلبيه بلا غبار  لكن عرض الديمقراطيه بهذا الشكل  يؤدي الى النفور  والرفض للديمقراطيه من المكونات الاخرى  ويشعرهم بالتهميش  او نشوء دكتاتوريه استبداديه للاغلبيه الشيعيه  فالحذر من طرح  طرح شعار  الاغلبيه  في وقت حكومه اقيمت على اساس توافقات  فشلت النخب في فهم قواعدها  فالاغلبيه تعني الاغلبيه السياسيه  ولا تعني الاغلبيه الطائفيه او القوميه  وهذا ما يطمئن الاخر ,واما الساسة السنه  فعليهم ادراك الواقع  في التغير وتغير المعادله السياسيه التي كانت تميل  لهم بشكل واضح   ومجحف  على حساب الشيعه والكرد  والتي ادت الى دمار البنية السياسية والاجتماعية  والاقتصادية  فالأعتقاد بعودة الامور  الى سابقتها  مخالف للمنطق   وترك الاعتقاد  بعودة  عقارب  الساعة  الى الوراء   يضعف الفاعليه  لدى القاده   السنة ويوسع الفجوه  بينهم وبين شركائهم  بأنكار الواقع السياسي الجديد  وترويج العقلية التاَمريه   وتأزم العلاقه مع بقية المكونات  وضرب التعايش السلمي  من خلال الارتماء بأحضان  السياسه العربيه التي لا تملك الاستقلاليه في القرار  وغالباً ما تكون عرضه للمؤامرات العالميه  على حساب الاشقاء  في ظل غياب جامعه عربيه تتعامل   مع التحولات الاقليمية بأستقاطبها للاطراف العراقيه  وابعاد العراق عن دوره الريادي منذ عام 1991 وغزو الكويت  والتحولات العربيه ربما تحمل سياسات غامضه  تتطلب من السياسي السني ان يتمتع بالحكمة  وتبني المواقف الصحيحه  واما الطرف الثالث فهم الكرد  ولهم منطلقات استراتيجيه  ولكن لا بد لهم ان يعملون كشؤكاء حقيقين  وترك ادبيات اقامة دولة كردستان الكبرى  وترك الحلم  بالدوله القوميه  بعد انتهاء عصر الدول القوميه  ودخل عصر احترام  واقع الدوله  والعمل ضمن  هذا الاطار  وليس بذلك الحلم الذي يولد  نقمه وعداوه  من الدول الاقليميه  وزعزعة امن واستقرار العراق  وان الايمان بهذا المشروع يقطع الصله بينهم وبين مكونات الشعب الاخرى  ويشعر الكرد كأن انتمائهم موقت  فالدول الاقليميه  مثلما ترفض هذا تقدم الاغراءات  ولكن بشكل موقت  وسوف يخضع لنقمة ايران وتركيا وسوريا  لكي لا يكون اكراد العراق نموذجاً لأكرادهم  فالتفكير بهذا النمط  يقلل نمط الولاء  اضافه الى انه يدفع المتطرفين  بأتباع اسلوب عنيف في سلوكهم السياسي  وعليهم ان يدركوا ان وعود الدول الاقليميه تقف عند نقاط معينه  ولا يمكن ان تضحي  بمصالحها لحساب  مصلحة الكرد   ورغم تعرضهم للمظلوميه التي تركت اثرها وسببت صدمات  لا بد لهم من التحر من هذه العقده  والاندفاع في بناء مجتمع عراقي متعافي متكافيء  والجميع عليهم التكاتف والتكافل   والمواطن العراقي كان وفياً لوطنه  والاطراف السياسيه لا تزال ساعيه خلف التقسيمات الاجنبيه   وسياسة الاستبداد والطائفيه  المقيته والقوميه  التي ضيعت من المواطن حقه  فالوطن هو الماء  والهواء الذي لا نستطيع ان نعيش بدونه  والفيضان والغرق  يعني الموت للجميع  فليدرك الجميع انهم في مركب واحد  وعليهم الرضوخ للواقع الجديد بتعامل ايجابي  يخدم الجميع لا لفئه على حساب فئه ....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10