• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سفر .
                          • الكاتب : حسين الهاشمي .

سفر

 بسم الله الرحمن الرحيم

\"بقلب هادئ، و نفس مطمئنة و روح فرحة
و ضمير يؤمل فضل الله استأذن الأخوات و الإخوة و أسافر نحو المقر الأبدي...\"
  هكذا بدأ الإمام -قده- رحلته إلى الآخرة. هذه الرحلة التي يعرف الإمام أكثر من أي فرد آخر مدى صعوبتها و شدة أهوالها فمن سكرات الموت إلى الصراط رحلة طويلة ذات منازل مهولة و مخيفة يصعب وصفها لأنها تفوق مخيلتنا و تصورنا فهي من نوع آخر لا يفقهه إلى العارفون. و مع كل هذا يقدم الإمام -قده- عليها بكل اطمئنان و راحة بال لأنه عرف الله حق معرفته فخافه حق مخافته و عبده حق عبادته فاتخذ الإسلام منهجاً و سيرة المعصومين عليهم السلام سبيلاً و لم تأخذه في الله لومة لائم. فجاهد الكفّار و المنافقين بكل ما منحه الله من قوة و انتصر عليهم في كافة المواقع. و كان في نفس الوقت يجاهد نفسه و يراقبها. و تمكن من الانتصار عليها أيضاً و لولا هذه لما تمكن من تلك. فادعى حب الله و أثبت دعواه بالعمل، و كان عنده برنامج ربّى فيه روحه لتثبّته في سفر حياته الشاقة التي أعقبها رحلة هادئة إلى الآخرة و قد سلك في هذا البرنامج طريق أجداده سلام الله عليهم، الذين حثّوا على هذا السلوك بعدما أناروا لنا الطريق و بيّنوا معالمه و ما علينا إلا التوكل على الله و الإخلاص في النية و العمال حتى نحذو حذوهم و عبادتنا قدر الإمكان فننتصر على أنفسنا و نثبت دعوى حبنا لله بالعمال.
  و في ما يأتي نقدم برنامجاً عملياً لإعدادنا روحياً يشتمل على أدنى مرتبة من العبادات التي يجب أن نلتزم بها دون أن نغفل عن العبادات الخاصة بأيام و ليالي عظيمة و ذات فصل مثل الأشهر المباركة رجب و شعبان و رمضان و كذلك يوم عرفة و يوم الغدير و عاشوراء و غيرها ...
  و لا بد من التنويه إلى أن هذا البرنامج قد تمّ ترتيبه بشكله الآتي من باب تنظيم عبادات الأخوة، و ليس من باب اختصاص هذه الأعمال بالأوقات المحددة فيه. و هذا يعني أنه يمكن تغيير زمن بعض أعمال البرنامج خصوصاً لمن يجد في نفسه إقبالاً على العبادة في غير الأوقات المحددة فيه، مع عدم ترك قضاء الأعمال التي تفوت الأخوة نتيجة أسباب طارئة. و من وفقه الله للزيادة على أعمال هذا البرنامج فليفعل ..
   إن صقل أرواحنا هو السبيل الوحيد للانتصار على أنفسنا و على أعدائنا الذين يحيطون بنا من كل جانب يتحينون الانقضاض علينا. فاتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2220
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28