• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انتعاش القاعدة في ظل الفخ الأمريكي .
                          • الكاتب : احمد جبار غرب .

انتعاش القاعدة في ظل الفخ الأمريكي

 الإحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة العربية في إعقاب نشر فلم عنوانه (براءة المسلمين) الذي أخرجه شخص ينتمي 

للديانة اليهودية وفيه إساءة مباشرة للذات المحمدية وللإسلام  والمسلمين عموما كونه يحث باتجاه التشهير بالدين الاسبلامي  واعتباره (دين قتل)وبالتأكيد ان هكذا طرح فيه تطاول على الدين يلقى امتعاضا من كل الاتجاهات وشعوبنا العربية تحديدا أولى بهذا الشأن لأنها تجل المقدس وتوقره  وهو يقع ضمن المساحات الحمراء التي لا يمكن التجاوز عليها لأنها تدخل في صلب المنظومة العقائدية التي يتبناها المسلمين  ومن هنا جاء الرد قاسيا وموجعا من قبل هذه الشعوب ومعلوم أيضا ان الأنظمة والمجتمعات الغربية  والتي تتبنى  النظام الديمقراطي  داخل مجتمعاتها منذ مئات السنين وهذا ما يتيح لها حرية التعبير بأقصى مستوياتها ودون وجود اي موانع وبما تسمح به القوانين والأنظمة السائدة هناك لكن بالضرورة  يجب ان لأتكون هذه الحرية  بوابة للإساءات والتجاوز على حريات الآخرين  من خلال ضرب المعتقدات وتشويهها ومن شأن ذلك ان يؤدي إلى حالة شعور بالرفض العام وما يحصل ألان في واقعنا العربي من  ظهور حركات احتجاجية  صاخبة عمت كافة البلدان الإسلامية  ورغم ان الجهات التي صنعت الفلم  المذكور وأنتجته هي غير معروفة على المستوى الفني وتفتقر إلى الصنعة الفنية  والدراية  في هذا المجال فأوحت لكل المتابعين والمهتمين بهذا الموضوع بأ ن عرض هذا الفلم يعني محاولة مقصودة ورسمت بشكل دقيق لأجل  هدف محدد هو الإساءة للمعتقد  وتشويه صورته  إمام العالم وقد اعترف مخرج الفلم بأنه فلم سياسي لأجل التمويه على هذه الفعلة المشينة  غير ان مانتج  عن ذلك من ردة فعل غاضب وعاصف  قد أساء للإسلام  والمسلمين  كثيرا باعتباره دين تسامح ومحبة  يستند على الفضيلة وقيم الخير والصلاح إذا شرعت جموع غاضبة باقتحام السفارات وقتل موظفيها بشكل بشع  يجعلنا إمام تساؤلات  محورية  وهي  هل نستطيع حماية مقدساتنا بهذا الشكل الفج القائم على القصور والتردي؟ ويقينا ان أنفارا ضالة تنتمي إلى ومنظومات  عقائدية سلفية متطرفة  (القاعدة)قد حاولت   الاستفادة من هذا الجرم الفادح والسخط الجماهيري الكبير  لترتكب أبشع الجرائم (القتل)اتجاه أناس أبرياء  لم يكونوا طرفا في الموضوع ولا حتى البلدان التي ينتمون إليها قد تبنت أو أيدت هذا العمل المسيء إلا ان الطبيعة السيكولوجية للشخصية  المتمردة والمتطرفة قد كشفت عن أنيابها  فحاولت التنفيس عن رغباتها المتوحشة والمريضة وللأمانة أقول كانت هناك  تظاهرات واحتجاجات  متميزة تعكس الأصالة والخلق الجميل مقرون بالنضج والوعي الكاملين  وكما حصل في المغرب والجزائر حيث اكتفى المتظاهرين بالصلاة إمام السفارة الأمريكية  بكل خشوع وسط نظرات الإعجاب من الكادر المقيم في السفارة أو ماقامت به بعض الجاليات الإسلامية في الخارج بتوزيع نسخ من القران الكريم على  االاجانب  المقيمين هناك وتلك الطريقة الهادئة في التعبير قد أكسبت تلك الجاليات الاحترام والتقدير كما أكسبت الاجلا ل والاحترام للعقيدة والحقيقة ان جل هذا الأمر يقترن  بالثقافة الشخصية والإدراك  والوعي  بطبيعة الحدث وانجراره بعيدا عن  المغالاة في الشعور العاطفي والتحجر الفكري  الذي يعكس  البلادة  والجمود في استيعاب مفاهيم العصر  وقد عمل بعض الحمقى من المحتجين بدون ان يفطنوا بذلك  إلى الدعاية  إلى الفلم رغم هزا لته وسطحيته وما كان ذلك  يدور بخلد صاحب الفلم أساسا وهنا تستحضرني  الذاكرة لحادثة  الرواية المغمورة (الآيات الشيطانية) وفيها حاول المؤلف سلمان رشدي الإساءة لبعض الرموز الإيرانية  إلا ان الاندفاع وتأجيج مشاعر الناس وصدور فناوي تعلن هدر دم المؤلف الإيراني الأصل والبريطاني الجنسية قد ساهم في انتشار الرواية وزيادة مبيعاتها في كل إرجاء العالم ولذلك نحن نحتاج إلى منظومة توعوية كاملة  تحفز الناس كيفية التعامل مع الحدث وتداعياته دون الرضوخ للهوى والمشاعر الوهمية  لأنها سلاح ذو حدين تفضي إلى إيذاء المعتقد وتشويه صورة المسلم وبالقدر ذاته من الاهتمام تطرح تساؤلات مشروعة ومرصودة وهو لماذا السكوت على الجرائم الإرهابية و عمليات القتل اليومي التي ترتكبها (القاعدة) والمستمرة اتجاه  المسلمين  دون ان يرف جفن اي حاكم أو محكوم ؟ هذه الازدواجية في الرؤيا القاصرة حول القضايا التي نعيشها في عالمنا العربي تعكس حجم الجهل والتخلف إضافة إلى الإرادة الشريرة في نفوس هؤلاء الفوضويين ولابد من التذكير في هذا المقام ان خبراء المخابرات الأمريكية دائما مايطبخون مخططاتهم في الأروقة المعتمة والتي تساعد على تهييج المشاعر وقلب التوقعات واستبطان المواقف لبناء إستراتيجيات جديدة تخدم مصالحهم حتى لو كانت الغوص في الوحل ونتذكر جميعا ماقالته هلاري كلينتون مؤخرا (إننا غير محتاجين لمحاربتهم هم يقتلوا بعضهم البعض) 
 
                                                                               
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22236
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20