• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : هواجس .
                          • الكاتب : بشرى الهلالي .

هواجس

 تطل.. مثل صبح غادرته الشمس.. تبعثر الحكايا في ضجيج النهار وتنثر الصمت في زوايا الصخب.. استجمع كل قواي لأحتوي اسرار عينيك، وأراني بعيدة، بعيدة.. تلفظني أيامك على ضفة النسيان وتطوي ذاكرتك ما تبقى مني في فوضى ارتباكها..
 
هناك تحت جنح الظلام في استدارة عينيك.. توقفت حركة المرور.. وضيعت الاتجاهات الاربع.. لا اعرف أي طريق اسلك، فكل الطرق متاهات في سواد حزنهما الحالك.. اربكني الزحام فقررت العودة من حيث اتيت.. لم اجد منفذا فالطريق اغلق بحاجز تفتيش.. وانا بلا هوية فكيف اعبر من متاهة الى مجهول؟
لا تغمض عينيك رجاءً، مازلت عالقة هناك.. فقط دع رمشك يفلتني في تحويلة مؤقتة لعلي اجد الوقت لالتقاط انفاسي لابحث عن خارطة الزمن الذي اغلق باب مغارته لحظة هربت منه اليك..
كلما التقطت عيناي صورة وجهك بحثت فيه عني.. مازلت تائهة منذ اختزلتني آلة نسيانك.. يؤطر الحنين صوتي واغفو على صدقات الاحلام.
 
اخفض يدك التي ضلّلني حنينها.. لم تعد تقوى على حمل خارطة احلامي.. لم تكن سوى شبح تخفي خلف بياضها وديانا تسحبني الى اعماق الارض .. لاشئ سوى ظلام .. انفاس تتقطع .. لهاث، أكاد أختنق بحروف اسمك..
كل ما فيك ضياع.. والطرق اليك معبدة بالوهم.. لست سوى وهم.. حلم كاذب يسرق غفوة الفجر في ليلة صيفية رطبة..
 
خلف البدلة السوداء.. نبضات قلب منهك تناور لتحيد عن ايقاع المسير.. لتستريح في زاوية منسية من المعسكر.. أهدهد وجوهها الطفولية البيضاء بيد حانية فتفز هاربة خشية أن يمسكها القائد متلبسة بالحرية
 
كل يوم.. أعيد قياس نبض كلماتك التي  لجأت الى أحضاني في غفلة من رزانة صمتك.. أبحث عنك فيها.. أغمرها حبا.. أفرك حبات عطرها.. أعتصر رحيقها.. أخبئ حروفها في زاوية عين أرّقها انتظار نجمة آخر الليل تخطف مع طيفك..
ليل مدجج بك حاصر جهاتي الأربع، لم أقو على القتال، فاختبأت خلف ساتر الصبر... مـــــــــــــــــــوجع هو الليل عندما لايكون فيه حلم.. وحش مرعب ينفث الأرق أشواكا على وسادة..
 
يممت أحلامي شطر قبلتك.. فأدارت أوهامك بوصلة الاتجاهات .. سقطت اللهفة على رأسها وتهشم صبر السنين.. فأية قسوة تلك التي تغتال الفرح وليدا؟
منحتني القمر.. وحجبت عني ضياءه.. فلم اعد ارى الا ظلك..
 
الى متى تظل ارواحنا تتحمل ثقل رؤوسنا.. وأي كبرياء هذا الذي يخنق اولاد الأحلام في المهد؟  نرسم وهما ليرسم بدوره شبح ابتسامة .. يتكسر الوهم.. نخفي وجوهنا خلف بقاياه خشية أن نرى حقيقة الجرح.. نعبر الحياة ونحن نستأجر ثوبا كي لايرى الآخرين حقيقة عريهم .. نعيش لهم لنمضي نتعكز على وحدتنا..
 
ليتني أخلع ذاكرتي .. لكني أعجز .. ربما علي ان أقتلع رأسي كي لاأفكر بك..
توسلت النسيان ذات جرح.. فعربد ساخرا: كيف تجرؤين؟ .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29