• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل خضعت تركيا لضغوط الاقتصاد؟ .
                          • الكاتب : حميد العبيدي .

هل خضعت تركيا لضغوط الاقتصاد؟

في خطوة لا تخلو من الحنكة او لنسميها الحيلة السياسية أقدم أردوكان رئيس الحكومة التركية على دعوة المالكي رئيس الحكومة العراقية الى زيارة تركيا والتي جاءت متأخرة كثيرا بسبب التفاعلات والسجالات السياسية بين الدولتين لأسباب لا زالت قائمة الى اليوم مع وجود مسؤول عراقي أدين بالارهاب وحكم عليه بالاعدام غيابيا ، والظاهر ان الاتراك يريدون فصل قضية طارق الهاشمي عن قضية تعاطي الدولة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والامنية وكما يبدو من مستجدات الامور ان الاتجاه الذي بدأ يسلكه العراق بشكل فعلي هو دراسة ايقاف كافة الاتفاقات التي أبرمت مع الشركات التركية والتي بدأت بوادرها في البصرة ثم تصريح الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ على ان العراق  يفكر بمراجعة كل الاتفاقات مع تركيا في حال عدم تسليم المحكوم غيابيا بالاعدام طارق الهاشمي ومن هذا المنطلق رأت تركيا ان الاتفاقات البالغ عددها (57) اتفاقية والتي أبرمت مع الحكومة العراقية يمكن ان تتوقف وتلغى ما عدا بعض المشاريع القائمة لحين انتهاءها وهو حق للعراق لانه يعتبر خرقا لذات الاتفاقيات عندما يكون هنالك تدخلا في شؤون العراق الداخلية وهي الصفة الظاهرة والبارزة من فعل الدولة التركية فهناك شركات عالمية ترغب العمل في العراق وبجودة أفضل واحسن من الشركات التركية، هذا طبعا يضاف اليه الضغط الداخلي من قبل الاحزاب التركية القومية التي تزعج اردوكان بشكل مستمر في البرلمان وتتهمه بأنه يضر بمصالح تركيا بمعاداته حكومة العراق من اجل ارهابيين وقتلة ودول خليجية لها اجندات طائفية في المنطقة،، وهم يعتبرون انفسهم دولة علمانية لا علاقة لها بشؤون الخلاف الديني الذي تمارسه تلك الدول الخليجية ويعتبرون العراق هو الامتداد الحقيقي من ناحية الاقتصاد والامن في المنطقة كونها دولة مجاورة وتمتلك من البترول ما تمتلكه غيرها من الدول الاخرى على سبيل المثال السعودية ، كما يعتبرون العراق جغرافيا هو المصد الأمني في ردع حزب العمال الكردستاني من جهة الحدود مع العراق وبالتالي فإن التفاهم مع الدولة العراقية  بعيداعن التمسك بالشخصيات والاحزاب التي تثير المشاكل فقط هو الامر الواجب التمسك به.
جميع تلك المشاكل والهموم الاقتصادية ربما حملت اردوكان على التفكير مليا وبشكل جدي بمصلحة تركيا من جميع النواحي التي ذكرت.
أعتقد ان الدعوة هذه جاءت على أساس تلك الهواجس إن كان فعلا اردوكان يفكر بهذا الاتجاه الذي من المؤكد سوف يخدم كلا الدولتين وتخرج تركيا من وحل الطائفية المقيتة التي أدخلتها فيها دولة صغيرة بحجم قطر ولكن في المقابل هل سيلبي المالكي تلك الدعوة بعد كل ما حصل من مشاكل بينهما وخصوصا التطاول والتجاوز على سيادة العراق والتدخل بشؤونه الداخلية وتأجيج الاوضاع الامنية؟ أقول ربما يقبل المالكي الدعوة بالحضور الى تركيا لأن كل شيء ممكن في السياسية، والسياسة ليس فيها صديق ثابت او عدو ثابت وهناك دول دخلت حروبا فيما بينها وفي نهاية المطاف تصالحت وعادت بينها العلاقات الدبلوماسية ، وقد يكون القبول بالاستجابة لتلك الدعوة تُمكن المالكي من سحب البساط من تحت أقدام المناوئين للعملية السياسية والذين يراهنون على الدور التركي وهي في النهاية افشال لكل مخططاتهم السيئة تجاه  العراق ،، إذن لا بد من الحكمة والتوازن في عودة المياه الى مجاريها مع الدولة التركية مع حفظ كرامة العراق وسيادته.   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29