• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البند السابع العراقي ...والموز الصومالي! .
                          • الكاتب : هشام حيدر .

البند السابع العراقي ...والموز الصومالي!

بعد غزو صدام للكويت في مثل هذه الايام من عام 1990 تكثفت اجتماعات مجلس الامن واصدر عدة قرارات اخضعت العراق للبند السابع من الميثاق الذي يعني ان هذا البلد يشكل تهديدا للامن والسلم الدوليين !
ويعني كذلك بذل كافة الجهود لوقف تهديده والاثار المترتبة عليه بما فيها استخدام القوة المسلحة !
وهذا امر طبيعي فهذا احتلال بالقوة المسلحة وهو اخطر حالات التهديد في العالم !
لكن غير الطبيعي هو عدم اجتماع المجلس ذاته او اجتماعه وعدم اتخاذه أي قرار او عدم اخضاعه للبند السابع دولا اخرى قامت باحتلال دول او اراض اخرى بدءا باسرائيل التي لاتزال تحتل اراض سورية ولبنانية وفلسطينية وليس انتهاء باحتلال روسيا لبعض الاراضي الجورجية في اوسيتيا وابخازيا !
بل ان امريكا وبعض الدول الاوربية (الكبرى) والعربية (الصغرى)...حاولوا اخضاع لبنان للبند السابع بسبب (اغتيال رفيق الحريري) رغم انه حينها مجرد (رئيس وزراء اسبق)!!
ورغم ان العشرات من الرؤساء والملوك وكبار العلماء والشخصيات قد اغتيلوا دون ان تعرب بعض الدول عن اسفها حتى !
لكن هذا وان كان ليس بالامر الطبيعي وفقا لكل القوانين الدولية والاسس والمعايير الاخلاقية الا انه يعد امرا منطقيا في نظام الغابة العالمي ......البقاء للاقوى !
فالقوي قد يعاتب والضعيف يحاسب !
في القرت الافريقي تقع دول اسمها الصومال التي تعد واحدة من الدول العربية وهي عضو من اعضاء الجامعة العربية (اذا ماكو زحمة) وعضو في الامم المتحدة كذلك !
بعد تحرير الكويت وتفكك الاتحاد السوفياتي الى جمهوريات تحول معظمها الى حلف الناتو والاتحاد الاوربي لاحقا اصبحت الولايات المتحدة سيدا بلا منازع وقررت حكم العالم الذي انساق لها انذاك كما انساق لها بعد 11 سبتمبر !
قررت امريكا ان تجمع مجلس الامن وتخول نفسها بدخول الصومال (لترسيخ الشرعية وقيم الديمقراطية)!
لكنها سرعان ماتبينت عمق الوحل في المستنقع الصومالي فقررت الانسحاب مخلفة ورائها كل الشعارات الاستهلاكية التي رفعتها لتبرير دخولها الصومال !
ومنذ ذلك الحين تحول الصومال الى استوديو لتصوير المعارك الحربية وتناوبت على السيطرة على عاصمته عدة عصابات وحكومات ودخلته مختلف القوات دون ان يرف للامم المتحدة ومجلس الامن وبنده السابع جفن !
لاحقا امتهن بعض الصوماليين مهنة القرصنة للموقع الجغرافي للصومال على المدخل الجنوبي للبحر الاحمر ومضيق باب المندب وهكذا باتوا يجولون في تلك المنطقة وسيطروا على عدة سفن حصلوا من خلالها على مبالغ (محترمة) مقابل اطلاق سراحها مع طاقمها وحمولتها !
وهذا يشكل اكبر تهديد عالمي لان المنطقة تشكل مفصلا حيويا ومركزيا تمر من خلاله معظم السفن التجارية العالمية التي تمر عبر قناة السويس الامر الذي دفع بعض الدول الى ان ترسل الى المنطقة حاميات عائمة لحماية سفنها عند مرورها هناك او ان تقوم بعمليات اقتحام بوحدات خاصة لتحرير بعض سفنها او رعايها المحتجزين !
كل هذا يحدث دون ان يجتمع مجلس الامن او حتى (الجامعة العربية ) كرم الله اسماعكم !
كل هذا لايشكل تهديدا للامن والسلم الدوليين ولايحتاج لقرار ولو كقرارات مجلس الامن من فئة (حبر على ورق) فضلا عن اخضاع الصومال الى البند السابع سيء الصيت !
الامور لحد الان ..........قد تقبل القبول والتصديق !
لكن مالايقبل التصديق هو ابقاء العراق تحت طائلة البند السابع حتى الان !!
مبررات هذا الاجراء في حينه هو غزو الكويت !
ولاحقا تم اعتراف نظام صدام بالكويت كدولة نزولا عند القرارات الاممية ذات العلاقة كما تم ترسيم الحدود وفقا لتلك القرارات وتم اصدار احكام بالتعويض للكويت وغيرها ولازال العراق يدفع 5% من وارداته للكويت كتعويض رغم انه لم يعرف كيفية حصر وتقدير تلك التعويضات ولم يبق بذمته للكويت الا القليل بما قد لايساوي ربع ميزانية العراق او الكويت ذاتها لسنة معينة !
وقد تغير النظام بشكل جذري وزالت الديكتاتورية باعتراف العالم باسره وانتهت قضية اسلحة الدمار الشامل التي لم يبحث عنها احد وتبادلت الدولتين السفراء وووووو الخ !
نعم ان الكويت تصر على ابقاء العراق تحت طائلة البند السابع الى حين (ايفائه بالتزاماته ).... التي لم يبق منها الا تسديد بعض التعويضات التي هي قيد التسديد وفق الجدول الزمني الذي اقرته (القرارات الاممية)!!
واعتقد ان ماتبقى من تلك التعويضات لايزيد عن 20مليار دولار ليس الا !
فهل ان القانون الدولي يخضع العراق للبند السابع واحتمال استخدام القوة المسلحة ضده لانه مدين للكويت بعشرين مليار دولار ..؟؟!
وهل ان المديونية لدولة ما تعد (تهديدا للامن والسلم الدوليين ) ..؟؟!!!
والى الحد الذي يراه القانون الدولي والدول العربية .....اشد (خطرا) من قرصنة الصوماليين ..؟؟!!
قد يكون العراق اليوم والى امد غير منظور .....دولة ضعيفة !
وقد تسعى الكويت للتشفي منه ومن شعبه او لتنفيذ اجندة معينة بحقه !
لكن موازين القوى والمصالح الدولية قابلة للتغيير بشكل لايصدق كاحتمال قدوم حكومة عراقية تكون للراعي الامريكي اطوع من اية مشيخة خليجية وحينها سنجد ان النظام العالمي (الجديد) يدعم احكاما قضائية ضد الكويت لصالح العراق لدعمها نظام صدام وحربه ضد ايران مثلا!
لكن على اية حال ....نخلص من هذا كله الى تفاهة القانون الدولي والنظام العالمي الجديد والقديم والامم المتحدة والدول العربية وجامعتها التي تتجاهل اخضاع دولة مؤسسة للبند السابع وتدخل مختلف دول العالم فيه لاجل ديون لدولة اخرى !
كما يجب ان تكون هذه القضية شوكة تفقا اعين القومجيين الذي يعيبون على العراق (ابتعاده عن محيطه العربي) ....الطائفي !
لعدة اسباب منها ..
1-ان هذا المحيط محيط طائفي متخلف !
2-ان العراق حاول جاهدا الابقاء على علاقة طيبة معه رغم ذلك لكن النتائج كانت مخيبة للامال لاسباب اهمها طائفية هذا المحيط!
3-سعي هذا المحيط للابقاء على سيادة العراق منتهكة بدعوى قرارات اممية عميت عنها اعين المحيط ذاته وهو يتسابق الى تل ابيب مخلفا القدس والجولان وملايين المشردين الفلسطينيين !



هشام حيدر
الناصرية





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=228
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29