• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النواب يقرؤون الصحف مقابل ملايين الدنانير شهريا .
                          • الكاتب : وليد سليم .

النواب يقرؤون الصحف مقابل ملايين الدنانير شهريا

ربما يتفاجأ البعض عندما يقرأ ان النواب الاكارم اصبح مقررا استلامهم لمبالغ خيالية مقابل شرائهم الصحف والمجلات اليومية وبعض النثريات هنا وهناك من اجل العمل البرلماني وهذا ما لم نلحظه في كل دول العالم ، لا الغنية ولا الفقيرة بل حتى الدول الكبرى لم تتصرف كذلك وتدلل برلمانييها بهذا الدلال الزائد، حيث أقر البرلمان العراقي دون الافصاح عن هذا الاقرار للعلن يوم امس الاربعاء عن المصادقة على مقترح قدمته رئاسة البرلمان بصرف نثرية لكل نائب برلماني بحدود مليونين و (250) الف دينار عراقي بموجب كتاب هيئة الرئاسة حيث يفيد الخبر (واوضح المصدر ان "الكتاب المذكور ورقمه (هـ ر/ 12 / 3/ 10 ) في (20/2/2010 ) ظل مؤجلا طيلة ثمانية اشهر ولم يتم تفعيله الا يوم الاربعاء الثالث من تشرين الاول الجاري".

وبمنح هذه المبالغ للنواب يكون مجلس النواب قد رصد مبلغ 731 مليون و250 الف دينار شهريا لجميع نوابه البالغ عددهم 325 نائبا.) هذا ما اوردته احدى وكالات الانباء ووفقا لرقم الكتاب اعلاه الصادر من هيئة رئاسة البرلمان فإننا امام واقع مزري لمجلس النواب الذي تتصاعد فيه الخلافات وحدة النزاعات السياسية على أي قانون يقدم اليهم للتصويت عليه وفيه خدمة للشعب العراقي وهذا ما وجدناه مؤخرا في عرقلتهم للتصويت على قانون البنى التحتية الذي بدأت المساومات عليه لمجرد عرضه على البرلمان للتصويت حيث بدأ المختصون والمستشارون والاجتماعات المتتالية كخلية النحل للبحث عن أي هفوة في هذا القانون من اجل رده والوقوف بوجهه كي يخرجوا للناس ببدع لا اول لها ولا اخر وبطرق مزيفة توحي ان من قدم قانون البنى التحتية يريد سرقة البلد وآخر يقول يريدون ان يرهنوا موارد العراق لتلك الشركات ، وعندما يصل الامر اليهم والى امتيازاتهم تتوقف تلك التخمينات وهذا التشكيك والتطبيل .

انا اعتقد ان تخصيص تلك المبالغ لشراء صحف ومجلات كي يقرأها النواب امر في غاية التجهيل والضحك على ذقوننا فلم اجد في العراق صحيفة من الصحف المنتشرة في شوارع العراق تتجاوز في حدها الاقصى (750) دينار عراقي بل ان اكثر الصحف والحزبية بالذات يتم توزيعها مجانا على المارة في شوارع بغداد والكثير من الناس لا يستلمها وقسم كبير منها يوضع في استعلامات وزارات الدولة العراقية وبعض المراكز التجارية لتوزع مجانا فكيف يمكن ان يصل الشراء لتلك الصحف اكثر من مليونين وهل بالتأكيد ان البرلمانيين سيقرؤون ما تكتبه الصحف والمجلات سوى اللهم النزر القليل منهم يتابع ما يكتب او يقرأ ويتصفح ليطلع على هموم ومشاكل السياسة ، واذا اردنا بحسبة بسيطة جمع هذا المبلغ الشهري للمجلس كله وهو اكثر من 731 مليون وضربناه سنويا سيفوق الثمانية مليارات دينار عراقي وهو ما يقول عنه احد المحللين الاقتصاديين بهذا المبلغ يمكن بناء 30 مدرسة لتضم آلاف الطلاب الذين يدرسون في مدارس طينية بل اتعس من ذلك بعضها يكون مبني من القصب والبردي لا تقيهم من حر ولا برد .

ألا تخافون الله في هذا الشعب المسكين وانتم تتلذذون بالحياة المترفة وبهذا التبذير ألا يريد احدكم ان يكون قائدا لهذه الامة ويعمل على خدمتها ، فوالله تلك النعم والاموال تزول ولكن العمل وخدمة الناس لا تزول وتبقى مطبوعة في قلوب الفقراء والمساكين حتى مماتهم،، اتمنى ان كان صحة هذا الكتاب والموافقة عليه كاذبة فليعلن البرلمان كذب ذلك ولكن الايام حبلى بالاحداث وستظهر الحقيقة لكل الناس حتى تكون درسا لهم في الانتخابات القادمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22828
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29