• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القاعدة تتراجع عن منهج النصرة عند مفترق طرق .
                          • الكاتب : جواد البولاني .

القاعدة تتراجع عن منهج النصرة عند مفترق طرق

منذ حوالي اربعة اشهر خلت بدات القادة تعيد لم شتات فصائلها التي تبعثرت في اكثر من دولة عندما تخلت عن منهج النصرة الذي الزمت به تنظيماتها  مع هبوب رياح الربيع العربي،تغيير لابد منه في حينها لارسال مقاتليها الى ليبيا واليمن،وبعد اشهر من القتال خسر التنظيم كثيرين من المقاتلين والانتحاريين والقتلة من الذين شاركوا في معارك تغيير الانظمة في هذة البلدان التي قد لا تكون سوريا الحلقة الاخيرة فيها،لكن نتائج هذة المعارك وخصوصا ما حدث ويحدث في سوريا اثبت بالدليل والبرهان ان تدخل  القاعدة في اكثر من بلد عربي كان خطاء ستراتيجيا مكلفا لابد من التراجع عنه وهو ماحدث ،وبدون اعلان تراجعت القاعدةعن منهج النصرة وخلال الاشهر الاخيرة خطط امراء الموت لاعادة فلولهم الى العراق بما يعيد لهم بعضا مما خسره التنظيم في المواجهة مع القوات الامنية العراقية او تناثر عناصرها بسبب قلة مصادر تمويلها،

وكانت اول علامة على عودة القاعدة الى الداخل العراقي ماحدث في سجن مكافحة الارهاب وسط بغداد، ورغم ان العملية لم تنجح في اطلاق سراح اكثر المطلوبين خطورة على لائحة الامن العراقي الا انها كانت من ناحية السوق التعبوي علامة على تغيير القاعدة لتوجهاتها،

هذة المرة كان الطريق الاسهل للقاعدة هو ضرب عصفورين بحجر واحد الاول جذب الاهتمام المحلي والعالمي الى عودتها في العراق والثاني وهو هدف لا يقل اهمية عن الاول يتلخص باطلاق سراح اهم معتقليها الذين غيبتهم السجون بعد ان وقعوا في قبضة القوات الامنية العراقية،

وكررت القاعدة محاولاتها في تهريب نزلاء سجن تسفيرات تكريت كما حاولت في سجن التاجي ،وبغض النظر عن نجاح العمليات او فشلها فقد دل هذا على فشل الاستقطاب العقائدي للقاعدة في جذب مقاتلين او انتحاريين جدد من الداخل كما يؤشر ضعف مصادر تمويلها، ولهذا لجأت بالاضافة الى مهاجمة السجون الى سلب او اختطاف صهاريج النفط لتوفير مصادر تمويل بديلة لتغطية عملياتها التي تجاوز عددها الاصابع لكنها تعتمد على الصدمة،

خلال هذة الفترة ضهرت الى الواجهة في بغداد حملة اغتيالات ممنهجة كانت وماتزال تستهدف ضباط ومنتسبي وزارة الداخلية،وسوء كانت للاثارة او لتهييج الراي العام الا ان هدف القاعدة كان اعادة ترجيح كفتها من خلال نقل رجل الامن العراقي من خانة الهجوم الى الدفاع وخصوصا الدفاع عن النفس وبهذا تقل قدرته على توفير الامن ولو نسبيا  من خلال مواجهته للسلاح الكاتم كعدوغير المنظور ، 

ستراتيجية القاعدة الحالية تتلخص باللجوء الى مواجهة اكثر جراة من خلال مهاجمة مواقع محصنة تخضع لحراسة مشددة،وحينما حدثت عملية تهريب سجناء خطرين من سجن تكريت قبل اسابيع كان الهدف منها رفد وتنظيم صفوف القاعدة بنشطاء واصحاب خبرة تحتاجهم هذة التنظيمات لتنفيذ عمليات تم التخطيط لها في العاصمة بغداد تحديدا،

لاشك ان كل الخيوط تشير الى تصاعد الخط البياني لهجمات القاعدة الارهابية لكن الايام المقبلة ستشهد هجمات اشد دموية ،لان هذة التنظيمات تعتمد اسلوب الكر والفر،لكن وبرغم كل ما جرى ويجري لم يضهرالجهد الامني تقييما لنشاط القاعدة المتصاعد والذي يستثمر الوقت ليكون سلاحا له وليس عليه،ولا يختلف اثنان على ان الجيل العشوائي الحالي من القاعدة في العراق يعد الاخطر، لانه يعتمد نظرية ايقاع اكبر الضرر وليس النصر الميداني ،
التحذير قد يلقى اذانا صاغية او يمر مرور الكرام كما تعودنا لكننا ومن خلال قراءة متانية للمعطيات والتحقيقات الرسمية البرلمانية منها على الاقل، تؤكد يقين ما نحن مقبلون عليه من مواجهة مصيرية،وهذا يحتاج ان نركز على نقاط ضعفنا بالعمل الامني في مدننا وحدودنا لا ان نكتفي بمنابرالسياسة التي اخذت الكثير واعطت القليل،هذا اذا صدقت النوايا في ان نمنع المجرمين من ادماء قلوبنا بمزيد من الضحايا الابرياء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23078
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28