• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أربيل عاصمة الثقافة العربية وبغداد عاصمة الفساد العالمية! .
                          • الكاتب : اوراس الكيلاني .

أربيل عاصمة الثقافة العربية وبغداد عاصمة الفساد العالمية!

 جرت العادة على أن تعيش جميع المدن في بلد ما، عادةً، تحت نظام ومستوى معيشي يكاد أن يكون متساوياً. فلا يمكننا الذهاب إلى أي دولة في العالم ونرى شمالها مبني ومعمر، ويتمتع بالأمان والحياة مع منجزات في البناء والعمارة، ونرى جنوبها يفتقر لأبسط مقومات المعيشة. ويخرج العراق عن هذا السياق. فأين تكمن العلة ولماذا؟ هذا موضوع تطرق إليه الإعلام مئات بل آلاف المرات، ولن أوجه اليوم حديثي إلى  الجماعات الحاكمة أو إلى أي سياسي في العراق، لأن الكلام بات لا يجدي نفعاً، بل إلى الشعب، كي يفتح عينيه وأذنيه ويستمع للإعلام الصادق لا إلى رجال الفتاوى اللذين يحرمون عليه خيرات العراق ويمنحونه  بدل منها العويل والسواد والكره والقتل. البنوك العراقية وبدون أي خوف أو رقابة تغسل الأموال لصالح دول الجوار وتهربها لإنعاش اقتصاد إيران، والحكومة تساعد في ذلك، وتترك أبناء العراق يفترشون الشوارع ويبحثون في المزابل عن لقمة العيش. الشعب يموت من الجوع والحكومة تشتري السلاح. الوزير يسرق والحكومة تدافع عنه. هيئة النزاهة تضبط والحكومة تحرق المستمسكات. الإرهابي يقتل والحكومة تسهل عمليات تهريبه من السجون. العراقي يقضي عطلته يقتله حر العراق والحكومة تتمتع بعطلتها في عواصم دول الجوار أو في دول الغرب. اللص يسرق والحكومة تبرئ. الملفات تُكشف والحكومة تُغطي. الإعلام يتكلم والحكومة تُسكت. المظاهرات تخرج والحكومة تقمع.

أمسى العراقي ينطبق عليه اليوم المثل الشعبي (مثل الجمل شايل ذهب وياكل عاكول). مسلسل الفساد في العراق تمدد وطال نتيجة لإدمان العراقيين مشاهدة المسلسلات المدبلجة، حلقات باتت مشوقة ونحن ننتظر مع كل حلقة جانب آخر للفساد لا يمت بصلة للحلقة الماضية والشعب العراقي منبهر بالأداء التمثيلي للحكومة الرشيدة والإبداع العالي والكفاءة التي يتمتع بها الممثلون السياسيون وهم يقفون كل يوم على المنابر ويطلون من شاشات التلفزة دون حياء لأداء أدوارهم بإقناع الشعب بأن المليارات المهدورة هي تصب في مصلحة البلاد يعاونهم أغلب رجال الدين في إقناع الشعب بأن الفقير يدخل الجنة والغني سيذهب للنار، فلماذا نعتب على حكومتنا وهي تعمل ليل نهار في سبيل إدخال العراقيين إلى الجنة، ألا يعمل الإنسان لآخرته؟. 600 مليار دولار أهدرت خلال  تسع سنوات متواصلة، والحكومة تحاول جاهدة أن تجنبهم دخول جهنم. لقد بدأت الغيرة تنهش دول العالم وهي ترى الخطة المجيدة للحكومة العتيدة في بناء العراق، ولذلك قامت اليابان بدعوة مدير البنك المركزي العراقي ليطلعهم على فنون إدارة أموال الدولة العراقية، وقامت تركيا بإيواء الهاشمي لتدريبهم على كيفية إيواء الإرهابيين وعلى العمليات التفجيرية التي كان يديرها من مكتبه. سوريا التي استفادت من البعثيين اللذين آوتهم لتنهال عليها الدروس في كيفية قمع المعارضين بأبشع الصور، وغيرها من الدول وما خفي كان أعظم.
بغداد مدينة أبو جعفر المنصور وهارون الرشيد، باتت اليوم مركزاً لإدارة العمليات المشبوهة التي تصب في خدمة دول الجوار، وتغرق في الفقر والتخلف ينخر في هيكلها، والدم المراق يصبغ نهر دجلة الذي تنساب مياهه وهي خجلة وسط العاصمة. وبدل فرش ساحاتها بالورود والخضرة أصبح السواد يغطيها والتراب عنواناً لها. وبالاستمرار في مسلسل التناقضات.. سأقف عند “أربيل” عاصمة الثقافة العربية لعام 2014، وأشدد على كلمة عربية، هذه الكلمة التي قلبت الكيان السياسي داخل إقليم كردستان، الرافض لتسمية العراق جزءاً من الأمة العربية، فكيف له الآن أن يجعل أربيل عاصمة للثقافة العربية؟ ومن الغريب أن  يتنافس الساسة الأكراد   في تمثيل العراق في المحافل العربية، إما عن طريق  وزير الخارجية هوشيار زيباري، أو جعل أربيل اليوم عاصمة للثقافة العربية، ألا ينتقص هذا من كرديتها؟! فلماذا رفضوا قبلاً أن يكون العراق جزءً من الأمة العربية، وهو كذلك منذ أن توحد تحت حكم عاصمته بغداد. كيف سيفسر الشعب الكردي هذه الخطوة؟ لماذا هذا الخداع في سياسة الانفتاح على العالم العربي والانغلاق على عرب العراق؟ من يتحمل المسئولية والإخفاق في بناء عراق ديمقراطي موحد فدرالي الإدارة، حكومة  المركز الرشيدة؛ أم  قادة الإقليم، الذين على الرغم من إنهم  أوصلوا  جزءً من العراق لمستوى  متقدم من البناء والعمران يطمح له الجميع؟ لكنهم ظلوا على انفصاليتهم. في ظل هذه الحالة لابد من التذكير بأن نفس الساسة في الإقليم دعموا قائمة المالكي (وباعتراف البارزاني نفسه) للوصول إلى الحكم؛ ليصل بحال الثقافة والصحة والأمن والنظام في وسط وجنوب العراق  إلى العدم، ومن ثم تزدهر عاصمة الشمال لكي تصبح عاصمة للثقافة العربية .
المؤامرة التي يتعرض لها العراق اليوم من الداخل لا تقل كبرا وبشاعة من مؤامرات الدول الأخرى مجتمعة، ولربما هي جزء مكمل لها. على العراقيين أن يتعلموا الدرس جيداً؛ فالعقود الثلاثة التي قضوها في ظل الحروب والبذخ على التسليح انتهت اليوم تحت العمامة  لتشيع الضياع وتشد على يد الفساد.”’

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : Haider alzubaidi ، في 2014/10/04 .

السلام عليكم اخت اوراس انا حيدر الذي عملت معك في بغداد سابقاً ارجو التواصل معك لبعض المعلومات



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18