• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة .
                          • الكاتب : عمار طلال .

عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة

تزحم الانشغالات المتوالية، كل ذريرة وعي في يومياتي، حتى بت ماكينة زمن تدور بفعل خطم ثور لا يطال باقة الجت المعلقة امام عينيه.. مربوطة الى قرنه، يتقدم نحوها، متحملا ثقل الناعور الذي يجره، من دون ان يطال الباقة الخضراء.. وهي حلم حياته في هذه اللحظة.

دارت على قلبي الرحى.. لكأن في صمت الرحى.. كان الطريق...

لا نهاية لاحلام افلت من دون ان تتحقق، استغنينا عنها، عاجزين عن بلوغها، فارتضينا الشاغر الذي خلفته، وملأناه بكوابيس دكت الفراغ، فاقنعنا انفسنا بانها امتلاء.

ليل عمل يسلمني الى نهار من دون ان (اشبع نوم) ولا التمس عذرا لبدني في الركون الى الراحة.. تعب ذهني دائب التفكير في تصريف شؤون العمل، يتكامل مع ارهاق جسدي، جعل كل خلية في اديم جلدي تستغيث بمنكر ونكير ان يتسلما روحي من عزرائيل.. منتدب الرب في قبض الارواح من الارض الى السماء كما تعرفون.

وما فرق العطلة في زحام العمل الاعلامي الذي لا تهدأ فيه مرسلات البث عن مد المشاهدين بشلالات من حزم الضوء الكهرومغناطيسي الذي يعيد تشكيل اثيره فنانين ونساءً وساسةً ورياضيين.. يغنون ويستغفلون الشعوب و(يلعبون طوبة) ويخترقون اعراض الفقراء.

العمل الاعلامي لا عطلة فيه، ما يعني التحفز المشدود باستمرار، من دون استرخاء حتى خلال العطل الافتراضية، التي تفرق عن ايام الدوام التقليدي، بفسحة تمتد ثوان بعد الافطار، لتناول استكان شاي اضافي، اكثر من المعتاد يوميا، وهدأة استرخاء بمقدار نصف (صفنة) استيقظ منها مفزوعا على اهبة التوجه الى العمل، مرددا مع نفسي:- أخذني الوقت.

ايمانا مني بالحكمة القائلة: "الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك".

المشكلة تكمن في كوني لم اتهاون مع قدري؛ لذا لم يقطعنِ الوقت، لكنني تشظيت مثل سنح ليمونة حامضة...

ايام العطل، احاول استحضار احلام الطفولة الآفلة، التي مر العمر، ولم اعد احفل بها، ليس لانني استوفيتها، انما لأن المرحلة عبرتها، فلم تعد من حقي... او لم اعد جديرا بها... افل بريق الاحلام وتصدأ الذهب الموهوم الذي كان يحتضنها، فتخشبت مرونتها وتحولت حياتي الى محض حلم يواشك ان (يستذكرنياه) فلا افلح، بحكم حلول موعد الانتظام في سربس العمل الدوار، ما يوجب الاستعجال بارتشاف استكان الشاي الثاني، على غير العادة المتبعة في ايام.. الدوام الرسمي.. التقليدية، حين اكتفي بمقدار ما اقل من ثلث الاستكان، متجها لفورة الشغل بكل جوارحي.

اللهم اشكرك على نعمة المواظبة والعافية التي تمكن المخلصين لعملهم من المواظبة المسعورة مثل ذئب تناهشته انياب القدر؛ فلم يمت ولن يموت، لكنه ظل في سعار يلتهم الساعات ويفيض منه سعار يكفي لانجاز المهمات الواجب انجازها على سطح محيط الكرة الارضية قاطبة.

(جا غير) ثبت ان الارض ليست كروية، انما مفلطحة، ما يلزمنا بالقول:- محيط الفلطاحة الارضية.

تفلطحت احلامي ورغبتي بالاسترخاء في ارتشاف استكان شاي اضافي، وانا اجد العمل يطويني اثناء عيد الاضحى المبارك.. اعاده الله على الانسانية جمعاء بالخير واليمن والبركة.. ودعاء صميم نابع من قلب خالص للرب: ان يفرح بالعيد المسلمون وغير المسلمين.. آمين.  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19