• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماراثون بغداد السلام ..نبذٌ للطائفية .
                          • الكاتب : امير جبار الساعدي .

ماراثون بغداد السلام ..نبذٌ للطائفية

جرت العادة على أن تعنون الرياضة بحظوظ التنافس والشهرة والانجاز والتحدي والقدرات العالية لمكامن الطاقة البشرية، ومع تجدد مفاهيم بناء المجتمعات حاولت الرياضة أن تكون نبراس حضاري لتحفيز المجتمعات على الأستفادة من قدراتها الداخلية لاعلاء صرح البناء الإنساني المتمثل برعاية روح السلام والاستقرار في تلك المجتمعات وبهذا المنوال حاول النشطاء المدنيين في العالم من استثمار هذه الرياضات وأولها رياضة الساحة والميدان وعلى رأسها ركضة الجيوش والتاريخ الماراثون لتعزيز هذه الأهداف، وهذا ما شهدناه في العراق عندما أنطلقت في عدة محافظات عراقية وأولها كان في أربيل عاصمة كرددستان العراق معلنة عن بدء فعاليات ماراثون أربيل الدولي الثاني تحت شعار (لنركض جميعا معا من أجل السلام والتنمية في العراق)، بمشاركة حوالي خمسة آلاف شخص من العراقيين والأجانب، والذي نظم من قبل الأمم المتحدة وبالتعاون مع منظمات مجتمع مدني في إقليم كردستان. حيث شارك مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الى العراق مارتن كوبلر بنفسه في ركضة 10 كم في الماراثون.
ومثلها انطلقت في البصرة فعاليات "منتدى لاعنف" الثاني، التي استمرت ليومين بمشاركة دولية ومحلية واسعة. مبتدأً فعالياته بركضة أطلق عليها أسم "ماراثون السلام" بمشاركة مئة شاب يمثلون مختلف المنظمات والاتحادات في المحافظة.
ويستعد ناشطو منظمات المجتمع المدني والفيس بوك المتطوعون للترويج لركضة (ماراثون بغداد عام 2013) وذلك في تنظيم سباق يعلن فيه انطلاق الفعاليات التحضيرية لماراثون بغداد، والذي يقام في جامعة بغداد مجمع الجادرية بالعدو لمسافة 3كم، ويتضمن بالإضافة الى السباق فعاليات مدنية متنوعة، وهم يعلنون بأنهم ماضون بتحقيق حلمهم بمشاركة كل الراغبين في إظهار معنى سلام بغداد من كل نسيج المجتمع العراقي وفئاته. 
ما نراه من صورة حية لحقيقة تلاحم العراقيين في هذه الفعاليات الرياضية تعكس تجانسهم بكل أطيافهم ومشاربهم من غير تمييز وتفرقة هي ترسل رسالة واضحة للم الشمل العراقي الذي تتصيده مشاكل السياسيين بين الحين والآخر في ظل تلاحق أزمات العملية السياسية في العراق.
هي رسالة سلام تنبذ الطائفية بكل معانيها المشوهة لجمال الالفة العراقية التي طالما كانت هي الوسط المحتضن لكل خلافا اجتماعيا بين أطيافه، علينا التذكر والتذكير بهذه المعاني الدالة على حقيقة انتماءنا المشترك بهويتنا العراقية بعيدا عن مفرقاتنا السياسية، والتي يتربح البعض منها ببث الحياة في هذه الآفة التي تنعش رغباتهم ومطامحهم السلطوية وتميت روح الحب والبناء وتلاحم هوية التمازج بالمشتركات العراقية الوطنية. 
باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23490
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19