تهتفُ الحناجر في مكة المكرمة هذه الأيام لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , وتسعى بين الصفا والمروة , وتلبي , وتطوفُ بالبيت الحرام وتلبي .
ونحنُ في العراق بائسون يائسون إلا من رحمة الله العلي القدير نرفع أيدينا إليه ونصيح يا ذ الجلال والإكرام ارحمنا برحمتك يا عليُ يا قدير فلم يبق لنا من أمل إلا أنت بعد أن استولى ذوو النفوذ على بيت المال وفروا إلى العالم أو إلى بيتك العتيق وهم يرمون الشيطان الرجيم بالحجر ويرمي بعضهم بعضا هنا بالحجر ونحن نتفرج على مهازلهم بعد أن ضاقت بنا الدنيا ولم يبق في أيدينا إلا حجر نرميهم به ونحط من أقدارهم إن كان لهم قدر .
يارؤوفُ يا رحيمُ ارحمنا في عيد الأضحى المبارك فليس في بيوتنا شيءٌ نأكله ولا في جيوبنا فلس نصرفه ولا درهم نشتري به شيئا نسد به الرمق ولا دينار نعطيه في العيد لأولادنا يشترون به الحلاوة ولا ثمن بخس نتبضع به مالية العيد . نحن فقراء إلى الله العلي القدير , فقراء إلى الواحد القهار نحن عيال الله وقد ورد في الحديث القدسي الشريف ( الفقراء عيالي ) نحنُ ضائعون تائهون مقهورون مهمشون مركونون وكل ما نملك إننا إلى لله راجعون . مسؤولون يسرقون وفي بيت الله يطفون حقا أنهم لا يخجلون , ونحن كما يقولون فوق بحيرة من نفط جالسون مرضى ومشردون وجياع هالكون .
يقولون في كل بقاع الدنيا العيد جميل إلا عندنا فالعيد قبيح , كم أم تنتظر عودة ابنها ولا يعود , وكم أب ينتظر عودة ابنه ولا يعود ,وكم أخ يلتقي أخاه في العيد ويعرض عنه , وكم طفلة أو طفل ينتظران لمست حنان من أبيهما صباح يوم العيد ولا احد إلا الله الواحد الأحد , وكم مسؤول أكل مال الشعب سحتا حراما وهو يتخفى وراء الحصون والقلاع ( وظنوا أنهم ناجيتهم حصونهم ) ( أفلا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ) ولكن كيف يتوب من أعمى الكرسي بصيرته وتركه من الغافلين ..؟ وكيف يتوفق للتوبة من أصبح الدولار مسجده وحرمه وضميره ..؟ العيد سعيد عند كل الناس إلا ناسنا , فهناك طيبة وجمال ومحبة وحنان ومودة وتآخي وإخوة ونزاهة , وهنا كراهية وقبح وخصومة وسجال , وهنالك براءة وسماحة وألفة , وهنا جفاء وجفاف ودمار, هنا قتل وإرهاب ودم وعنف وسرقة .
هنا العراق , وهناك كل الدنيا خارج العراق , هنا العراق بكل ما فيه من شقاق ونفاق .
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
|