• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة إلى أعضاء مجالس المحافظات وناخبيهم.. .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

رسالة إلى أعضاء مجالس المحافظات وناخبيهم..

 مجلس محافظة ذي قار المؤلف من 31 عضوا بما فيهم رئيس المجلس ، جميعهم ينتمون إلى أحزاب وتيارات عراقية معروفة مشهود لها على الساحة السياسية، أي ليس فيهم شخص واحد مستقل، وهذا يدل دلالة واضحة أن المجتمع العراقي والذيقاري بشكل خاص مازال خاضعا ومتأثرا بالرمزية التي تمثل له المعيار الأساسي في اختيار القائمة الانتخابية أو المرشح - في حالة القائمة المفتوحة – وهو شيء يؤسف له حقا لان البلد يجب أن يتعلم ويعي أن الديموقراطية ليست في مناصرة الحزب أو الكتلة أو الشخص على أساس عاطفي وإنما في اختيار الشخص الأنسب لحمل المسؤولية والأمانة. كما يجب على المنتخب ( بفتح الخاء) أن يبرّ بالمنتخب (بكسر الخاء) وان يكون مصداقا لقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)الحجرات10.
الدورة الانتخابية لمجالس المحافظات قد تصرمت أيامها وهي في طريقها إلى النهاية ويجب أن يراجع المنتخب والمنتخب حساباتهم جيدا وان يدرسوا الواقع من جميع الجوانب. فعلى المنتخب (بكسر الخاء) أن يحكّم عقله لا قلبه في طريقة الانتخاب، وعليه أن يستعد للانتخابات المحلية وان يسأل منذ الآن- ولا يقول الوقت طويل - عن أداء الأعضاء في الفترة السابقة. من منهم كان كفءً ونزيها وشجاعا، ومن منهم كان وطنيا أحب بلده وشعبه وناخبيه، ومن هو العضو الذي فضل مصلحة الحزب على مصلحة المواطن وكان مدافعا شرسا عن الفاسدين المفسدين وغير الكفوئين لمجرد انتمائهم لحزبه، ومن هو العضو الذي لا يفتقد إن غاب ولا يعد إن حضر، من هو الشخص الضعيف ومن الشخص القوي في الحكومة المحلية بكل مستوياتها.
على الناخب أن يسأل: هل تحقق شيء يذكر من وعود الأحزاب الحاكمة أم أنها انشغلت بمصالحها الخاصة ، وهل قدم حزب معين مشروعا وطنيا وسار باتجاه تحقيقه أو مشروعا خدميا أو اقتصاديا أو رياضيا أو ثقافيا واضحا.
عليك أخي الناخب أن لا تعطي صوتك مجانا ولست أحرض على البيع مقابل صوبة أو بطانية أو جهاز نقال أو وعد بتعيين، إنما قصدت أن تبيعه لمن يستحق فصوتك أغلى من الدولار والذهب وجميع الهدايا فهو ممكن أن يبني بلدا أو يحطمه.
أما السادة الأعضاء المحترمون ومن ورائهم كتلهم وأحزابهم، فأقول لهم إن ( العدل أساس الملك )، فمن منكم كان عادلا ومن منكم كان خادما لشعبه لا مطيعا لحزبه، هل عاملتم الجميع على أساس الإنسانية والكفاءة والمواطنة والنزاهة والشجاعة أم على أساس الحزبية. اسألوا أنفسكم، هل جاملتم مديرا فاسدا لمصلحة حزبية أو لقرابة شخصية أو لسبب آخر. هل قدمتم لأنفسكم ما ينفعكم دنيويا وينتظركم أخرويا. من منكم يستطيع بينه وبين ربه أن يجزم بأنه مستحق للمنصب ولا يوجد أفضل منه ممن لم يفز لاعتبارات حزبية فقط.
الأسئلة كثيرة وعديدة ولا أريد التفصيل لئلا اتهم بالخيانة العظمى لكني أتمنى في الختام أن يعي المنتخب مسؤوليته أمام الله وأمام نفسه حين يختار مرشحه فهي أمانة ويجب أن لا يخونها من اجل العاطفة أو المصلحة الخاصة، كما أناشد أعضاء مجالس المحافظات عموما أن يضعوا مصلحة الوطن والمواطن فوق مصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على مواصلة المسير أو يجد انه غير قادر على العمل المستقل بسبب سياسة حزبه فعليه أن لا يرشح نفسه ويكتفي بالراتب التقاعدي ليفسح المجال أمام القادر على البناء والإنقاذ ليأخذ دوره وفرصته .. لعلنا نجد أشخاصا كفوئين غير حزبيين همهم الشعب المسكين الصابر لا غير. ولا يعني كلامي إني ضد الأحزاب أو أحرض ضدها بل إنني انصح الناخبين بالتصويت لصالح أي حزب أو كتلة أو تيار جعلوا من المواطن همهم الأكبر ومن العراق وتطوره غايتهم ومن امن المواطن هدفهم.
وأشكركم جزيلا للحرية التي منحتموها لنا للحديث معكم


كاتب عراقي
Afrawi70@yahoo.com
11-11-2011
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23790
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29