• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لمن نكتب .؟ ومن يسمع .؟ ومن يقرا ..؟؟ .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

لمن نكتب .؟ ومن يسمع .؟ ومن يقرا ..؟؟

لقد تداخلت الخنادق ,  واختلطت الأوراق ,  واشتبكت الأمور,  وأوصدت الطرق ,  ولا أرى بصيص أمل في النفق الطويل ,  ولا أتوقع زورق إنقاذ ,  ولا انتظر أي إسعاف فوري , فالغابة كالحة مظلمة ,  والنفوس متلبدة بالغيوم والهموم ,  وتمتد أمام بصري مديات من

التوجس والتخوف والانهيار والتعاسة والضياع  والنهب والسلب والطغيان و .. و .. الخ ,  فكل مفردات الفواجع والأحزان والمأساة التي أتوقعها تترى على الرؤوس التي عشعشت بالتوقعات والمفاجئات ,  والتي لا ادري أين مآلها ومرجعها فلا أتصور أن في الأفق منقذ
ينقذ ,  ولا مغيث يغيث , إذن لمن نكتب ..؟  ومن يسمع ..؟  ومن يقرا ..؟   ومن يتابع ..؟
وحملت الصولجانات والمباخر يفترشون الطرقات ويبخرون للذئاب والثعالب والكلاب .. لمن نكتب إذن ..؟  ومن ينفذ ما نكتبه ..؟ ومن يقرا ..؟ ومن يضع الإصبع على الجرح ..؟ ومن يعطي العلاج الشافي والوافي للذي يحتضر..؟ لمن نكتب والكتابة أضحت مجرد ثرثرة على الورق ,  لمن نكتب والكتاب الشرفاء والاصلاء لا يسمعون إلا أخبار الخلافات المزعجة والاجتماعات المغلقة   , لمن نكتب والكتاب لا يتوقعون إلا سوط التهميش والاقصاء  ,  لمن نكتب والكتابة أضحت متجرا مستأجرا أو لسان مستعارا أو دعارة في أقبية التستر والفجور ,  لمن نكتب وكل كاتب لا يمتلك حضورا شريفا ومتميزا إلا عندما يبيع ضميره وقلمه وحتى نفسه للأحزاب وللشخصيات المهيمنة على أموال العراق  ,  أما الذي يجاهر بالحق ويصدح بالحقيقية وينشر غسيل الطغاة والفساد والمفسدين واللصوص والحرامية والسراق فانه يظل في واد الإهمال والنسيان والضياع والفقر والمعاناة والعوز والجوع والحرمان . 

 إن كل كاتب يعانق الشجاعة ويحمل مشاعل الدفاع عن حقوق الجماهير المغتصبة بغير وجه حق .. أما أن يشطب أو يطارد أو يهرب أو يهمش أو يقصى أو فهذا هو المصير المؤكد لكل من يحمل ضميرا يشدو بمنغصات المتعبين وقهر المقهورين , وأما أن يتخثر في بيته ويكسر قلمه ويمزق قرطاسه ويظل قابعا في بيته ينظر للمسرح الممتد والذي تتكوم عليه أكوام هائلة من السلبيات والخربطات والتعاسات والمفاجئات والغرائب التي هي اغرب من الغريب والخيال .. فعن من نكتب ..؟  أنكتب عن الأماني والأحلام  المتلاشية .. أم نكتب عن تجاهل الكفاءات العملاقة والشهادات الكبيرة والتي أضحت في زاوية التجاهل والضياع .. أم نكتب عن العناصر الأمية الهمجية الانتهازية التي تبوأت ارفع المناصب بلا جدارة وبدون استحقاق .. أم نكتب عن البطالة الخانقة التي تشدد خناقها الخانق على خيرة شباب العراق الذين يعانون البؤس والحرمان وهم ينظرون إلى الوطن الذي أصبح نهبا للوحوش والغربان ..أم نكتب عن المحسوبية والمنسوبية والطائفية والعرقية والمذهبية التي أخذت الحصة الأكبر والأكبر من دماء وخيرات ومقدرات شعبنا المبتلى بهم والمطحون بطواحين الإرهاب الأسود الهمجي .. أم نكتب عن الرواتب التي لا يتصورها عاقل ولا مجنون وبدون أدنى استحقاق , فما هي المؤهلات التي تمتلكونها يا أصحاب الرواتب الأسطورية وما هو التاريخ الذي تفتخرون به من النقاء والنظافة والأمانة والحرص على أموال الشعب يا من اصطبحتم أوراما سرطانية في جسوم كل العراقيين الذين يلعنون الساعة التي انتخبوكم بها ..!! فهم نادمون على انتخابكم  أيها المتنازعون من اجل الكراسي , وان كره المواطن لكم  تعمم في  كل شارع وكل ممر وكل طريق وكل زقاق من أنحاء العراق الذي هدمتموه ونهبتموه ودمرتموه وحولتموه إلى فريسة بين أنيابكم وأظافركم المقيتة . فانتبهوا جيدا إلى نهايتكم أيها المتنازعون  وقد تكون نهايتكم  أسوء نهاية جراء ما اقترفتموه من جرائم وسفالات متسافلة لا تليق إلا بالسفلة أمثالهم , فكفاية كفاية تأمر على هذا الشعب المسكين , وكفاية كفاية سرقات , وكفاية كفاية نزاعات لم تجني منها الجماهير إلا الدمار , ولا بد لليل من أخر والفجر حتما سيشرق وهو يحمل البشرى وآية الخلاص من كل فاسد وسارق ومتلاعب وهجين .

مدير مركز الإعلام الحر

majidalkabi@yahoo.co.uk


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : ماجد الكعبي ، في 2012/11/09 .

الاستاذ الشمري دام موفقا
بما انك تصرف المفردة وتضعها في مكانها الصحيح ينتج عندك ما تفضلت به
وان ماجد يعتز بهذه الشهادة المختزلة والمحبوكة والمعبرة عن صدق مشاعرك تجاه ما اكتب دمت اخا وصديقا وفيا ومثقفا رائعا نحن بمسيس الحاجة لافكاره واسلم لاخيك المخلص ماجد الكعبي وكذلك شكري وتقديري لموقع كتابات في الميزان والشكر موصول لمؤسس هذا الصرح المعطاء والتقدير لكل العاملين فيه
اخوكم
ماجد الكعبي

• (2) - كتب : محمد الشمري ، في 2012/11/08 .

كلام في غاية الروعه استاذي العزيز



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23914
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18