• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المباهلة..واحد من اعظم دروس الرسول محمد (ص) .
                          • الكاتب : عمار طلال .

المباهلة..واحد من اعظم دروس الرسول محمد (ص)

 يستذكر العالم الاسلامي، واقعة المباهلة، يوم الجمعة المقبل.. الرابع والعشرين من ذي الحجة 1433هجرية، الموافق 9 تشرين 2012.

المباهلة مصطلح عربي يعني استنزال غضب الله على الظالمين، ترحل اسلاميا، بعد الواقعة الشهيرة التي حدثت بين الرسول محمد (ص) والمشركين من قريش، في السنة العاشرة للهجرة.

تتلخص بكون البعض عاب على محمد بن عبد الله نسبه وما هو عليه الآن من وضع عائلي وما يحيط به من تركيبة اجتماعية واقتصادية أنشبت براثنها في جوهره الكريم، ضررا.

فخاطبهم يومها باللغة التي يفهمون:

اينا اكثر مالا واعز ولدا.

وهو منطق يتنافى مع صيرورة الاسلام الذي انزله الله على عبده ورسوله، كي يمحو من سياقات المجتمع منطق التفوق بغير المؤهلات الذاتية.

الامر الذي اجاد الرسول (ص) ادارته، اذ خاطبهم بمنطقهم غير السوي، ليسحبهم الى منطق الحق الذي بعثه الله ليتبعوه على الهدى.

فكان ما كان من حمله الحسن والحسين على كتفيه، وعلي وفاطمة (ع) السلام، معهم صباحا الى المكان المتفق عليه بالتوقيت الموعود.. تنافح الطرفان كل يطري اشياءه وذاته وشخصه وحسن تربيته لبنيه.

الرسول تفاخر بايمان علي وحسن تنشئته لفاطمة سيدة نساء العالمين ونسلهما الحسن المجتبى والحسين الشهيد، بينما الكفرة المشركون، تنافجوا تيها بما آلت اليه نقمة الاوثان على متبعيها... شاهت الوجوه.

رجحت كفة محمد وآل محمد بعدها على من يناجزه العداء، الى يوم يبعثون، واندكت عروش مبغضيه الى ان ينفخ زبانية جهنم في الصور.

استذكار (المباهلة) درس لنا في صنع حضور شخصياتنا (الكارزما) وقوة ارواحنا ازاء المحيط الغيبي.. غير المنظور (الاورا) وفق تقاليد الراهن المتبعة.. هنا والآن.

القياسات المادية لخطوط وجودنا شديد الحضور في امكنة وازمنة لا نضمن توافقها مع ملكاتنا، يحث على النحت في الذات كي تتلاءم مع المحيط غير المتوافق، وتعزيز اتساقها مع المحيط بترتيب وجود ايجابي منتظم.

اذا قاد الرسول محمد (ص) مستقبل الانسانية بنور الهدى الذي اكد فيه تبعية الفرد لمحيطه الاجتماعي المباشر.. ام واب وابن واخ وصهر وعم وابن عم الى آخر حلقات الارتباط، التي تبدأ بالعائلة التي تسمى قانونا (اقرباء الدرجة الاولى) فان تراتب الحلقات التالية يعتمد الشد المتواصل من حلقة العائلة الى حلقة الاصدقاء والجيران وزملاء العمل والاقرباء الابعدون، لتنفتح على حلقة زملاء العمل والعينات المؤقتة التي تشاطرنا حيزا ما على أهبة الافتراق، كمن يسافر معنا في طائرة نتحمل اعباء سلوكه الاعن او نستجمل صفاته المثلى ريثما تحط الطائرة ويذهب كل الى شؤونه، او يجالسنا في مطعم، نتحمل شراهة التهامه الطعام، فلا نعود لذات المطعم كي لا نلقاه، او يجيد اللياقة التقليدية في الغذاء، ما يعلمنا كيف نكون لطفاء في مشاركة الاخرين حيزا محدودا او سعة غير محددة باطار فيزيائي ولا مالي او وظيفي.

تعلمنا من الرسول ان نتواصل مع العدو بالقوة التي تعيده الى حظيرة الحق عادلا ينصفنا، فنعلن عليه السلام، موقفين الحرب هدنة دائمة.

ذلك هو الدرس العظيم الذي قدمه الرسول محمد (ص) حين ارتضى المباهلة، افحم عدوه ليحميه من ان يندفع سادرا في غيه، فقد غاظ طرح المشركين محمداً، الا انه لم ينساق وراء غيظه، انما حث رب السماء الذي بعثه على ان ينزل رحمة الهدى على اعدائه، بدلا من غضب الله يمحقهم.

وتلك هي اخلاق الانبياء، استنزال الهدى على العدو بدل الضلال، ما اعطى فكرة المباهلة العربية معنى سلميا مغايرا لما دأبت العرب عليه.. فالاسلام حقق ازاحات رحلت المصطلحات من منطقة العتمة والشر الى رحاب الضوء خيرا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23949
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19