• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قوارير الإبداع العراقي .... في معجم بابلي معاصر .
                          • الكاتب : د . سعد الحداد .

قوارير الإبداع العراقي .... في معجم بابلي معاصر

 مازال يضجّ بعطائه ، حاملاً عصا الترحال المستمر بين المدن والقصبات يدوّن النصف الآخر ليملأ ركابه من هنَّ إبداعاً ، ويزيّن بهنَّ جيد كتابه المقتصر عليهنّ ، ليعود الى حضن حبيبته الدافئة ( المسيب) ، فيحطّ رحاله بين جوانحها متأملاً ثمَّ سارداً لتأريخها الذي عشقه فكان مقروناً به .
عرفته منذ أكثر من عقد ، ومن خلاله تجذرت علاقتي برفقة أعزاء من المسيب كل واحد منهم كانت له بصمة مهمة في تأريخها وإبداع يذكر ، وكلما أتذكر أحدهم يقف قلمي عاجزاً عن الكتابة عنه ، إنه الراحل الشهيد مهدي عبد الحسين النجم ، كان الرجل نقطة مضيئة في ساحة الإبداع العراقي ، فهو مؤلف ومحقق ثبت وشاعر إمتدت يد الغدر الآثمة خلسة فأحالته شمعة وقادة في سماء الحق . رحم الله أبا سنان كان أخاً وصديقاً وكان ممن صحب صديقي الرائع جواد عبد الكاظم محسن في حلّه وترحاله .
قدّم جواد للمكتبة مايميزه من منجز بين تأريخ ودين وتراجم أعلام وغيرها .. وواحد من مؤلفاته المميزة كتابه ( معجم الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث ) بجزأين . صدر الجزء الأول عن دار الصادق في الحلة سنة 2004م، وصدر الجزء الثاني سنة 2012م عن دار الفرات في الحلة .
الكتاب (معجم)، والمعجم هو مااشتمل على تعريف وافٍ لشيء ما . وأردفه بـ(الأديبات والكواتب)وخصص ( العراقيات)وحدّد( في العصر الحديث) ، وحسناً فعل (الجواد) حين جمع بين قوارير الإبداع بين دفتي كتاب ، مما يسهل الرجوع إليهنَّ وماأحلى جمعهنَّ على اختلاف مشاربهن.. زهور بألوان شتى يفوح أريجهنَّ مسكاً وعنبراً من رياض الرافدين. مؤرشفاً وموثقاً للسيرة والابداع ، ومفتشاً عن أسرارهنَّ الجميلة في مظان كثيرة متجشماً عناء السفر الى مدن مختلفة كي يستقي معلومة أو يصحح أخرى أو يتأكد من كتاب صادر أو مخطوط لم يرَ النور بعد . وربما حمل إليه البريد بعض الهدايا ، وماأجمل هدايا القوارير ! ويقيناً أنَّ الهدايا كتبٌ فينشرها على الرأس محبة ً وكرامةً لمهديها .
كان (جواد) ومازال يلاحق إبداعهنّ في الصحف والمجلات والدوريات فيدوّن ، وتلك لعمري هواية لايعرف لذَتها وطعم عذابها إلا من عشق الفهرسة والتصنيف وسبر أغوار أفشِ سرَّاً إن قلت أنَّ الحلة امتازت برياديتها لأهل هذا الفن ، بل وتفردت فيه والأسماء كثيرة ولسنا في مجال حصرها . ولنا بحث مستفيض في ذلك ينشر قريباً إن شاء الله تعالى .
جواد... أو قل أبو جواد اعتماد ، فهو أوقع لما فيه من صدق في تعامل هذا الرجل النبيل ، فهو حقاً ممن يعتمد عليهم في الملمات ، يحمل إليك مايرسل بيده ، فهو أمين وسخي بما يفيض لديه من مطبوعات . ولج بحر الإعلام فعانى الويلات غير أنّه ربض صامداً ، ومازال يتشظى إبداعاً في أكثر من مكان بين مجلة وجريدة ، بين المسيب والحلة وكربلاء والهندية وبغداد . ثمَّ يستريح بعض الوقت على صفحات الانترنيت أو الفيس بوك معلقاً تارةً وناشراً أخرى لتراث أو ترجمة أو فلكلور ، ومشاركاً لإبداع الآخرين مرات عديدة .
كتابه النفيس ـ بين يديَّ ـ تصفّحته مرات ومرات مستمتعاً بصفحاته المئين والتسعين من القطع الوزيري ، وبعطائه الثرّ وهو يحتجن بين دفتيه تراجم مئة وخمسين زهرة عراقية ، مرتبة على حروف المعجم ليسهل الرجوع الى الاسم في التصفح ويبعد الاتهام ويزيد الثقة في العدالة . تتفاوت التراجم بين زهرة وأخرى ، وهذا منطقي لتفاوت السير الذاتية والإبداعية لهنَّ ، تأليفاً ونشراً ومتابعة ونقداً وتعريفاً .
وعمد الأستاذ أبو اعتماد الى ذكر الإحالات والإشارات الواردة في الكتب والمجلات التي ذكرت أونشرت أو أشارت الى المبدعة وعنونها بـكلمة ( حولها ) وهي كلمة طريفة تستخدم على حدّ معرفتي أول مرة في المعاجم والموسوعات . ومن الجميل متابعته للإصدارات الحديثة حتى منتصف عام 2012 م وهو عام إصدار المعجم .وبذلك يكون المؤلف قد بذل جهداً خلاقاً أهدانا إياه بباقتين من الزهور العراقية الفواحة ، كل باقة بأسماء وألوان مباركة ومبهجة . الباقة الأولى ضمّت مئة زهرة ، بينما حملت الثانية مئة وخمسين زهرة ، ولعل البريد يحمل إلينا قريباً من السلال الجميلة مايضاعف به المؤلف الأعداد من القوارير ، فنحن بالانتظار دائماً لنقول شكراً لله على هذا العمل النفيس والجهد الشاق الماتع ، وشكراً لأبي اعتماد هديته الثمينة التي أسعدنا بها كثيراً .



 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24124
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19