الصراع السياسي الذي يظهر لنا في المشهد العراقي بات معقدا الى الدرجة التي لم نعد نعرف او نميز بين الاسلامي والعلماني وبين المتشدد والمعتدل بل حتى وصل بنا الحال ان ضاعت من أيدينا كيف نمسك بخيوط العملية السياسية الجارية اليوم في العراق على وقع الازمات المتلاحقة التي أصابتها بفعل الاجندات الخارجية وتأثير الكثير من دول المنطقة والجوار.

آخر صيحة بين رجالات السياسة في العراق ان يكون السيد اياد علاوي واعظا دينيا يهدي العباد الى الرشاد والصلاح وابعادهم عن اهواء الفتن والضلال حيث يقول في نص موعظته السياسية الدينية الارشادية ان في ائتلاف دولة القانون أبواق لا تعبد الله بل تعبد زعيمها نوري المالكي مصرحا بذلك خلال لقاءه الصحفي مع الملف نت فيقول ما نصه ((ولفت علاوي الى ان ابواق المالكي الكثيرون يعبدونه قبل عبادتهم لرب البشرية مبينا ان الشابندر والبياتي والعسكري والاسدي في مقدمة قائمة طويلة كل همها تسقيط خصوم المالكي بأي ثمن)) كيف توصل المفتي علاوي الى تلك الاستنتاجات الدينية وهو يكفر الاخرين ويتهمهم بالشرك وعبادة غير الله ؟؟ هل وصلت بكم ايها السياسيون الحال ان تتخرصوا على الخالق وتستنتجون ما لا يمكن ان يتحمله العقل !!! كيف جاز لكم ان تتعرضوا للذات الالهية وتجعلون مع الله الها اخر ؟؟ هل كل ذلك من اجل مطامعكم في الوصول الى الكرسي ، فلا يهمني من يكون البياتي او العسكري او الشابندر ولا يهمني المالكي ولا كرسيه الذي تبحث أنت عنه بيديك وقدميك فهذه معركة سياسية قذرة لا تدنسوا فيها المقام الالهي وتنصبون انفسكم مكان الخالق عزوجل بتلك الترهات السخيفة ، أنا اعلم ان الانتخابات لمجالس المحافظات قادمة في العام المقبل وسوف يكون الضرب تحت الحزام وفوقه وسوف تستخدم اقذر الاساليب من كل الكتل السياسية ولكن ما ارجوه ان لا تجعلوا الدين لعقا على السنتكم وتتبجحوا به لانكم ابعد من أن تكونوا واعظين في الدين والتعبد لله تعالى واقصد بذلك جميع السياسيين العاملين اليوم في العراق فدعوا ذلك لأهله والتفتوا لأنفسكم واساليبكم التي اعتدتم استخدامها في حياتكم السياسية لان التسقيط والتشويه لبعضكم البعض قائم ولن ينتهي فكلكم يريد الوصول الى الكرسي ومراكز القرار العليا في الدولة العراقية وهذا ما يجعلكم تستخدمون اساليب التسقيط الغير أخلاقية في كثير من الاحيان وهو مدعاة لان نقول لكم ابتعدوا عن استخدام الدين والمقدسات في حملاتكم الانتخابية القادمة لان من الواضح بدأنا نرى بوادر تلك التصرفات حينما نرى علاوي يتحدث في حربه السياسية مع الخصوم واعظا في العبادة لله تعالى.