• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين إمام الوحدة الاسلامية .
                          • الكاتب : د . عباس الامامي .

الحسين إمام الوحدة الاسلامية

صورة هزت مشاعري من الاعماق، التقطتها عدسة الدكتور حسين ابو سعود في كربلاء بمناسبة أربعينية الامام الحسين عليه السلام في عام 1431هـ/2010م، وكيف لا تلتقط عدسته مثل هذه الصورة وهو من دعاة الوحدة الاسلامية والتآلف بين المسلمين والكف عن اراقة دماء بعضهم الآخر والامتناع عن الصاق التهم بينهم. والدعوة الى التقارب بين اتباع المذاهب الاسلامية ولا سيما حكوماتها تعتبر ضرورة اسلامية قائمة في كل يوم، وان اي تناحر سياسي او اقليمي بين حكومات الشعوب المسلمة يعتبر من المحرمات الكبيرة والموبقات العظام، لأنها تؤدي الى التنازع والفشل والتناحر بين المسلمين وابتعاد بعضهم عن الآخر، مما يؤدي الى تكالب الآخرين على مقدرات المسلمين ونهب خيراتهم.

وان هذه الصورة تعبر وبشكل دقيق عن الحالة الاجتماعية المتوحدة بين مكونات محافظة كركوك والتي إعتبرها الأغيار بانها قنبلة موقوتة، ولكن الحسين عليه السلام بذكراه الخالدة في النفوس الأبية والمحبة للرسول (ص) والملتزمة بالاسلام حوَّل أهالي تلك المدينة الوادعة والكثيرة الخيرات الى مدينة الوحدة ليس بين من يعيش فيها ولا بين العراقيين كشعب بمختلف مكوناتهم العرقية والطائفية والدينية بل دعى الى الوحدة بين المسلمين جميعا اينما حلوا واينما توطنوا.

فالحديث الوارد عن رسول الله(ص) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) وكذلك (الحسن والحسين امامان قاما او قعدا)  لم يقال مثلهما بحق احد، إتفق  علماء المسلمين على سندهما الصحيح  في كل كتب الفرق الاسلامية وبلا استثناء، فالجميع يدرك ويؤمن  ان الحسين عليه السلام إمام بوصية رسول الله(ص)، ولا يمكن لأحد إنكار هذا المفهوم الا من نصب عداءا للاسلام وإن صلى وصام.

 فالحسين حمل شعار الوحدة والدفاع عن الاسلام وضحى بما يملك في سبيل هذا الهدف النبيل الذي اعلنه بقوله: إني لم أخرج أشرا ولا بطراً ولا ظالما ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الاصلاح  في أمة جدي، أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. فشعار رسالة الحسين عليه السلام هو الاصلاح لأمة محمد، واليوم والساحة الاسلامية وشعوبها وحكوماتها بحاجة الى مصلحين أوفياء لرسالة الاسلام، وأوفياء لشعوبهم ومصالحها لبناء مستقبل لتتمكن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها من إدامة الحياة وبناء مستقبل آمن لأبناءها، وكيف لا والعالم يمر بأزمات إقتصادية وغذائية الواحدة تلو الأخرى والقوي يأكل الضعيف والشركات العالمية تبحث عن مصادر لمنتجاتها العسكرية، فهل يعتبر قادة المسلمين وعلماءهم ويعيدون لحمة التوحد بين شعوبهم ليرتقوا بهم أسباب التقدم والازدهار وديمومة البقاء.

أيها المسلمون إلتزموا بالحسين شعاراً لتعيدوا مجدكم، فهل من معتبر.

                   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2421
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29